والخلاف ، واعتذاره (ع) عن المصير إليهم بما جبلوا عليه من الخيانة كما فعلوا مع أبيه وأخيه يسبب إثارة اللوم من كل من يبصر ظواهر الأشياء ، والإمام المقيض لهداية البشر أجل من أن يعمل عملا يكون للامة الحجة عليه ، والبلاد التي أشار بها ابن عباس (1) وغيره لا منعة فيها ، وما جرى من بسر بن أرطاة مع أهل اليمن تؤكد وهنهم في المقاومة والضعف عن رد الباغي.
وعلى هذا فابن عباس وغيره أقل رتبة من هؤلاء الافذاذ ومن شهداء الطف ، مهما نعترف له بالموالاة الصادقة لأمير المؤمنين وولده الاطهار. فان حديثه مع ميثم التمار يرشدنا الى عدم بلوغه تلكم المنازل العالية التي حواها ميثم وأمثاله ... ففي رجال الكشي ص 54أن ابن عباس اجتمع مع ميثم بالمدنية ، فقال ميثم سل يا ابن عباس ما شئت من تفسير القرآن فلقد قرأت تنزيله على امير المؤمنين (ع) فعلمني تأويله ، فاخذ ابن عباس القرطاس ليكتب فقال له ميثم كيف بك لو رأيتني مصلوبا على خشبة تاسع تسعة أقربهم من المطهرة فتعجب ابن عباس من هذا العبد الاسدود المخبر عن الغيب ، فرمى القرطاس وقال انك تكهن علي ، فقال ميثم يا ابن عباس احتفظ بما سمعت مني فان يكن حقا امسكته وان يكن باطلا خرقته فكتب ابن عباس عن ميثم ما وعاه عن أمير المؤمنين من تفسير القرآن.
وعلى هذا فما يتحدث بن ابن الابار في تكملة الصلة ج 2 ص 600 طبع ثاني من أن ابن عباس كان يقول له فسرت (الحمد الله رب العالمين) على كنهم ما حملت ابل الأرض كتب تفسيرها لا نصيب له من الصحة وهو من موضوعات دعاة بني العباس ، أرادوا به المقابلة لقول سيد الاوصياء المروي في احياء العلوم للغزالي ج 1 ص 260 (فصل القرآن الباب الرابع) في التفسير بالرأي ، وعلم القلوب لابي طالب المكي ص 72 والاتقان للسيوطي ج 2 ص 186 النوع 28 فيما يرجع الى تفسير القرآن ، والمحجة البيضاء للفيض الكاشاني ج 1 ص 251 في التفسير بالرأي : أن أمير المؤمنين قال لو شئت لا وقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.
وفي سعد السعود لابن طاووس ص 286 نقلا عن العلم اللدني للغزالي : انه (ع) قال : لو اذن الله لي ورسوله لشرحت ألف الفاتحة حتى يبلغ أربعين جملا! وحكاه في البحار ج 9 ص 277 وص 463 طبع كمبني ولا غرابة ممن هو النقطة تحت باء البسملة! ففي مقدمة تفسير القرآن للشيخ محمد حسين الاصفهاني روى عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : كل ما في القرآن في الحمد وكل ما في الحمد في البسملة وما في البسملة في الباء وما في الباء في النقطة ، وانا النقطة تحتها .. وفي العنايات الرضوية تكلم في شرحه ص 119 ..
صفحہ 169