الطير. وليس في وسع العدد الكثير أن يسكن ذلك اللغط أو يرد تلك الضوضاء لولا الهيبة الإلهية والبهاء المحمدي الذي جلل عقيلة آل محمد (ص).
فيقول الراوي : لما أومأت زينب ابنة علي (ع) إلى الناس ، فسكنت الأنفاس والأجراس ، فعندها اندفعت بخطابها مع طمأنينة نفس وثبات جأش ، وشجاعة حيدرية ، فقالت (صلوات الله عليها):
الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار. أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر ، أتبكون؟! فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ، ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف (1) والعجب والكذب والشنف (2) وملق الإماء (3)، وغمز الأعداء (4)؟! أو كمرعى على دمنة (5) أو كقصة على ملحودة (6)، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم ، وفي العذاب أنتم خالدون.
صفحہ 311