ويقول جبران خليل جبران: «إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن، ولا يتحول مع الفصول، قلب المرأة ينازع طويلا، ولكنه لا يموت، قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه، فهو يقتلع أشجارها، ويحرق أعشابها، ويلطخ صخورها بالدماء، ويغرس تربتها بالعظام والجماجم، ولكنها تبقى هادئة ساكنة، مطمئنة، ويبقى فيها الربيع ربيعا والخريف خريفا إلى نهاية الدهور.»
أما لوثير فيقول: «لا تعرف السماء شيئا أرق من قلب المرأة الذي تسكنه الشفقة.»
ويتكلم صموئيل سمايلز عن النساء وقلوبهن فيقول: «لكي نحظى بمجتمع صالح، يجب على النساء تصفية ما بقلوبهن، وتجنب الأعمال التي تطغى على القلب والخلق والضمير، كما يتجنبن السم الزعاف، الذي إن تجرعه المرء مرة، تعذر عليه الخلاص منه، وظل ينغص عليه الحياة أبد الدهر، إن كثيرا أو قليلا.»
والدموع من مستلزمات المرأة، كالسلاح للجندي، تستخدمها دفاعا عن كيانها، كما يستخدم الجندي السلاح دفاعا عن حياته وحياة دولته.
ترى البارونة أوركزي أن حجة المرأة في دموعها، ويرى بوبليليوس سيرون أن دموع المرأة توابل للمكر والخبث والرياء، بينما يقول بيلي: «دموع المرأة ثروتها.» ويعتبر بعض الحكماء دموع المرأة سلاحها في المآزق والمواقف الحرجة.
ويقول كولن إليس: «تشعل المرأة النار بابتساماتها، وتحاول عبثا أن تطفئها بدموعها.»
وتضحك المرأة إن تمكنت من الضحك، ولكنها تبكي متى أرادت، فهي تتسلط بدموعها وضعفها، ولكنها أحيانا لا تبكي إلا إذا تعذر عليها الانتقام.
والمرأة إذا بكت، لا تستطيع الشمس أن تجفف دموعها، وهي إذا بكت أمام الرجل كانت موضع عطفه، أما إذا بكى الرجل أمامها كان هذا منه سببا في غرورها بنفسها، والبون شاسع بين بكاء المرأة وبكاء الرجل، فدموع النساء كدموع التماسيح، أما الرجل فلا يذرف الدمع إلا إذا فاض به الكيل من شدة ما يعانيه.
ولله در ثاكري حين يقول: «تبلل الدموع كتاب المنطق الأنثوي من كل موضع، أما العدالة في قضائهن، فتحكمها دائما سورة الهوى.»
ومع أن هذا هو رأي الأدباء والحكماء في دموع المرأة، فإنهم كذلك يحدثوننا عن عيونها بما يرضي وما لا يرضي، فيقول شكسبير: «أي شعر فوق عين المرأة في السحر؟» ويقول بلزاك: «إذا عدمت المرأة جمال الأسنان، ضحكت بعينها.» ويقول طاغور: «في ابتسامة المرأة عظمة الحياة وجمالها، وفي عينها دهاؤها وعمقها.» ويرى مور أنك تستطيع قراءة قصة المرأة في عينيها، ويرى غيره أن لعين المرأة بريقا يخترق حجب الخيال بأشعته تارة، ويتلقى إيحاءات الخلود المنتظرة تارة أخرى.
نامعلوم صفحہ