* طغيان الأشدق
قال ابن جرير : أرسل ابن زياد عبد الملك بن الحارث السلمي إلى المدينة ليبشر عمرو بن سعيد الأشدق (2) بقتل الحسين ، فاعتذر بالمرض ، فلم يقبل منه ، وكان ابن زياد شديد الوطأة لا يصطلى بناره ، وأمره أن يجد السير ، فإن قامت به الراحلة يشتري غيرها ، ولا يسبقه الخبر من غيره ، فسار مجدا حتى إذا وصل المدينة لقيه رجل من قريش وسأله عما عنده فقال له : الخبر عند الأمير. ولما أعلم ابن سعيد بقتل الحسين ، فرح واهتز بشرا وشماتة.
وأمر المنادي أن يعلن بقتله في أزقة المدينة ، فلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على سيد شباب أهل الجنة واتصلت الصيحة بدار الأشدق فضحك وتمثل بقول عمرو بن معد يكرب :
عجت نساء بني زياد عجة
كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
ثم قال : واعية بواعية عثمان (3).
صفحہ 334