والرجل لا يتخصص للزواج. وكذلك المرأة يجب ألا تتخصص للزواج؛ ذلك لأن حياتنا، نحن الرجال والنساء، أغلى من هذا وأرحب من أن يحتويها هذا التخصص.
وليس من حق أحد في الدنيا أن يقول للمرأة: عيشي في البيت طيلة عمرك، ثمانين أو تسعين سنة، لا تختلطي بالمجتمع ولا تؤدي عمل المحامي أو الطبيب أو الصانع أو الكيماوي أو الفيلسوف. وإنما اقصري كل قوتك وكل وقتك على الطبخ والكنس وولادة الأطفال.
لا، إن المرأة العصرية أرحب آفاقا وأكثر اهتماما من أن يستغرق المنزل كل حياتها.
أيتها المرأة لا تكوني لعبة
إني أدعوك، أيتها المرأة المصرية، إلى أن تثبتي وجودك الإنساني والاجتماعي في الدنيا بالعمل والإقدام، وأن تختاري حياتك واختباراتك.
أدعوك إلى أن تدربي ذكاءك، وتربي شخصيتك، وتستقلي في تعيين سلوكك، وتزدادي فهما وخيرا ونضجا بالسنين.
لا تكوني لعبة نلعب بك نحن الرجال، للذتنا نشتري لك الملابس الزاهية، والجواهر المشخشخة، ونطالبك بتنعيم بشرتك، وتزيين شعرك، وكأن ليس لك في هذه الدنيا من سبب للحياة سوى أنك لعبتنا نلعب بك ونلهو.
ليس شك أن أنوثتك جميلة، وليس شك أنك تعتزين بجمالك وتعنين به. ولكن لا تكوني لعبة.
أنت إنسان لك جميع الحقوق الإنسانية التي للرجل، فلا تقبلي أن ينكر عليك أحد هذه الحقوق وأن يعين لك طراز حياتك.
أنت إنسان لك حق الحياة واقتحام التجارب البشرية وحق الإصابة والخطأ؛ لأنك، بغير ذلك، لا تحصلين على تربية إنسانية؛ أي لا تكبرين ولا تنضجين بل تبقين طفلة ولعبة ولو بلغت الستين أو السبعين من العمر.
نامعلوم صفحہ