وهنا نرى الراقصة في صفاء بشرتها واندماج جسمها تتحرك عضلاتها في انسياب. وهي حين ترقص تثب وتمرح وتخطف على ساقين مندمجتين ترفس بهما كما لو كانت جوادا يأرن ويمرح. وتحسبها وهي في اندفاق إيقاعها ويسر حركتها، وانطلاقها وارتقائها إلى أعلى، أنها ترقص في الهواء.
وفرق عظيم بينها وبين الراقصة المصرية؛ فإنها تنجذب نحو السماء وتنظر إلى أعلى في حين تنجذب الراقصة المصرية نحو الأرض وتنظر إلى أسفل، إلى كتفيها وبطنها وساقيها.
الأولى تنطلق وتثب في مرح الحياة وطرب الحركة ويقظة الجسم.
والثانية تنطوي وتتثنى في كسل الشهوة ونعاس الجسم وارتخاء الأعضاء.
ولذلك نحن نحس الشهامة حين ننظر إلى راقصة أوربية، ونحس الهوان والضعة حين ننظر إلى راقصة شرقية.
وللحكومات الأوربية معاهد لتعليم الرقص والموسيقى حبذا لو أن حكومتنا تدرسها، وتبعث البعثات من الشبان والفتيات المصريين إليها، وتنشئ مثلها في مصر.
هناك محك أو امتحان لحركات الرقص، هل هي مما يرفعنا أو يسقطنا؟ وذلك بأن نسأل، هل نرضى لزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا أن يؤدين هذه الحركات أم لا؟
إن أي إنسان يرضى لابنته أن تؤدي حركات الرقص الأوربية. كما أن أي رجل يرضى أن يؤدي حركات الرقص التي يؤديها الرجال في أوربا. ولكني لا أرضى لابنتي أو أختي أن تؤدي حركات الرقص المصرية.
أليس هنا البرهان الواضح على أننا غير راضين عن الرقص المصري؟
ثم أليست لنا فطنة تبعثنا على التأمل والتساؤل: لماذا لا يرقص رجالنا منفردين؟
نامعلوم صفحہ