174

مقاصد نحویہ

المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية المشهور ب «شرح الشواهد الكبرى»

ایڈیٹر

أ. د. علي محمد فاخر، أ. د. أحمد محمد توفيق السوداني، د. عبد العزيز محمد فاخر

ناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

پبلشر کا مقام

القاهرة - جمهورية مصر العربية

اصناف

الشاهد الثالث عشر (١)، (٢)
١٣ / قه يَا لَيْتَ شِعْرِي منكم حنيفًا ... أَشَاهِرُنَّ بَعْدَنَا السُّيُوفَا
أقول: قائله هو رؤبة بن العجاج، وهو من الرجز المسدس.
قوله: "شعري" بمعنى: علمي من الشعور، قال ابن فارس: شعرت بالشيء إذا فطنت له (٣)، و"الحنيف" هو المسلم ها هنا، وله معان أخر: المختون والناسك، والمستقيم الطريقة، والمائل إلى الدين المستقيم، ويقال: فلان متحنف؛ أي: يتحرى أقوام بالطريق، وفلان يتحنف؛ أي: يذهب مذهب أبي حنيفة (٤) ﵁، قوله: "أشاهرن" من شهر سيفه: انتضاه فرفعه؛ يعني: أبرزه من غمده.
الإعراب:
قوله: "يا ليت" كلمة (يا) في مثل هذا الموضع تكون لمجرد التنبيه لدخولها على ما لا يصلح للنداء (٥)، وقد يقال: إنها على أصلها، والمنادى محذوف تقديره: يا قوم ليت شعري "أي: ليتني أشعر، فأشعر هو الخبر، وناب شعري الذي هو المصدر عن أشعر، ونابت الياء في شعري عن اسم ليت الذي في قولك: ليتني، وأشعر: من الأفعال المتعدية، وقد يعلق فيقال: ليت شعري أزيد قام أم محمد؟ ومعنى التعليق إبطال عمله في اللفظ وإعماله في الموضع" (٦)، فيكون موضع الاستفهام وما بعده نصبًا بالمصدر.
قوله: "حنيفًا" نصب على أنه مفعول المصدر المضاف إلى فاعله، قوله: "منكم" في محل النصب على أنها صفة لـ (حنيفًا)، والتقدير: ليتني أشعر حنيفًا كائنًا منكم.
قوله: "أشاهرن" اسم فاعل دخلت عليه همزة الاستفهام ونون التوكيد، وهو في معنى المستقبل؛ لأن تقدير الكلام: ليتني أشعر حنيفًا مسلمًا منكم يشهر بعدنا السيوف، و"بعدنا" كلام إضافي نصب على الظرف، و"السيوفا" نصب بقوله: أشاهرن.

(١) توضيح المقاصد (١/ ٤٣) وروايته: شعري عندكم، والبيت غير موجود في أوضح المسالك.
(٢) البيت من بحر الرجز لرؤبة بن العجاج في ديوانه المسمى: مجموع أشعار العرب (١٧٩) (ملحق الديوان).
(٣) مجمل اللغة، مادة: "شعر".
(٤) هو النعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي، أبو حنيفة، إمام الحنفية وأحد الأئمة الأربعة، له مؤلفات عديدة (ت ١٥٠ هـ). ينظر الأعلام (٨/ ٣٦).
(٥) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٩٠)، مغني اللبيب (٢/ ٣٧٤).
(٦) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٨)، أوضح المسالك (٦/ ٣١١) وما بعدها ..

1 / 183