مقصد اسنا

Al-Ghazali d. 505 AH
126

مقصد اسنا

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

تحقیق کنندہ

بسام عبد الوهاب الجابي

ناشر

الجفان والجابي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٧ - ١٩٨٧

پبلشر کا مقام

قبرص

ورشد كل عبد بِقدر هدايته فِي تدابيره إِلَى مَا يشاكل الصَّوَاب من مقاصده وَدينه ودنياه الصبور هُوَ الَّذِي لَا تحمله العجلة على المسارعة إِلَى الْفِعْل قبل أَوَانه بل ينزل الْأُمُور بِقدر مَعْلُوم ويجريها على سنَن مَحْدُود لَا يؤخرها على آجالها المقدورة لَهَا تَأْخِير متكاسل وَلَا يقدمهَا على أَوْقَاتهَا تَقْدِيم مستعجل بل يودع كل شَيْء فِي أَوَانه على الْوَجْه الَّذِي يجب أَن يكون وكما يَنْبَغِي وكل ذَلِك من غير مقاساة دَاع على مضادة الْإِرَادَة وَأما صَبر العَبْد فَلَا يَخْلُو عَن مقاساة لِأَن معنى صبره هُوَ ثبات دَاعِي الدّين أَو الْعقل فِي مُقَابلَة دَاعِي الشَّهْوَة أَو الْغَضَب فَإِذا تجاذبه داعيان متضادان فَدفع الدَّاعِي إِلَى الْإِقْدَام والمبادرة وَمَال إِلَى باعث التَّأْخِير سمي صبورا إِذْ جعل باعث العجلة مقهورا وباعث العجلة فِي حق الله سُبْحَانَهُ مَعْدُوم فَهُوَ أبعد عَن العجلة مِمَّن باعثه مَوْجُود وَلكنه مقهور فَهُوَ أَحَق بِهَذَا الِاسْم بعد أَن أخرجت عَن الِاعْتِبَار تنَاقض البواعث ومصابرتها بطرِيق المجاهدة

1 / 149