مقصد اسنا

Al-Ghazali d. 505 AH
90

مقصد اسنا

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

تحقیق کنندہ

بسام عبد الوهاب الجابي

ناشر

الجفان والجابي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٧ - ١٩٨٧

پبلشر کا مقام

قبرص

كَمَا فِي سَائِر الْأَفْعَال وَبِه يعرف هَذَا الِاسْم لَا بِمَعْرِفَة الِاشْتِقَاق فِي اللُّغَة وتوهم معنى الْحِفْظ على الْإِجْمَال تَنْبِيه الحفيظ من الْعباد من يحفظ جوارحه وَقَلبه ويحفظ دينه عَن سطوة الْغَضَب وخلابة الشَّهْوَة وخداع النَّفس وغرور الشَّيْطَان فَإِنَّهُ على شفا جرف هار وَقد اكتنفته هَذِه المهلكات المفضية إِلَى الْبَوَار المقيت مَعْنَاهُ خَالق الأقوات وموصلها إِلَى الْأَبدَان وَهِي الْأَطْعِمَة وَإِلَى الْقُلُوب وَهِي الْمعرفَة فَيكون بِمَعْنى الرَّزَّاق إِلَّا أَنه أخص مِنْهُ إِذْ الرزق يتَنَاوَل الْقُوت وَغير الْقُوت والقوت مَا يكْتَفى بِهِ فِي قوام الْبدن وَإِمَّا أَن يكون مَعْنَاهُ المستولي على الشَّيْء الْقَادِر عَلَيْهِ والاستيلاء يتم بِالْقُدْرَةِ وَالْعلم وَعَلِيهِ يدل قَوْله ﷿ وَكَانَ الله على كل شَيْء مقيتا ٤ سُورَة النِّسَاء الْآيَة ٨٥ أَي مطلعا قَادِرًا فَيكون مَعْنَاهُ رَاجعا إِلَى الْقُدْرَة وَالْعلم أما الْعلم فقد سبق وَأما الْقُدْرَة فستأتي وَيكون بِهَذَا الْمَعْنى وَصفه بالمقيت أتم من وَصفه بالقادر وَحده وبالعالم وَحده لِأَنَّهُ دَال على اجْتِمَاع الْمَعْنيين وَبِذَلِك يخرج هَذَا الِاسْم عَن الترادف الحسيب هُوَ الْكَافِي وَهُوَ الَّذِي من كَانَ لَهُ كَانَ حَسبه وَالله سُبْحَانَهُ

1 / 113