ـ[المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة]ـ
المؤلف: شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (المتوفى: ٩٠٢هـ)
المحقق: محمد عثمان الخشت
الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت
الطبعة: الأولى، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥م
عدد الأجزاء: ١
[الكتاب مقابل وموافق للمطبوع]
_________
(تنبيه): حواشي هذه النسخة الإلكترونية على نوعين:
١- منها ما أُخذ من حاشية ط دار الكتاب العربي بتحقيق محمد عثمان الخشت، وهذه تم تمييزها بعبارة [ط الخشت]
٢- ومنها ما أُخذ من حاشية ط الخانجي بتحقيق محمد عبد الله الصديق، وهذه تم تمييزها بعبارة [ط الخانجي]
[تقديم] «المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» لشمس الدين السخاوي، كتاب جامع في بيان صحة أو ضعف الأحاديث المنتشرة على الألسنة، وفيه من الصناعة الحديثية والنّكَات العلمية ما خلا منه غيره، مع التحرير والإتقان، قال ابن العماد الحنبلي: وهو أجمع من كتاب السيوطي المسمى بالدرر المنتثرة، في الأحاديث المشتهرة، وفي كل منهما ما ليس في الآخر. منهج الكتاب ١- يهتمّ السخاوي بذكر ما في الباب من الأحاديث. ٢- كما يهتمّ بذكر شواهد الحديث. ٣- ويحرص كثيرًا على بيان المكان الذي خرَّج فيه الحديث بالنّسبة للكتب. ٤- كما يهتمّ عند ذكر من خرَّج الحديث بذكر الإسناد، ومواضع الالتقاء والافتراق فيه ٥- ويهتمّ بذكر ألفاظ الأحاديث، ومن خرَّج كل لفظ. ٦- وظهر اهتمامه أيضًا فيما إذا لم يجد الحديث مرويًا؛ أن يأتي بما يدلّ على له من القرآن، أو القصص، والأمثال، والأشعار، ونحوها. الأعمال التي لحقت الكتاب: ١- اختصره الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي تلميذ (السخاوي) المتوفى سنة ٩٣١ هـ وسماه (الدرّة اللامعة في بيان كثير من الأحاديث الشائعة) ذكره في (كشف الظنون) (ص ١٧٨٠)،. ٢- وكذا للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي، المتوفى سنة ١١٢٢هـ عليه مختصران: كبير وصغير، طبع الأخير في المكتب الإسلامي بيروت. ٣- وللشيخ أبي الحسن علي بن محمد المنوفي تلميذ السيوطي كتاب (الوسائل السنية من المقاصد السخاوية والجامع والزوائد الأسيوطية) . ٤- وممن اختصره أيضا الشيخ محمد بن عمر اليمني المشهور بـ (بحرق) المتوفى سنة ٩٣٠هـ وسماه (تحرير المقاصد عن الأسانيد والشواهد) . ٥- وللشيخ أحمد بن عبد الله بن أحمد الوزير اليمني المتوفى سنة ٩٨٥ هـ كتاب (تحرير المقاصد الحسنة في تخريج الأحاديث الدائرة على الألسنة) وهو مخطوط، ذكره الحبشي في (مصادر الفكر باليمن) (ص٥٤) . ٦- وممن اختصره كذلك تلميذه ابن الدَّيبَع، فقد لخّصه في كتاب سماه (تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث) . ٧- كما يُعدّ إسماعيل بن محمد العجلوني من الذين اختصروا كتاب السخاوي، حيث اختصره في كتابه الشهير (كشف الخفاء)، كما ذكَرَ في مقدِّمته. طبعات الكتاب: - طُبع في الهند سنة ١٣٠٤ هـ. - طُبع في مكتبة الخانجي / القاهرة - بتحقيق (عبد الله بن الصديق الغماري) سنة ١٣٧٥ هـ وعدد أحاديثه (١٣٥٦) . - وفي دار الهجرة، بيروت، ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م (هي نفس ط الخانجي) - ثم في دار الكتب العلمية بيروت، ١٩٨٧ (هي نفس ط الخانجي) - وفي دار الكتاب العربي، بيروت بتحقيق (عثمان الخشت) .
- ب - [فصل] (*) بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: فإن اللَّه سبحانه، أنزل كتابه المبين، وجعله دستورَ أحكامه المتينَ، فأحكم نظامَه، وأتمَّ بيانه، وبلَّغه للرسول الأمين، وتعبَّد به المسلمين، وأمر الرسول ببيانه، فشرحه ﵇ ووضَّحه وخصَّص عامَّه وقيَّد مطلقه، بالقول، والفعل، والتقرير، بما أفاضه عليه ربُّه من الوحي الباطن، ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى﴾ . وأمرنا سبحانه باتِّباع أمر الرسول ونهيه ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ . ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزِّل إليهم﴾، ولذا كانت السنة النبوية، في المرتبة الثانية من الكتاب في الحجية، وأصبحت العناية بها عناية به، وحِفْظَها حفظَ أحكامه، وأمر النبي ﵇ بإبلاغها وسماعها وإسماعها، وتوعَّد من كذب عليه، فإن الكذب عليه، ليس كالكذب على غيره: "نضَّر اللَّه امرءًا سمع منا شيئًا فبلَّغه كما سمعه"، "ونضَّر اللَّه امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" ولذا تنافس العلماء من الصحابة ومن بعدهم، في تحصيل السنة، وطلب الرواية، طاعةً للأمر، ورغبةً في تحصيل الأجر - وقد رحل أبو أيوب الأنصاري إلى مصر، ليروي حديثًا واحدًا، عن عقبة بن عامر الجهني. ورحل جابر بن عبد اللَّه إلى الشام، ليروي حديثًا عن عبد اللَّه بن أنيس وكان أصحاب ابن مسعود يرحلون إلى المدينة من الكوفة، لسماع السنن واهتم العلماء في سائر العصور، _________ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذه المقدمة مأخوذة من مقدمة ط الخانجي (بقلم عبد الوهاب عبد اللطيف)، فقد نسخت أكثرها هنا للفائدة
- جـ - بالرواية والإسناد، حتى وصلت إلينا الشريعة الإسلامية الغرَّاء، نقية خالصة، يرويها عن الرسول الأمين، الصحابيُّ الثقة، وعنه الثقة، إلى عصرنا هذا (١) . وهذا النقل الصحيح المتصل بالثقات الأمناء، خصوصية لهذه الأمة المحمَّدية، لم يكن لسواها من الشرائع السماوية. فاليهود، والنصارى، ليس لهم من هذا النقل الصحيح المتصل، إلى نبيهم شيء - قال الحافظ محمد بن حاتم بن المظفَّر: "إن اللَّه كرَّم هذه الأمة، وشرَّفها، وفضَّلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها، إسناد موصول، إنما هو صحف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبَارهم، فليس عندهم تميزٌ بين ما نَزَل من التوراة والإنجيل، وبين ما ألحقوه بكتبهم، من الأخبار التي اتخذوها عن غير الثقات. وهذه الأمة الشريفة - زادها اللَّه شرفًا - بنبيّها، إنما تنُصُ الحديث عن الثقة المعروف في زمانه بالصدق والأمانة، عن مثله، حتى تتناهى أخبارهم، ثم يبحثون أشد البحث، حتى يعرفوا الأحفَظ، فالأحفظ، والأضبط، فالأضبط، والأطول مجالسة لمن فوقه، ممن كان أقصر، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجهًا وأكثر، حتى يهذبوه من الغلط والزلل، ويضبطوا حروفه، ويعدوّه عدًَّا. فهذا من فضل اللَّه على هذه الأمة. فنستودع اللَّه شكر هذه النعمة وغيرِها من نعمه" انتهى ولصيانة هذه الشريعة من الدسِّ والخطأ شرع رسول اللَّه ﷺ، أن نتكلم في حال الرجل، لمصلحة الرواية والخبر، فتكلم ﵇ بما تتحقق به النصيحة (٢)، وتكلم الصحابة في بعض الرواة والنَّقلة، ونقدوا أخبارهم: فتكلم منهم ابن عباس، وعبادة بن الصامت، وأنس بن مالك، والسيدة عائشة، ﵃، وكان القول في الرجال قليل في عصرهم، لأن الصحابة جميعًا معدلون بتعديل اللَّه تعالى، ولا يجرح الواحد منهم إلا بالخطأ والنسيان، وذلك فيهم قليل، لشدة حرصهم وتحريهم. وتكلم من كبار التابعين في الرجال جماعة أيضًا: كالشعبي، وابن المسيب، وابن سيرين، ولم يوجد في طبقتهم من كان يعتمد الكذب، _________ (١) مقدمة تحفة الأحوذي للمبار كفوري. (٢) الكفاية للخطيب.
- د - وإنما وجد فيهم، من تقع له أوهام وأغلاط، والضعفاء فيهم قليلون، فتكلم العلماء منهم في الواحد بعد الواحد ممن كان من دعاة المذاهب الخارجة والنحل الغالية -وفي عصر أوساط التابعين، في أوائل القرن الثاني، وجد فيهم من الضعفاء مَن يقع منه رفع الموقوف ووقف المرفوع، ورواية المرسل، ومن يكثر خطؤه كأبي هارون عمارة بن جوَين العبدي -وكثر في عصر صغار التابعين، في حدود الخمسين بعد المائة، ظهور الفرق السياسية، والعناصر الفلسفية، وازداد التعصب، فظهر الكذب، ولزم من ذلك أن يتكلم العلماء في الرجال، وأن يتسع النظر في الجرح والتعديل، خصوصًا وقد كثر بعد ذلك في أتباع التابعين، من يعتمد الكذب في عصرهم - فنظر شعبة، ومالك، ومعمر، وهشام الدّسْتَوائي. ثم ابن المبارك، وهشيم، وابن عيينة، ومن بعدهم، يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي - وأول من جمع كلامه في ذلك: يحيى بن سعيد ثم تلامذته مثل يحيى بن مَعين وعلي بن المَدِيني، وأحمد بن حنبل، ثم تلامذتهم: كالبخاري ومسلم، وأبي زرعة، وأبي حاتم، ثم تلامذتهم: كالترمذي، والنسائي. إلى آخر عصر الرواية، في حدود الثلاثمائة (١) . ودونت الكتب في هذا الفن، مع ما دون من العلوم في عصر التدوين، وتتابع العلماء في خدمة السنة وعلومها: حتى نضج علم الحديث، واحترق، ولم يبق لمتأخر كبير عناية في معرفة السنة، من العلماء، ومعرفة صحيحها من سقيمها، ونبه العلماء على مراتب ما اشتهر من الأحاديث، وميزوا المكذوب منها عن المقبول، غير أن بعض المتقدمين كان ينص على الحديث الموضوع، وينذِر مَن رواه لغير التعليم، بالعذاب الشديد في الآخرة، والنكال في الدنيا، كما كان من البخاري فإنه كتب على حديث موضوع: من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد، والحبس الطويل. وروى بعض العلماء المحدثين شيئًا في كتبهم من الأحاديث الموضوعة: مثل أبي نُعَيم، والطبراني، وابن مَندة، والحكيم الترمذي، وأبي الليث السَمَرْقندي. من غير نص على _________ (١) فتح المغيث للسخاوي.
- هـ - وضعها، اعتمادًا على معرفة الوضع من أسانيد ما ذكروه منها، فبذكر السند، يُعرف الوضع، وهذا يبرئ ذمتهم من العهدة على راوي الحديث لا عليهم (١) . وأغلب ما وُجِدَت فيه الأحاديث الضعيفة والمكذوبة من المؤلفات: كتب المعاجم، والمسانيد المختفية، التي لم تشتهر عند العلماء، فبقيت بغير فحص لمتونها، ولم يتداولها الفقهاء في استنباطهم، فلم ينقدوها: مثل كتب الخطيب البغدادي وأبي نعيم والجُوْزقَاني، وابن عساكر، وابن النجار، والديلمي، والكثير من أحاديث هذه الكتب في كتاب الكامل لابن عدي، وكذلك كان كثير من الأحاديث، على ألسِنَة من لم يكتب المحدثون حديثه (٢)، من الوعاظ والمؤرخين، والصوفية، وأهل الأهواء، وقد خلط بعضها بأخبار بني إسرائيل، وكلام الحكماء، وأصبحت هذه الأحاديث، مصدرَ الاستشهاد لمذاهب أهل الزيغ والابتداع. -غير أن العلماء قد فحصوا هذه الأحاديث، وكشفوا أستارها، وخلصوا الشريعة منها. وتحقق وعد اللَّه، فحُفظت السنة، وبحفظها حفظت أحكام القرآن. ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ . وتبين بالمؤلفات في الرجال الكذابين، وفي الأحاديث الموضوعة، مما يذكر في الكتب المدونة، أو يدور على ألسِنَة الناس، أعيانُ تلك الأحاديث، ولا يزال العلماء يتعقبون الروايات في كل عصر، مما يدور على ألسنة الناس ليحذروهم منها. وإليك بعض هذه المؤلفات في الأحاديث الموضوعة، وفيما اشتهر على ألسنة الناس منها ومن غيرها. المؤلفات في الموضوعات: المؤلفات في الموضوعات على نوعين: -النوع الأول ما قَصَد به مؤلفه، ذكر الرجال الكذابين والضعفاء، وذكرَ جملةٍ من الموضوعات لهم. وكتب هذا النوع _________ (١) الأجوبة الفاضلة للكنوي. (٢) الحطة لحسن صديق خان.
- و- هي كتب الضعفاء، وكتب الجرح والتعديل. وهذا النوع صنيع المتقدمين من المحدثين، إذ الموضوع من الضعيف، لأنه شر أنواعه. -النوع الثاني - ما قَصَد به مؤلفه ذكرَ الأحاديث الموضوعة والنصَّ على أعيانها، إما مطلقًا من غير التزام أحاديث كتابٍ معين أو أحاديث موضوع واحد وإما بالتزام ذلك فالموضوعات، على الإطلاق، هي ما عرفت بذلك، والخاص منها بكتاب معين، قد يفرد بالتأليف، وقد يبقى في كتب التخريج مع غيره، وهذا النوع صنيع المتأخرين من المحدثين (١) . ولما كانت رواية الأحاديث الموضوعة، وشيوعها، واشتهارها، من غير نص على وضعها، سببًا في فساد الدين، وهي الآفة في شريعة المسلمين، عُني العلماء بالتدوين فيها، وكانت المرجع الهام، لمن يؤلف، في الأحاديث المشتهرة،. . . . ولذا نكتب عن بعض هذه المؤلفات. مما كان منها من النوع الثاني، فإنه المهم والمقصود، وأما النوع الأول فبحثه في علم الرجال أليق. -كتاب الموضوعات: لجمال الدين أبي الفرج، عبد الرحمن بن علي البغدادي المعروف بابن الجوزي، المتوفى سنة (٥٩٧)، جَمَعَ فيه ما ورد من الموضوعات، في كتاب "الكامل" لابن عدي، والضعفاء لابن حبان، والضعفاء للعقيلي، والضعفاء لأبي الفتح الأزدي، وما في تفسير ابن مردويَه، ومعاجم الطبراني الثلاثة، والأفراد للدارقطني، وما في تصانيف الخطيب البغدادي، وابن شاهين ومصنفات أبي نعيم، وتاريخ الحاكم، وكتاب الأباطيل للجَوْزقاني. قال السخاوي: وفَاتَه من الموضوعات قدر ما كتب (٢) . وابن الجوزي متساهل في الحكم على الحديث بالوضع في هذا الكتاب، وقد أورد فيه _________ (١) الفوائد المجموعة للشوكاني. (٢) فتح المغيث.
- ز - بعض الأحاديث التي أوردها في كتابه "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" وفي كتاب العلل أيضًا بعض ما أورده في الموضوعات. وأورد فيه بعض الأحاديث الصحيحة والضعيفة تساهلًا منه. قال ابن حجر العسقلاني: وتساهله وتساهل الحاكم أعدم النفع بكتابهما"- فقد ذكر المحدثون أن ابن الجوزي ذكر في كتابه، حديثًا من صحيح مسلم، وحديثًا من صحيح البخاري، رواية حماد بن شاكر وفيه من تعاليق صحيح البخاري، ومن كتاب خلق الأفعال له، وانتقد عليه الحافظ ابن حجر، في القول المسدد، أربعة وعشرين حديثًا، من مسند الإمام أحمد، وللسيوطي ذيل على القول المسدد، ذكر فيه أربعة عشر حديثًا أخرى، من مسند أحمد، وللسيوطي أيضًا، كتاب القول الحسن في الذب عن السنن، ذيل به الكتابين السابقين. ذكر فيه نيفًا وعشرين حديثًا ومائة حديث، ليست موضوعة منها أربعة أحاديث، في سنن أبي داود، وثلاثة وعشرون، في جامع الترمذي، وحديث في سنن النسائي، وستة عشر حديثًا في سنن ابن ماجه، ومنها ما هو في صحيح ابن حِبان، وسنن الدارمي ومستدرك الحاكم، وتصانيف البيهقي (١) . ولإبراهيم بن حسن الكوراني شرح على موضوعات ابن الجوزي - الأحاديث الموضوعة، التي يرويها العامة والقصاص على الطرقات، لمجد الدين عبد السلام بن تيمية، المتوفى سنة (٦٥٢) - الأحاديث الموضوعة لأبي العباس أحمد بن تيمية المتوفى سنة (٧٢٨)، نقل عنها السيوطي، في ذيل اللآلئ - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، لجلال الدين السيوطي، تناول فيها مواد كتاب ابن الجوزي وزاد فيها، ما ورد في تاريخ ابن عساكر، وابن النجار، ومسند الفردوس للديلمي، وتصانيف أبي الشيخ، وحقق فيها ما تساهل فيه ابن الجوزي. وله عليها ذيل كبير، معروف بذيل اللآلئ، وله النكت البديعات، في التعقبات التي أوردها على ابن الجوزي. -كتاب: تنزيه الشريعة المرفوعة، عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، للعلامة المحدث المحقق، أبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني، الشافعي، المتوفى سنة (٩٦٣) وهو أكمل كتاب، في هذا الباب، جمع فيه مجموعات ابن الجوزي، _________ (١) تدريب الراوي للسيوطي.
- ح - والسيوطي، ورتبه على ترتيبهما، وأهداه للسلطان سليمان خان، ويعتبر هذا الكتاب خلاصة جميع الموضوعات، مع التحرير والإنصاف والتحقيق العلمي، والاستقراء التام. . . وهذا الكتاب: يزيد على كتاب السيوطي وابن الجوزي، ما جمعه فيه مؤلفه من كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي، وتلخيصها للذهبي، وتلخيص موضوعات الجوزقاني للذهبي أيضًا، وما في الميزان للذهبي، وما في لسان الميزان، وتخريج أحاديث الكشاف، والمطالب العالية، وتسديد القوس، وزهر الفردوس: الخمسة للحافظ ابن حجر، وما في تخريج الإحياء الكبير للعراقي، والأمالي له، وتلخيص الموضوعات لابن درباس وغيرها (١) ولذلك نقول: ما وراء عبَّادان قرية. - كتاب الهبات السنَيات، في الأحاديث الموضوعات - والأسرار المرفوعة، في الأحاديث الموضوعة كلاهما لعلي بن سلطان القاري المتوفى سنة (١٠١٤) . - الفوائد المجموعة، في الأحاديث الموضوعة، لأبي عبد اللَّه محمد الشامي الصالحي المتوفى سنة (٩٤٢) . - الفوائد المجموعة، للقاضي أبي عبد اللَّه الشوكاني اليمني المتوفى سنة (١٢٥٠) . وفيه بعض الأحاديث الصحيحة والحسنة، تقليدًا للمتشددين في الموضوعات. كما ذكره عبد الحيّ اللكنوي. _________ (١) مقدمة تنزيه الشريعة لابن عراق.
- ط - - المغني عن الحفظ والكتاب. بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب، لضياء الدين، عمر بن بدر الموصلي الحنفي المتوفى سنة (٦٢٣) . وذكر السخاوي والسيوطي: أنَّ عليه مؤاخذات كثيرة في كل باب، وهو ملخصٌ من موضوعات ابن الجوزي (١) . - الدُّرر المصنوعات، في الأحاديث الموضوعات، لمحمد بن أحمد السّفّاريني الحنبلي من علماء القرن الثاني عشر. وهو مختصر من كتاب ابن الجوزي. - تذكرة الموضوعات، لمحمد بن طاهر الفَتَّني الهندي المتوفى سنة (٩٨٦) . - الآثار المرفوعة، في الأحاديث الموضوعة، لأبي الحسنات عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفى سنة (١٣٠٤) . - اللؤلؤ المرصوع، فيما قيل لا أصل له، أو بأصله موضوع، لأبي المحاسن القاوقجي المتوفى سنة (١٣٠٥) . - تحذير المسلمين، من الأحاديث الموضوعة إلى سيد المرسلين، لأبي عبد اللَّه محمد البشير ظافر المالكي الأزهري المتوفى سنة (١٣٢٥)، ويعتبر من الكتب التي كتبت في الأحاديث المشتهرة (٢) . ومن المؤلفات في الأحاديث الموضوعة في موضوع واحد: - أحاديث المعراج الموضوعة، للفيشي - قلائد المرجان، في الحديث الوارد كذبًا في الباذنجان، لإبراهيم بن محمد الناجي - أداء ما وجب، في بيان وضع الوضاعين، في رجب، لابن دحية أبي الخطاب الأندلسي، وهو في ضمن، تبيين العجب، في ما ورد من الأحاديث في رجب، للحافظ ابن حجر العسقلاني. وكثير من المؤلفات في هذا الباب (٣)، جزى اللَّه العلماء العاملين، وخلفاء سيد المرسلين، بما أعدَّه سبحانه للصدّيقين، في أعلى عليين _________ (١) فتح المغيث. (٢) فتح المغيث. (٣) الرسالة المستطرفة للكتاني.
- ي - ولتمام الفائدة مما قصدنا نذكر طائفة من الكتب المشتهرة في عصرنا هذا، وهي مشحونة بالموضوعات، من الإسرائيليات، وغيرها فمن ذلك: - كتب الواقدي، كفتوح الشام وغيره - تفسير ابن عباس، المروي من طريق الكذّابين، كالكلبي والسُّدِّي، ومقاتل، كما ذكره السيوطي - نزهة المجالس، ومنتخب النفائس للصفّوري، فإنه مشحون بالموضوعات، وبما لا أصل له من الحكايات - وقصص الأنبياء للثعلبي - ودرة الناصحين، للخوبَوِي - وبدائع الزهور، في وقائع الدهور، لابن إياس، وأخباره إسرائيلية - والروض الفائق، في المواعظ والرقائق، للحريفيش، كما ذكره البيروتي وكثير من ذلك في كتب المناقب، وفضائل البلدان وكتب الملاحم، والخواص الطبية والروحانية (١) . المؤلفات في الأحاديث المشتهرة: الحديث المشهور عند المحدثين، هو ما رواه ثلاثة فأكثر ما لم يبلغ حد التواتر، وهو المستفيض عند جماعة من الأصوليين والفقهاء وبعض المحدثين. ويطلق أيضًا على: ما اشتهر على الألسنة مطلقًا، ولو كان له إسناد واحد، أو كان لا إسناد له. والشهرة على هذا النحو لا يلزم منها، صحة الحديث أو ضعفه وقد ألف فيها العلماء: لحاجة الناس إليها، لما ذكرناه في أسباب تدوين الأحاديث الموضوعة، سابقا. وفيها من المؤلفات: - التذكرة، في الأحاديث المشتهرة. لبدر الدين الزركشي المتوفى سنة (٧٩٤) هـ - والدُّرر المنتثرة، في الأحاديث المشتهرة، للسيوطي، لخص فيه تذكرة الزركشي، وزاد عليها كثيرًا - واللآلئ المنثورة، في الأحاديث المشهورة، مما ألِفَهُ الطبع، وليس له أصل في الشرع. للحافظ ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة (٨٥٢) هـ - والبدر المنير، في غريب أحاديث البشير النذير، لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني، المتوفى سنة (٩٧٣)، انتخبها من جامع السيوطي، والمقاصد الحسنة، ورتبها على حروف المعجم، وفيها نحو ثلاثمائة وألفي حديث - كشف الالتباس، فيما خفي على كثير من الناس، ذكر البشير ظافر. أن مؤلفه: عز الدين الخليلي من _________ (١) تحذير المسلمين للبشير ظافر.
- ك - علماء القرن الحادي عشر. وذكر ابن جعفر الكتاني، أنه: تسهيل السبيل إلى كشف الالتباس، ومؤلفه عز الدين محمد بن أحمد الخليلي، المدني القادري الشافعي، المتوفى سنة (١٠٥٧) - الغمّاز، على اللمّاز، لأبي الحسن نور الدين السمهودي المتوفى سنة (٩١١) كما ذكره البشير ظافر والكناني - الدرة اللامعة، في بيان كثير من الأحاديث الشائعة. ذكر الكتاني، أنها مختصر المقاصد الحسنة، ولم يذكر مؤلفها، ونسبها البشير ظافر، إلى أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي - إتقان ما يَحُسن، من الأحاديث الدائرة على الألسن، لنجم الدين، محمد بن محمد الغَزي العامري الشافعي، المتوفى سنة (٩٨٥)، جمع فيه بين كتاب الزركشي وكتاب السيوطي والمقاصد الحسنة، وزيادات حسنة عليها. - كشف الخفا، ومزيل الإلباس، عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، للشيخ إسماعيل بن محمد العُجْلوني، الشهير بالجَرّاحي، المتوفى سنة (١١٦٢) - النوافح العطرة، في الأحاديث المشتهرة، للقاضي محمد بن أحمد بن جار اللَّه مشحم الصُّعدي الصنعاني، المتوفى سنة (١٢٢٣)، جمع فيه، الدرر للسيوطي، ومختصر المقاصد للزرقاني، وللديبع، وزاد عليهما كثيرًا - تحذير المسلمين، من كثير من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين، لمحمد البشير ظافر الأزهري، وهي في الموضوعات المشهورات، وفيها مقدمة نافعة - أسنى المطالب، في أحاديث مختلفة المراتب، لأبي عبد اللَّه، محمد بن درويش، الحوت البيروتي، جمعها ولده أبو زيد عبد الرحمن - ومن أهم الكتب المؤلفة في هذا الباب، كتاب الحافظ السخاوي، الذي سنفرد الكتابة عليه، لمزيد شأنه (١) . المقاصد الحسنة. للسخاوي في هذا الباب، المقاصد الحسنة، في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. وهو كتاب جامع، وفيه من الصناعة الحديثية ما ليس في غيره، والنّكَات العلمية ما خلا منه غيره (٢)، مع التحرير والإتقان، قال ابن العماد الحنبلي (٣): وهو أجمع من كتاب السيوطي المسمى بالدرر المنتثرة، في الأحاديث _________ (١) الرسالة المستطرفة. (٢) ظفر الأماني للكنوي. (٣) شذرات الذهب.
- ل - المشتهرة، وفي كل منهما ما ليس في الآخر. ولذا أصبح محط أنظار العلماء، فتناولوه بالدرس، والاختصار. فاختصره: أبو الحسن، علي بن محمد المنوفي المالكي، المتوفى سنة (٩٣٩) . من تلاميذ السيوطي، في كتابه المسمى "بالوسائل السنية من المقاصد السخاوية"، والجامع، والزوائد الأسيوطية، ولعلها اشتبهت بالدرة اللامعة، التي سبق ذكرها، والتي نسبها البشير ظافر إلى أحمد بن محمد المنوفي، ولكنها لعلي بن محمد المنوفي هذا، ولم تشتهر بهذا الاسم، فلم ينسبها صاحب الرسالة المستطرفة إلى مؤلف معلوم له. . .
- م - . . . ترجمة الحافظ السخاوي: [مولده ونشأته] هو أبو الخير وأبو عبد اللَّه، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الملقب بشمس الدين، السخاوي الأصل، القاهري المولد والنشأة، الشافعي المذهب، الإمام شيخ الإسلام، وحافظ العصر، ومفتي المسلمين، المؤرخ المحقق، النسابة العمدة، الرحالة الناقد، وارث علوم الأنبياء، الفرد الفريد، وبيت القصيد - ينسب لسَخَا - وهى قرية غربيّ الفسطاط بمصر - بلد آبائه، وهو مولود بالقاهرة، بحارة بهاء الدين، بجوار مدرسة البُلقيني، في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، وتحول منها إلى سكن بجوار الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، عند بلوغه الرابعة من عمره، ودخل المكتب، فحفظ القرآن، وجوده، وحفظ كثيرًا من المتون، وقرأ وسمع وقابل الشيوخ، وروى عن العلماء وحمل عنهم كثيرًا، ولازم شيخه حافظ الدنيا أحمد بن حجر، وظهرت عبقريته، حتى شهد له شيخه بأنه أمثل جماعته (١) ورحل إلى البلاد المصرية، والحجازية، وإلى حلب، وحماة، وبعلبك، ودمشق. يروي عن علماء هذه البلاد، وتلك الأمصار، ويعقد مجالس الإملاء، ويحدث بمروياته ومؤلفاته، وبرع في العلوم النقلية والعقلية، وشهد له العلماء: من شيوخه وأقرانه، بأنه حجه وإمام وحافظ، وولى قراءة الحديث في كثير من المدارس المصرية، وانتهت إليه رياسة علم الحديث، وعلم التاريخ، وصنف كثيرًا من المصنفات في علوم الحديث والتاريخ، كانت مرجع العلماء وأهل التخصص، ولم ينازعه أحد في إمامة علماء الجرح والتعديل، ونقد الرجال، لما حصله من تلك العلوم، بالرحلة ولقاء الشيوخ، وملازمة الحافظ ابن حجر، حتى أصبح وارث علمه، ولم يغمط السخاوي حقه إلا منافس، حاسد مما يكون عادة بين المعاصرين. _________ (١) الضوء اللامع.
- ن - دراساته الأولى: بعد أن حفظ القرآن، قرأه بالقراءات على جماعة من العلماء، كالزيني رضوان العقبي، والشهاب السكندري، وجعفر السنهوري. ثم حفظ كثيرًا من كتب الفقه والحديث وعلوم العربية، فحفظ عمدة الأحكام، والتنبيه، والمنهاج الأصلي والنخبة وشرحها وألفية الزين العراقي، وألفية ابن مالك، وغالب الشاطبية، ومقدمة الساوي في العروض. وغير ذلك، وكان كلما حفظ كتابًا عرضه على شيوخ عصره. مثل المحب بن نصر اللَّه البغدادي الحنبلي، والشمس ابن عمار المالكي، والجمال عبد اللَّه الزيتوني، وغيرهم (١) . ثم قرأ التنبيه على الشمس الونائي، والشمس الشنشي، وابن خضر. وأخذ الفقه عن العَلَم صالح البلقيني، ودرس عليه الروضة والمنهاج. ودرس المهذب على الزين البوتيجي، ودرس بعض شرح الحاوي على شيخه ابن حجر، وحضر كثيرًا من دروس التقي الشمني في الأصلين والمعاني والبيان: وأخذ الفرائض والحساب، وعلم الميقات: عن الشهاب ابن المجدي، والأصول على الكمال إمام الكاملية. وأخذ الصرف والمنطق عن العز عبد السلام البغدادي، وقرأ من القاموس في اللغة على المحب بن الشحنة، وشرح ألفية العراقي على الزين السندبيسي، والزين قاسم الحنفي. وسمع وروى عن كثير من كبار العلماء. وكانت دراساته العليا في مرحلة التكوين أكثرها على شيخه ابن حجر، فهو الذي تدرب به واختص بمشيخته (٢) . دراساته العليا: كان ذكاء السخاوي وفطنته وحرصه على العلم، وإقباله بهمته على دروس الحافظ ابن حجر، سببًا في محبة شيخه، ومنزله قريب منه، فلازمه وشجعه شيخه، فساعده على الحصول على الكتب، وقرأ عليه مصنفاته في علوم الحديث، وغيرها كالنخبة _________ (١) فهرس الفهارس والإثبات للكتاني. (٢) شذرات الذهب.
- س - وشرحها، وعلوم الحديث لابن الصلاح، ومؤلفاته في الرجال وشرح الحديث، والتخريج، والطبقات: كالتقريب، ولسان الميزان، وتعجيل المنفعة، ومشتبه النسبة، وتخريج الرافعي، وتلخيص مسند الفردوس، وتخريج المصابيح والأمالي الحلبية، والدمشقية وإتحاف المهرة، ومقدمة فتح الباري، ومناقب الليث، ومناقب الشافعي، وغالب فتح الباري. وقرأ السخاوي بنفسه بقية مؤلفات شيخه، فقرأ هذه المؤلفات التي تخرِّج الحافظ والفقيه والمؤرخ، وتدرب على شيخه في معرفة العالي والنازل من الأسانيد، وفي معرفة العلل والمتون، وتراجم الرواة، حتى أصبح وارث شيخه في حياته وبعد مماته، ولم يرتحل إلى الأماكن النائية إلا بعد وفاة شيخه سنة (٨٥٢) . وتدرب السخاوي أيضًا على كثير من العلماء: كالزين العقبي، والنجم عمر بن فهد المكي الهاشمي، وغيرهما. رحلاته وشيوخه (١): روى السخاوي عن شيوخ عصره، من المصريين في مصر، ومن غيرهم من الواردين إليها في حياة شيخه، كثيرًا من الدواوين والأجزاء الحديثية، وبعد وفاة شيخه، رحل إلى كثير من البلاد المصرية، ليسمع من المسْنِدين فيها، فسافر إلى: منوف، ودمياط، وفيشا الصغرى، وبلبيس، والمنصورة، والخانقاه، والمحلة، ورشيد، ودسوق، وسمنود، وفاِرسْكور، واسكندرية. وغيرها. فأخذ عن نحو خمسين من العلماء والمسندين في تلك البلاد (٢) . وروى في مكة، والمدينة، وأخذ في الطريق إليهما عن علماء ينبوع، وجُدة والطور وجاور بمكة، وبالمدينة مرارًا، لأنه حج مرات، وارتحل لحلب فسمع وروى، في غزة، والمجدل، والرملة. وإلى بيت المقدس، والمجدل، ونابلس، ودمشق، وبعلبك، وحمص، وحماة، والمعرة، وجبرين، وطرابلس، والمزة، ودَارِيا. ويبلغ عدد _________ (١) البدر الطالع. (٢) الضوء اللامع.
- ع - من سمع منهم في هذه الرحلات: نحو مائة نفس، ويزيد عدد البلدان والأماكن التي سمع فيها على الثمانين، وفي هذه البلدان أملى كثيرًا من مؤلفاته، ورواها عنه العلماء وأجازهم وأجازوه، واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة، بمصر وغيرها، ما يفوق الوصف. فروى: الكتب الستة، وما التحق بها، والمسانيد والمعاجم، والأجزاء، وكتب المناقب، والأربعينيات، والزهد لابن المبارك، والدعوات للطبراني، وعمل اليوم والليلة لابن السني، والمؤلفات في التفسير، واللغة، والنحو، وغيرها. وله فهرست بمروياته تبلغ ثلاثة أسفار، وله الثبت المصري في ثلاث مجلدات (١) . فأخذ في مصر: عن نحو أربعمائة شيخ منهم: العلم صالح بن عمر البلقيني، والشرف المناوي، والكمال إمام الكاملية، والتقى الشمني، والأمين الأقصرائي، والزين قاسم الحنفي، والمحب بن الشحنة، وأبو بكر القَلقشندي، وابن المجدي، والشمس الونائي، وابن خضر، وغيرهم. وسمع بالحجاز: من أبي الفتح المراغي، والبرهان الزمزمي والتقي ابن فهد، وأبي السعادات ابن ظهيرة، والبدر عبد اللَّه بن فرحون، ومن نحو ثلاثين شيخًا. وأفرد تراجم من أخذ عنهم في مصنف يبلغ ثلاث مجلدات يسمى: بغية الراوي فيمن أخذ عنه السخاوي. وله الامتنان:، بمشايخ محمد بن عبد الرحمن. وحضر كثير من شيوخه مجالس إملائه، ولذا يعدون في الرواة عنه، وفي عداد شيوخه. فإن شيخه الشمني أشار عليه بعقد مجالس الإملاء، اقتداء بشيخه ابن حجر، فأملى بمنزله، وبسعيد السعداء، كما أملى بمكة، والمدينة، وتزيد مجالس إملائه على الستين مجلسًا: حضرها من شيوخه وأقرانه وتلامذته، بمصر والحجاز جماعة. منهم البهاء العلقمي، والنجم ابن فهد، والشمس الأمشاطي، والزين البوتيجي، وإمام الكاملية، وابن الشحنة، والمناوي، والشهاب الحجازي، والتقي الجراعي، والفخر عثمان الديمي، والشرف عبد الحق السنباطي وغيرهم (٢) . ودرس الحديث في الكاملية بعد موت الكمال، وفي الصرغتمشية بعد الأمين الأقصرائي، وفي البرقوقية عقب موت البهاء المشهدي، وفي غيرها من المدارس المصرية وكان لا يرغب في القراءة في بيوت الأمراء، ولا في تولي القضاء، فكان يتنصل منها. _________ (١) فهرس الفهارس. (٢) البدر الطالع.
- ف - ولبس ﵀: الخرقة (*) مع التلقين. من المحيوي حفيد الجمال يوسف العجمي وأبي مدين الأشمومي، وأبي الفتح الفوي. وعمر النبتيتي وغيرهم. وشغل حياته كلها بالتأليف والرواية والسماع، حتى توفي بالمدينة المنورة، في يوم الأحد وهو اليوم الثامن والعشرون من شهر شعبان المعظم من السنة الثانية بعد التسعمائة (٩٠٢ هـ) ودفن بالبقيع بجوار الإمام مالك، كما ذكره ابن العماد الحنبلي (١) . ثناء العلماء عليه: أثنى عليه شيوخه، وفي مقدمتهم شيخه ابن حجر، وأقرانه وتلامذته والعلماء بعده، ممن قرأ كتبه ومؤلفاته، ووصفوه، بأنه: عمدة الحفاظ، وشيخ الإسلام، وإمام المحدثين، وشيخ السنة، ومفتي المسلمين، ونحو ذلك من الألقاب العلمية، والأوصاف العلية، وممن وصفه بذلك: الزين قاسم الحنفي، والبدر ابن القطان، والتقي ابن فهد، وأبو ذر الحلبي، والتقي القلقشندي، والبلقيني، والمناوي، والسراج العبادي، والتقي الحصني، والزين زكريا الأنصاري، والبدر العيني، والمحيوي الكافياجي، وابن ظهيرة، والشمس القرافي، وغيرهم ممن أنصفه، وعرف له حقه. غير أن بعض المعاصرين له، من أقرانه قد تحركت في نفوسهم الأحقاد حسدًا منهم له على ما ناله من المرتبة العلمية والشهرة العالمية، فتكلموا في شأنه، وانتقصوه في علمه، ونقموا منه أمورًا ومسائل، أصابوا في قليل منها. والكمال للَّه وحده، والكثير منها مردود عليهم، وذلك عادة الأقران، في كل الأزمان (٢) . منافسة معاصريه ونقدهم له: تحامل بعض العلماء المعاصرين للسخاوي عليه، للمنافسة التي تكون بين الأقران، فتكلموا فيه، وألفوا في نقده والكلام في مؤلفاته، بغير إنصاف، حسدًا منهم، _________ (١) شذرات الذهب. (٢) البدر الطالع. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال المصنف (السخاوي) ﵀، في هذا الكتاب (المقاصد الحسنة) ص ٥٢٧: "لُبْسُ الخرقة الصُّوفِيَّةِ، وكون الحسن البصري لبسها من علي، قال ابن دحية وابن الصلاح: إنه باطل، وكذا قال شيخنا: إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح، ولا حسن، ولا ضعيف، أن النبي ﷺ ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحدا من أصحابه يفعل ذلك، وكل ما يروى في ذلك صريحا فباطل، قال: ثم إن من الكذب المفترى قول من قال: إن عليا ألبس الخرقة الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي سماعا فضلا عن أن يلبسه الخرقة، ولم يتفرد شيخنا بهذا، بل سبقه إليه جماعة حتى من لبسها وألبسها ... " ثم قال في ص ٥٢٨: هذا مع إلباسي إياها لجماعة من أعيان المتصوفة امتثالا لإلزامهم لي بذلك. . . وقال المصنف (السخاوي)، في الدُّرر (٢/٩٤٠) ومنها أنه (أي ابن حجر)، سُئل عن حديث الخرقة، وما لذلك من الطُّرق. فقال (أي ابن حجر): إنَّ ذلك ممَّا لم أتشاغل به قطُّ، لتحَقُّقِ بطلان كل ما ورد في ذلك.
- ص - يتقدمهم جلال الدين السيوطي، ويؤيده، الحافظ الدِّيمي، والبرهان البقاعي (١)، وغيرهم. فألف السيوطي مقامته المعروفة - بالكاوي في تاريخ السخاوي - والقول المجمل في الرد على المهمل. وترجم للسخاوي، في كتابه: نظم العقيان. ترجمة لا تليق بالسخاوي، ولم ينصفه فيها، وطعن في علمه، صريحًا في رسالته: الدوران الفلكي. علي ابن الكركي، وفي رسالته: ألوية النصر في خصّيصي بالقصر. ومن تعريضه به قوله: قل للسخاوي إن تعروك مشكلةٌ ... علمي كبحر من الأمواج متلطمِ والحافظ الدِّيمي غيث الزمان فخذ ... "غرفًا من اليم أو رشَفًا من الديم" (٢) انتقد السيوطي كتاب السخاوي "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" - وذكر أن المؤلف، جرح كثيرًا من العلماء، وذكر مساوئهم، واحتقرهم، على وجه لا يحل، وبغير إنصاف في حكمه عليهم، حتى إنه ذكر ما رماهم به الشعراء في أهاجيهم، مع أنهم أئمة أعلام، ومن مشايخ الإسلام، مثل البلقيني، والقاياتي، والقلْقشَندي، والمناوي، وغيرهم، وذكر أن التجريح للرجال، لا حاجة إليه في هذه العصور، بعد أن دونت الكتب في رجال الإسناد، وبعد انتهاء عصر الرواية، والكلام في شأن من لا رواية له، من الغيبة المحرمة. وقول السيوطي بذلك مردود. فإن معرفة العدالة في كل عصر، لا بد منها، لقبول قول الفقيه، والمفتي، والشاهد، والمؤرخ. وحتى تقليد العالم بعد موته، مشروط بمعرفة عدالته، على أن علوم الأوائل، ورواياتهم، لا يقوم الاحتجاج بها، إلا إذا وصلت إلينا من طريق صحيح، يعتمد نقلَ العدل الثقة طبقة عن طبقة (٣)، فأمر السيوطي ينتهي بتسجيل الحسد منه على السخاوي، للمنافسة بينهما، وقول المتنافسين لا يقبل في بعض (٤) . _________ (١) الرفع والتكميل للكنوي. (٢) النور السافر. (٣) مقدمة ميزان الاعتدال للذهبي. (٤) جامع بيان العلم لابن عبد البر.
- ق - قال الشوكاني: السخاوي وإن كان إمامًا كبيرًا، غير مدفوع لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يَعرف ذلك من طالع كتابه "الضوء اللامع"، فإنه لا يقيم لهم وزنًا، بل لا يسلم غالبهم من الحط عليه - وقال أيضًا: وليته صان ذلك الكتاب عن الوقيعة في أكابر أقرانه، ولكن ربما كان له مقصد صالح. والسيوطي تنقص السخاوي أيضًا، وادعى أنه قاصر في علم الحديث، وأن مؤلفاته فيه هي مسودات ظفر بها من تركة شيخه ابن حجر، فنسبها إلى نفسه. وهذه الدعوى مردودة أيضًا. فإن السخاوي، رجل ممارس للعلوم منقولها ومعقولها، وطويل الباع فيها، وهو وارث علوم شيخه، وليس في مؤلفاته عبارات تشترك مع عبارات شيخه، وذلك لازم النقل عنه، بل في مؤلفات السخاوي، كثير مما لم يكمله شيخه، أو بيَّض له. وذكر السيوطي أيضًا: أن علم السخاوي بالعربية قليل، ووصفه بالجهل به، فإنه لم يقل بأن "خصيصَي " - وهو مصدر بمعنى الخصوصية - يتعين قصرها وحينما كاتبه السيوطي، وبين له نقول أهل العربية، لم يرجع إلى الصواب، في حين أن غيره من العلماء، قد رجعوا عن جواز أن تكون بالياء الساكنة على أنها مثناة مضافة لما بعدها، فقد رجع: أمين الدين الأقصرائي، والفخر الديمي، وزين الدين قاسم الحنفي، وسراج الدين العبادي، بعد أن كاتبهم السيوطي (١) . وصحة هذه الحادثة، لا تنزل بالسخاوي عن درجة الحافظ، لكن السيوطي كان حريصًا على تفرده بعلم العربية، لتتم دعواه بالاجتهاد، ويسلم له الأقران بأنه مجدد القرن، فقد ذكر (٢) أنه لا يعلم أحدًا على وجه الأرض، أعلم بالعربية منه، إلا أن يكون الخضر ﵇، أو وليًا للَّه تعالى. وكذلك الحافظ السخاوي - انتقص السيوطي، وانتصر له جماعة، فترجمه السخاوي في الضوء اللامع، ترجمة مظلمة، كما يقول الشوكاني، وألف ابن العُليّف، _________ (١) ألوية النصر للسيوطي. (٢) الرد على من أخلد إلى الأرض للسيوطي.
- ر - أحمد بن الحسين، الشاعر المكي، كتاب "الشهاب الهاوي، على منشئ الكاوي" وكتاب "المنتقِد اللوذعي، على المجتهد الدعي" (١) . واتهمه السخاوي. بعدم الإمعان في كل الفنون، وأنه يقع في التحريف والتصحيف كثيرًا، لأنه يعتمد على بطون الدفاتر، وأنه تزبّب " قبل أن يصير حصرمًا". ووصفه بالبلادة، لأنه لا يحسن علم الحساب كما ذكره عن نفسه، وأن مؤلفاته ليست له، وإنما هي من كتب المتقدمين التي لا عهد لكثير من المعاصرين بها، قد أخذها من المكتبة المحمودية، فغير فيها يسيرًا، وقدم وأخر، ثم نسبها إلى نفسه، وأنه اختلس تصانيف الحافظ ابن حجر، ومسخها على غير وجهها، وأنه كان كثير الوقيعة في شيوخه فمن فوقهم، وأنه متهوس، ومترفع حتى على أمه (٢) . وقد رد هذه التهم، العلامة الشوكاني (٣)، وذكر أنها تحامل على السيوطي، وأن الأقران لا يقبل قول بعضهم في بعض، وأن ترجمة السخاوي له بهذه التهم، قد صدرت من خصم له، غير مقبول عليه. وأنت ترى بعد ما ذكرناه لك، من قول أحدهما في الآخر، أن كثيرًا من هذه التهم متبادلة بينهما، والذي يعرفه العلماء عنهما، أن السخاوي كان متفوقًا بمعرفة علل الحديث، لكثرة شيوخه، وقراءاته وسماعاته، وتدريبه بالمدربين المهَرَة، وأن السيوطي: كان متفوقًا بالحفظ، ومعرفة المتون، والإحاطة بها، وأنه امتاز بالوقوف على كثير من الروايات التي لم تشتهر عند العلماء، وبالوقوف على رجالها، مما جعله وحيدًا في جمع الأجزاء الحديثية، وهي قد أضافت إلى العلم مادة جديدة، إذ بها يصير الضعيف التي تعددت طرقه مقبولًا، وهو عند من لم يغصْ غوصَه ليس بمقبول، وترفع السيوطي على السخاوي، وادعاؤه الاجتهاد، من بين أقرانه. وعدم مزاحمته لمجالس العلماء، كما زاحم السخاوي، هو السبب في تحامل السخاوي عليه. مع أن كلاهما جيد في فنه، ومشارك في غيره، ولا يقبل قول المتنافسين بعضهم في البعض. _________ (١) الرفع والتكميل للكنوي. (٢) الضوء اللامع. (٣) البدر الطالع.
- ش - مؤلفات السخاوي: ابتدأ السخاوي في التأليف، قبل أن يكمل العشرين من عمره، واجتمع له في مؤلفاته التحرير والاعتماد، وحسن الرصف، وصحة النقد، وزادت مؤلفاته على أربعمائة مجلد، ذكر أكثرها في كتابه "الضوء اللامع". وذكر فيها كثيرًا تلميذه ابن غازي في فهرسته - ويغلب عليها فنون الحديث. والتاريخ (١) . فله في علم الحديث وأنواعه، وعلومه: مؤلفات في المشيخات، والأربعينيات، والمسلسلات، والفهارس، والرحلات، وكتب في الجرح والتعديل، والتخريج، وشَرْح الحديث، وتاريخ الوَفيَات، والطبقات، والأفراد، وصنف في كثير من الأبواب والمسائل. فله في المشيخات: العقد الثمين، في مشيخة خطيب المسلمين. يريد به أبا عبد اللَّه الرشيدي - والفتح القربي، في مشيخة الشهاب العقبي - وله في الحديث: البلدانيات في مجلد، ترجم فيه الأماكن والبلدان، مرتبة على الحروف، مخرجًا في كل مكان منها حديثًا، أو شعرًا، أو حكايةً، لواحدٍ من أهلها، أو الواردين عليها - وله الأحاديث المسلسلة - وله في التخريج: القول البار، في تكملة تخريج الأذكار، لشيخه ابن حجر. وتخريج أحاديث النووي الأربعين. وله التحفة المنيفَة، فيما وقع له من حديث أبي حنيفة - وله في الرحلات: الرحلة الحلبية، والرحلة المكية، والرحلة السكندرية - وله فهرست مروياته، في ثلاثة أسفار، والثبت المصري، في ثلاث مجلدات - وله بلوغ الأمل. في تلخيص العلل. للدارقطني. نحو ربعها مع زوائد عليها (٢) . وله في علوم الحديث: فتح المغيث. بشرح ألفية الحديث للعراقي. في مجلد ضخم. ولا يعلم مؤلف في هذا الفن مثله. ولا أكثر تحقيقًا منه. وشرح التقريب للنووي. في مجلد. وهو جيِّد ومتقن. والإيضاح. في شرح نظم العراقي للاقتراح، في مجلد. _________ (١) فهرس الفهارس. (٢) الضوء اللامع.
- ت - وله في شرح الحديث: - القول المفيد، في إيضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد، كتب منه من أوله. وشْرح الترمذي، لما بقي منه مما لم يشرحه العراقي، كتب منه أكثر من مجلدين على عدة أوراق من المتن. وأقرب الوسائل، في شرح الشمائل، للترمذي، كتب منه مجلدًا. وله في التاريخ: - الإعلان بالتوبيخ، لمن ذم التوْريخ، والتبرك المسبوك، في الذيل على السلوك للمقريزي، نحو أربعة أسفار. والضوء اللامع، لأهل القرن التاسع، في عشرة أجزاء. وفي هذا الكتاب يقول الشوكاني (١): لو لم يكن له من التصانيف إلا الضوء اللامع، لكان أعظم دليل على إمامته. فإنه ترجم فيه أهل الديار الإسلامية، وسرد في ترجمة كل أحد: محفوظاته، ومقروءاته، وشيوخه، ومصنفاته، وأحواله، ومولده، ووفاته، على نمط حسن، وأسلوب لطيف، ينبهر له من لديه معرفة بهذا الشأن. وذكر الشوكاني: أن من قَرَنه بالدر الكامنة لشيخه. عرف فضله، للفرق بينهما. واعتذر عن شيخه. بأنه لم يعش في المائة الثامنة. التي أرخ لها. إلا نحو سبع وعشرين سنة. وأما السخاوي فإنه عاش في المائة التاسعة. نحو تسع وستين سنة. فشاهد أحوال أهلها. وأن ابن حجر لم يترجم إلا لمن مات في القرن الثامن. وأما السخاوي. فترجم لمن وجد في القرن التاسع. ولو مات في القرن العاشر - وللسخاوي. كتاب الذيل على قضاة مصر. لابن حجر. في مجلد. والذيل على طبقات القراء لابن الجزري. في مجلد. والذيل على دول الإسلام للذهبي. وله الشافي من الألم. في وفَيَات الأمم. ذكر فيه وفيات القرنين الثامن والتاسع. في مجلدات - والجواهر والدرر. في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر. نحو مجلدين. وتاريخ المدنيِّين. في مجلدين. والتاريخ المحيط. على حروف المعجم. ولم يسبق إليه. وعمدة الأصحاب. في معرفة الألقاب. وترتيب طبقات المالكية لابن فرحون. والقول المنْبي. في ترجمة ابن العربي، في مجلد - وله غير ذلك في تراجم الأفراد. _________ (١) البدر الطالع.
- ض - وله في المسائل والأبواب - القول البديع، في الصلاة على الحبيب الشفيع. والأحاديث الصالحة في المصافحة. ونظم اللآل، في حديث الأبدال. والقناعة، مما تحسن الإحاطة به من أشراط الساعة. واستجلاء ارتقاء الغَرف، بحب أقرباء الرسول ﷺ وذوي الشرف. والمقاصد المباركة، في إيضاح الفِرَق الهالكة، والقول المتين، في تحسين الظن بالمخلوقين. والبستان، في مسألة الاختتان. والأصل الأصيل، في تحريم النقل من التوراة والإنجيل (١) . وكتابه المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. وهو من أهم مؤلفاته وأعمها نفعًا، وقد استوفينا الكلام عنه فيما مضى. وللسخاوي كثير من المؤلفات، غير ما ذكرنا. وكلها محررة متقنة، عم النفع بها، وصارت مرجعًا للعلماء والمحققين، جزى اللَّه السخاوي بما يجزي به الصديقين، وأعلى درجته في عليين. . . كتبه: عبد الوهاب عبد اللطيف المدرس بكلية الشريعة بالأزهر في ١٧ من شعبان ١٣٧٥ هـ _________ (١) الضوء اللامع.
[تقديم] «المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة» لشمس الدين السخاوي، كتاب جامع في بيان صحة أو ضعف الأحاديث المنتشرة على الألسنة، وفيه من الصناعة الحديثية والنّكَات العلمية ما خلا منه غيره، مع التحرير والإتقان، قال ابن العماد الحنبلي: وهو أجمع من كتاب السيوطي المسمى بالدرر المنتثرة، في الأحاديث المشتهرة، وفي كل منهما ما ليس في الآخر. منهج الكتاب ١- يهتمّ السخاوي بذكر ما في الباب من الأحاديث. ٢- كما يهتمّ بذكر شواهد الحديث. ٣- ويحرص كثيرًا على بيان المكان الذي خرَّج فيه الحديث بالنّسبة للكتب. ٤- كما يهتمّ عند ذكر من خرَّج الحديث بذكر الإسناد، ومواضع الالتقاء والافتراق فيه ٥- ويهتمّ بذكر ألفاظ الأحاديث، ومن خرَّج كل لفظ. ٦- وظهر اهتمامه أيضًا فيما إذا لم يجد الحديث مرويًا؛ أن يأتي بما يدلّ على له من القرآن، أو القصص، والأمثال، والأشعار، ونحوها. الأعمال التي لحقت الكتاب: ١- اختصره الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي تلميذ (السخاوي) المتوفى سنة ٩٣١ هـ وسماه (الدرّة اللامعة في بيان كثير من الأحاديث الشائعة) ذكره في (كشف الظنون) (ص ١٧٨٠)،. ٢- وكذا للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي، المتوفى سنة ١١٢٢هـ عليه مختصران: كبير وصغير، طبع الأخير في المكتب الإسلامي بيروت. ٣- وللشيخ أبي الحسن علي بن محمد المنوفي تلميذ السيوطي كتاب (الوسائل السنية من المقاصد السخاوية والجامع والزوائد الأسيوطية) . ٤- وممن اختصره أيضا الشيخ محمد بن عمر اليمني المشهور بـ (بحرق) المتوفى سنة ٩٣٠هـ وسماه (تحرير المقاصد عن الأسانيد والشواهد) . ٥- وللشيخ أحمد بن عبد الله بن أحمد الوزير اليمني المتوفى سنة ٩٨٥ هـ كتاب (تحرير المقاصد الحسنة في تخريج الأحاديث الدائرة على الألسنة) وهو مخطوط، ذكره الحبشي في (مصادر الفكر باليمن) (ص٥٤) . ٦- وممن اختصره كذلك تلميذه ابن الدَّيبَع، فقد لخّصه في كتاب سماه (تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث) . ٧- كما يُعدّ إسماعيل بن محمد العجلوني من الذين اختصروا كتاب السخاوي، حيث اختصره في كتابه الشهير (كشف الخفاء)، كما ذكَرَ في مقدِّمته. طبعات الكتاب: - طُبع في الهند سنة ١٣٠٤ هـ. - طُبع في مكتبة الخانجي / القاهرة - بتحقيق (عبد الله بن الصديق الغماري) سنة ١٣٧٥ هـ وعدد أحاديثه (١٣٥٦) . - وفي دار الهجرة، بيروت، ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م (هي نفس ط الخانجي) - ثم في دار الكتب العلمية بيروت، ١٩٨٧ (هي نفس ط الخانجي) - وفي دار الكتاب العربي، بيروت بتحقيق (عثمان الخشت) .
- ب - [فصل] (*) بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: فإن اللَّه سبحانه، أنزل كتابه المبين، وجعله دستورَ أحكامه المتينَ، فأحكم نظامَه، وأتمَّ بيانه، وبلَّغه للرسول الأمين، وتعبَّد به المسلمين، وأمر الرسول ببيانه، فشرحه ﵇ ووضَّحه وخصَّص عامَّه وقيَّد مطلقه، بالقول، والفعل، والتقرير، بما أفاضه عليه ربُّه من الوحي الباطن، ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى﴾ . وأمرنا سبحانه باتِّباع أمر الرسول ونهيه ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ . ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزِّل إليهم﴾، ولذا كانت السنة النبوية، في المرتبة الثانية من الكتاب في الحجية، وأصبحت العناية بها عناية به، وحِفْظَها حفظَ أحكامه، وأمر النبي ﵇ بإبلاغها وسماعها وإسماعها، وتوعَّد من كذب عليه، فإن الكذب عليه، ليس كالكذب على غيره: "نضَّر اللَّه امرءًا سمع منا شيئًا فبلَّغه كما سمعه"، "ونضَّر اللَّه امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" ولذا تنافس العلماء من الصحابة ومن بعدهم، في تحصيل السنة، وطلب الرواية، طاعةً للأمر، ورغبةً في تحصيل الأجر - وقد رحل أبو أيوب الأنصاري إلى مصر، ليروي حديثًا واحدًا، عن عقبة بن عامر الجهني. ورحل جابر بن عبد اللَّه إلى الشام، ليروي حديثًا عن عبد اللَّه بن أنيس وكان أصحاب ابن مسعود يرحلون إلى المدينة من الكوفة، لسماع السنن واهتم العلماء في سائر العصور، _________ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذه المقدمة مأخوذة من مقدمة ط الخانجي (بقلم عبد الوهاب عبد اللطيف)، فقد نسخت أكثرها هنا للفائدة
- جـ - بالرواية والإسناد، حتى وصلت إلينا الشريعة الإسلامية الغرَّاء، نقية خالصة، يرويها عن الرسول الأمين، الصحابيُّ الثقة، وعنه الثقة، إلى عصرنا هذا (١) . وهذا النقل الصحيح المتصل بالثقات الأمناء، خصوصية لهذه الأمة المحمَّدية، لم يكن لسواها من الشرائع السماوية. فاليهود، والنصارى، ليس لهم من هذا النقل الصحيح المتصل، إلى نبيهم شيء - قال الحافظ محمد بن حاتم بن المظفَّر: "إن اللَّه كرَّم هذه الأمة، وشرَّفها، وفضَّلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها، إسناد موصول، إنما هو صحف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبَارهم، فليس عندهم تميزٌ بين ما نَزَل من التوراة والإنجيل، وبين ما ألحقوه بكتبهم، من الأخبار التي اتخذوها عن غير الثقات. وهذه الأمة الشريفة - زادها اللَّه شرفًا - بنبيّها، إنما تنُصُ الحديث عن الثقة المعروف في زمانه بالصدق والأمانة، عن مثله، حتى تتناهى أخبارهم، ثم يبحثون أشد البحث، حتى يعرفوا الأحفَظ، فالأحفظ، والأضبط، فالأضبط، والأطول مجالسة لمن فوقه، ممن كان أقصر، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجهًا وأكثر، حتى يهذبوه من الغلط والزلل، ويضبطوا حروفه، ويعدوّه عدًَّا. فهذا من فضل اللَّه على هذه الأمة. فنستودع اللَّه شكر هذه النعمة وغيرِها من نعمه" انتهى ولصيانة هذه الشريعة من الدسِّ والخطأ شرع رسول اللَّه ﷺ، أن نتكلم في حال الرجل، لمصلحة الرواية والخبر، فتكلم ﵇ بما تتحقق به النصيحة (٢)، وتكلم الصحابة في بعض الرواة والنَّقلة، ونقدوا أخبارهم: فتكلم منهم ابن عباس، وعبادة بن الصامت، وأنس بن مالك، والسيدة عائشة، ﵃، وكان القول في الرجال قليل في عصرهم، لأن الصحابة جميعًا معدلون بتعديل اللَّه تعالى، ولا يجرح الواحد منهم إلا بالخطأ والنسيان، وذلك فيهم قليل، لشدة حرصهم وتحريهم. وتكلم من كبار التابعين في الرجال جماعة أيضًا: كالشعبي، وابن المسيب، وابن سيرين، ولم يوجد في طبقتهم من كان يعتمد الكذب، _________ (١) مقدمة تحفة الأحوذي للمبار كفوري. (٢) الكفاية للخطيب.
- د - وإنما وجد فيهم، من تقع له أوهام وأغلاط، والضعفاء فيهم قليلون، فتكلم العلماء منهم في الواحد بعد الواحد ممن كان من دعاة المذاهب الخارجة والنحل الغالية -وفي عصر أوساط التابعين، في أوائل القرن الثاني، وجد فيهم من الضعفاء مَن يقع منه رفع الموقوف ووقف المرفوع، ورواية المرسل، ومن يكثر خطؤه كأبي هارون عمارة بن جوَين العبدي -وكثر في عصر صغار التابعين، في حدود الخمسين بعد المائة، ظهور الفرق السياسية، والعناصر الفلسفية، وازداد التعصب، فظهر الكذب، ولزم من ذلك أن يتكلم العلماء في الرجال، وأن يتسع النظر في الجرح والتعديل، خصوصًا وقد كثر بعد ذلك في أتباع التابعين، من يعتمد الكذب في عصرهم - فنظر شعبة، ومالك، ومعمر، وهشام الدّسْتَوائي. ثم ابن المبارك، وهشيم، وابن عيينة، ومن بعدهم، يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي - وأول من جمع كلامه في ذلك: يحيى بن سعيد ثم تلامذته مثل يحيى بن مَعين وعلي بن المَدِيني، وأحمد بن حنبل، ثم تلامذتهم: كالبخاري ومسلم، وأبي زرعة، وأبي حاتم، ثم تلامذتهم: كالترمذي، والنسائي. إلى آخر عصر الرواية، في حدود الثلاثمائة (١) . ودونت الكتب في هذا الفن، مع ما دون من العلوم في عصر التدوين، وتتابع العلماء في خدمة السنة وعلومها: حتى نضج علم الحديث، واحترق، ولم يبق لمتأخر كبير عناية في معرفة السنة، من العلماء، ومعرفة صحيحها من سقيمها، ونبه العلماء على مراتب ما اشتهر من الأحاديث، وميزوا المكذوب منها عن المقبول، غير أن بعض المتقدمين كان ينص على الحديث الموضوع، وينذِر مَن رواه لغير التعليم، بالعذاب الشديد في الآخرة، والنكال في الدنيا، كما كان من البخاري فإنه كتب على حديث موضوع: من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد، والحبس الطويل. وروى بعض العلماء المحدثين شيئًا في كتبهم من الأحاديث الموضوعة: مثل أبي نُعَيم، والطبراني، وابن مَندة، والحكيم الترمذي، وأبي الليث السَمَرْقندي. من غير نص على _________ (١) فتح المغيث للسخاوي.
- هـ - وضعها، اعتمادًا على معرفة الوضع من أسانيد ما ذكروه منها، فبذكر السند، يُعرف الوضع، وهذا يبرئ ذمتهم من العهدة على راوي الحديث لا عليهم (١) . وأغلب ما وُجِدَت فيه الأحاديث الضعيفة والمكذوبة من المؤلفات: كتب المعاجم، والمسانيد المختفية، التي لم تشتهر عند العلماء، فبقيت بغير فحص لمتونها، ولم يتداولها الفقهاء في استنباطهم، فلم ينقدوها: مثل كتب الخطيب البغدادي وأبي نعيم والجُوْزقَاني، وابن عساكر، وابن النجار، والديلمي، والكثير من أحاديث هذه الكتب في كتاب الكامل لابن عدي، وكذلك كان كثير من الأحاديث، على ألسِنَة من لم يكتب المحدثون حديثه (٢)، من الوعاظ والمؤرخين، والصوفية، وأهل الأهواء، وقد خلط بعضها بأخبار بني إسرائيل، وكلام الحكماء، وأصبحت هذه الأحاديث، مصدرَ الاستشهاد لمذاهب أهل الزيغ والابتداع. -غير أن العلماء قد فحصوا هذه الأحاديث، وكشفوا أستارها، وخلصوا الشريعة منها. وتحقق وعد اللَّه، فحُفظت السنة، وبحفظها حفظت أحكام القرآن. ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ . وتبين بالمؤلفات في الرجال الكذابين، وفي الأحاديث الموضوعة، مما يذكر في الكتب المدونة، أو يدور على ألسِنَة الناس، أعيانُ تلك الأحاديث، ولا يزال العلماء يتعقبون الروايات في كل عصر، مما يدور على ألسنة الناس ليحذروهم منها. وإليك بعض هذه المؤلفات في الأحاديث الموضوعة، وفيما اشتهر على ألسنة الناس منها ومن غيرها. المؤلفات في الموضوعات: المؤلفات في الموضوعات على نوعين: -النوع الأول ما قَصَد به مؤلفه، ذكر الرجال الكذابين والضعفاء، وذكرَ جملةٍ من الموضوعات لهم. وكتب هذا النوع _________ (١) الأجوبة الفاضلة للكنوي. (٢) الحطة لحسن صديق خان.
- و- هي كتب الضعفاء، وكتب الجرح والتعديل. وهذا النوع صنيع المتقدمين من المحدثين، إذ الموضوع من الضعيف، لأنه شر أنواعه. -النوع الثاني - ما قَصَد به مؤلفه ذكرَ الأحاديث الموضوعة والنصَّ على أعيانها، إما مطلقًا من غير التزام أحاديث كتابٍ معين أو أحاديث موضوع واحد وإما بالتزام ذلك فالموضوعات، على الإطلاق، هي ما عرفت بذلك، والخاص منها بكتاب معين، قد يفرد بالتأليف، وقد يبقى في كتب التخريج مع غيره، وهذا النوع صنيع المتأخرين من المحدثين (١) . ولما كانت رواية الأحاديث الموضوعة، وشيوعها، واشتهارها، من غير نص على وضعها، سببًا في فساد الدين، وهي الآفة في شريعة المسلمين، عُني العلماء بالتدوين فيها، وكانت المرجع الهام، لمن يؤلف، في الأحاديث المشتهرة،. . . . ولذا نكتب عن بعض هذه المؤلفات. مما كان منها من النوع الثاني، فإنه المهم والمقصود، وأما النوع الأول فبحثه في علم الرجال أليق. -كتاب الموضوعات: لجمال الدين أبي الفرج، عبد الرحمن بن علي البغدادي المعروف بابن الجوزي، المتوفى سنة (٥٩٧)، جَمَعَ فيه ما ورد من الموضوعات، في كتاب "الكامل" لابن عدي، والضعفاء لابن حبان، والضعفاء للعقيلي، والضعفاء لأبي الفتح الأزدي، وما في تفسير ابن مردويَه، ومعاجم الطبراني الثلاثة، والأفراد للدارقطني، وما في تصانيف الخطيب البغدادي، وابن شاهين ومصنفات أبي نعيم، وتاريخ الحاكم، وكتاب الأباطيل للجَوْزقاني. قال السخاوي: وفَاتَه من الموضوعات قدر ما كتب (٢) . وابن الجوزي متساهل في الحكم على الحديث بالوضع في هذا الكتاب، وقد أورد فيه _________ (١) الفوائد المجموعة للشوكاني. (٢) فتح المغيث.
- ز - بعض الأحاديث التي أوردها في كتابه "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" وفي كتاب العلل أيضًا بعض ما أورده في الموضوعات. وأورد فيه بعض الأحاديث الصحيحة والضعيفة تساهلًا منه. قال ابن حجر العسقلاني: وتساهله وتساهل الحاكم أعدم النفع بكتابهما"- فقد ذكر المحدثون أن ابن الجوزي ذكر في كتابه، حديثًا من صحيح مسلم، وحديثًا من صحيح البخاري، رواية حماد بن شاكر وفيه من تعاليق صحيح البخاري، ومن كتاب خلق الأفعال له، وانتقد عليه الحافظ ابن حجر، في القول المسدد، أربعة وعشرين حديثًا، من مسند الإمام أحمد، وللسيوطي ذيل على القول المسدد، ذكر فيه أربعة عشر حديثًا أخرى، من مسند أحمد، وللسيوطي أيضًا، كتاب القول الحسن في الذب عن السنن، ذيل به الكتابين السابقين. ذكر فيه نيفًا وعشرين حديثًا ومائة حديث، ليست موضوعة منها أربعة أحاديث، في سنن أبي داود، وثلاثة وعشرون، في جامع الترمذي، وحديث في سنن النسائي، وستة عشر حديثًا في سنن ابن ماجه، ومنها ما هو في صحيح ابن حِبان، وسنن الدارمي ومستدرك الحاكم، وتصانيف البيهقي (١) . ولإبراهيم بن حسن الكوراني شرح على موضوعات ابن الجوزي - الأحاديث الموضوعة، التي يرويها العامة والقصاص على الطرقات، لمجد الدين عبد السلام بن تيمية، المتوفى سنة (٦٥٢) - الأحاديث الموضوعة لأبي العباس أحمد بن تيمية المتوفى سنة (٧٢٨)، نقل عنها السيوطي، في ذيل اللآلئ - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، لجلال الدين السيوطي، تناول فيها مواد كتاب ابن الجوزي وزاد فيها، ما ورد في تاريخ ابن عساكر، وابن النجار، ومسند الفردوس للديلمي، وتصانيف أبي الشيخ، وحقق فيها ما تساهل فيه ابن الجوزي. وله عليها ذيل كبير، معروف بذيل اللآلئ، وله النكت البديعات، في التعقبات التي أوردها على ابن الجوزي. -كتاب: تنزيه الشريعة المرفوعة، عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، للعلامة المحدث المحقق، أبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني، الشافعي، المتوفى سنة (٩٦٣) وهو أكمل كتاب، في هذا الباب، جمع فيه مجموعات ابن الجوزي، _________ (١) تدريب الراوي للسيوطي.
- ح - والسيوطي، ورتبه على ترتيبهما، وأهداه للسلطان سليمان خان، ويعتبر هذا الكتاب خلاصة جميع الموضوعات، مع التحرير والإنصاف والتحقيق العلمي، والاستقراء التام. . . وهذا الكتاب: يزيد على كتاب السيوطي وابن الجوزي، ما جمعه فيه مؤلفه من كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي، وتلخيصها للذهبي، وتلخيص موضوعات الجوزقاني للذهبي أيضًا، وما في الميزان للذهبي، وما في لسان الميزان، وتخريج أحاديث الكشاف، والمطالب العالية، وتسديد القوس، وزهر الفردوس: الخمسة للحافظ ابن حجر، وما في تخريج الإحياء الكبير للعراقي، والأمالي له، وتلخيص الموضوعات لابن درباس وغيرها (١) ولذلك نقول: ما وراء عبَّادان قرية. - كتاب الهبات السنَيات، في الأحاديث الموضوعات - والأسرار المرفوعة، في الأحاديث الموضوعة كلاهما لعلي بن سلطان القاري المتوفى سنة (١٠١٤) . - الفوائد المجموعة، في الأحاديث الموضوعة، لأبي عبد اللَّه محمد الشامي الصالحي المتوفى سنة (٩٤٢) . - الفوائد المجموعة، للقاضي أبي عبد اللَّه الشوكاني اليمني المتوفى سنة (١٢٥٠) . وفيه بعض الأحاديث الصحيحة والحسنة، تقليدًا للمتشددين في الموضوعات. كما ذكره عبد الحيّ اللكنوي. _________ (١) مقدمة تنزيه الشريعة لابن عراق.
- ط - - المغني عن الحفظ والكتاب. بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب، لضياء الدين، عمر بن بدر الموصلي الحنفي المتوفى سنة (٦٢٣) . وذكر السخاوي والسيوطي: أنَّ عليه مؤاخذات كثيرة في كل باب، وهو ملخصٌ من موضوعات ابن الجوزي (١) . - الدُّرر المصنوعات، في الأحاديث الموضوعات، لمحمد بن أحمد السّفّاريني الحنبلي من علماء القرن الثاني عشر. وهو مختصر من كتاب ابن الجوزي. - تذكرة الموضوعات، لمحمد بن طاهر الفَتَّني الهندي المتوفى سنة (٩٨٦) . - الآثار المرفوعة، في الأحاديث الموضوعة، لأبي الحسنات عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفى سنة (١٣٠٤) . - اللؤلؤ المرصوع، فيما قيل لا أصل له، أو بأصله موضوع، لأبي المحاسن القاوقجي المتوفى سنة (١٣٠٥) . - تحذير المسلمين، من الأحاديث الموضوعة إلى سيد المرسلين، لأبي عبد اللَّه محمد البشير ظافر المالكي الأزهري المتوفى سنة (١٣٢٥)، ويعتبر من الكتب التي كتبت في الأحاديث المشتهرة (٢) . ومن المؤلفات في الأحاديث الموضوعة في موضوع واحد: - أحاديث المعراج الموضوعة، للفيشي - قلائد المرجان، في الحديث الوارد كذبًا في الباذنجان، لإبراهيم بن محمد الناجي - أداء ما وجب، في بيان وضع الوضاعين، في رجب، لابن دحية أبي الخطاب الأندلسي، وهو في ضمن، تبيين العجب، في ما ورد من الأحاديث في رجب، للحافظ ابن حجر العسقلاني. وكثير من المؤلفات في هذا الباب (٣)، جزى اللَّه العلماء العاملين، وخلفاء سيد المرسلين، بما أعدَّه سبحانه للصدّيقين، في أعلى عليين _________ (١) فتح المغيث. (٢) فتح المغيث. (٣) الرسالة المستطرفة للكتاني.
- ي - ولتمام الفائدة مما قصدنا نذكر طائفة من الكتب المشتهرة في عصرنا هذا، وهي مشحونة بالموضوعات، من الإسرائيليات، وغيرها فمن ذلك: - كتب الواقدي، كفتوح الشام وغيره - تفسير ابن عباس، المروي من طريق الكذّابين، كالكلبي والسُّدِّي، ومقاتل، كما ذكره السيوطي - نزهة المجالس، ومنتخب النفائس للصفّوري، فإنه مشحون بالموضوعات، وبما لا أصل له من الحكايات - وقصص الأنبياء للثعلبي - ودرة الناصحين، للخوبَوِي - وبدائع الزهور، في وقائع الدهور، لابن إياس، وأخباره إسرائيلية - والروض الفائق، في المواعظ والرقائق، للحريفيش، كما ذكره البيروتي وكثير من ذلك في كتب المناقب، وفضائل البلدان وكتب الملاحم، والخواص الطبية والروحانية (١) . المؤلفات في الأحاديث المشتهرة: الحديث المشهور عند المحدثين، هو ما رواه ثلاثة فأكثر ما لم يبلغ حد التواتر، وهو المستفيض عند جماعة من الأصوليين والفقهاء وبعض المحدثين. ويطلق أيضًا على: ما اشتهر على الألسنة مطلقًا، ولو كان له إسناد واحد، أو كان لا إسناد له. والشهرة على هذا النحو لا يلزم منها، صحة الحديث أو ضعفه وقد ألف فيها العلماء: لحاجة الناس إليها، لما ذكرناه في أسباب تدوين الأحاديث الموضوعة، سابقا. وفيها من المؤلفات: - التذكرة، في الأحاديث المشتهرة. لبدر الدين الزركشي المتوفى سنة (٧٩٤) هـ - والدُّرر المنتثرة، في الأحاديث المشتهرة، للسيوطي، لخص فيه تذكرة الزركشي، وزاد عليها كثيرًا - واللآلئ المنثورة، في الأحاديث المشهورة، مما ألِفَهُ الطبع، وليس له أصل في الشرع. للحافظ ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة (٨٥٢) هـ - والبدر المنير، في غريب أحاديث البشير النذير، لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني، المتوفى سنة (٩٧٣)، انتخبها من جامع السيوطي، والمقاصد الحسنة، ورتبها على حروف المعجم، وفيها نحو ثلاثمائة وألفي حديث - كشف الالتباس، فيما خفي على كثير من الناس، ذكر البشير ظافر. أن مؤلفه: عز الدين الخليلي من _________ (١) تحذير المسلمين للبشير ظافر.
- ك - علماء القرن الحادي عشر. وذكر ابن جعفر الكتاني، أنه: تسهيل السبيل إلى كشف الالتباس، ومؤلفه عز الدين محمد بن أحمد الخليلي، المدني القادري الشافعي، المتوفى سنة (١٠٥٧) - الغمّاز، على اللمّاز، لأبي الحسن نور الدين السمهودي المتوفى سنة (٩١١) كما ذكره البشير ظافر والكناني - الدرة اللامعة، في بيان كثير من الأحاديث الشائعة. ذكر الكتاني، أنها مختصر المقاصد الحسنة، ولم يذكر مؤلفها، ونسبها البشير ظافر، إلى أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي - إتقان ما يَحُسن، من الأحاديث الدائرة على الألسن، لنجم الدين، محمد بن محمد الغَزي العامري الشافعي، المتوفى سنة (٩٨٥)، جمع فيه بين كتاب الزركشي وكتاب السيوطي والمقاصد الحسنة، وزيادات حسنة عليها. - كشف الخفا، ومزيل الإلباس، عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، للشيخ إسماعيل بن محمد العُجْلوني، الشهير بالجَرّاحي، المتوفى سنة (١١٦٢) - النوافح العطرة، في الأحاديث المشتهرة، للقاضي محمد بن أحمد بن جار اللَّه مشحم الصُّعدي الصنعاني، المتوفى سنة (١٢٢٣)، جمع فيه، الدرر للسيوطي، ومختصر المقاصد للزرقاني، وللديبع، وزاد عليهما كثيرًا - تحذير المسلمين، من كثير من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين، لمحمد البشير ظافر الأزهري، وهي في الموضوعات المشهورات، وفيها مقدمة نافعة - أسنى المطالب، في أحاديث مختلفة المراتب، لأبي عبد اللَّه، محمد بن درويش، الحوت البيروتي، جمعها ولده أبو زيد عبد الرحمن - ومن أهم الكتب المؤلفة في هذا الباب، كتاب الحافظ السخاوي، الذي سنفرد الكتابة عليه، لمزيد شأنه (١) . المقاصد الحسنة. للسخاوي في هذا الباب، المقاصد الحسنة، في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. وهو كتاب جامع، وفيه من الصناعة الحديثية ما ليس في غيره، والنّكَات العلمية ما خلا منه غيره (٢)، مع التحرير والإتقان، قال ابن العماد الحنبلي (٣): وهو أجمع من كتاب السيوطي المسمى بالدرر المنتثرة، في الأحاديث _________ (١) الرسالة المستطرفة. (٢) ظفر الأماني للكنوي. (٣) شذرات الذهب.
- ل - المشتهرة، وفي كل منهما ما ليس في الآخر. ولذا أصبح محط أنظار العلماء، فتناولوه بالدرس، والاختصار. فاختصره: أبو الحسن، علي بن محمد المنوفي المالكي، المتوفى سنة (٩٣٩) . من تلاميذ السيوطي، في كتابه المسمى "بالوسائل السنية من المقاصد السخاوية"، والجامع، والزوائد الأسيوطية، ولعلها اشتبهت بالدرة اللامعة، التي سبق ذكرها، والتي نسبها البشير ظافر إلى أحمد بن محمد المنوفي، ولكنها لعلي بن محمد المنوفي هذا، ولم تشتهر بهذا الاسم، فلم ينسبها صاحب الرسالة المستطرفة إلى مؤلف معلوم له. . .
- م - . . . ترجمة الحافظ السخاوي: [مولده ونشأته] هو أبو الخير وأبو عبد اللَّه، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الملقب بشمس الدين، السخاوي الأصل، القاهري المولد والنشأة، الشافعي المذهب، الإمام شيخ الإسلام، وحافظ العصر، ومفتي المسلمين، المؤرخ المحقق، النسابة العمدة، الرحالة الناقد، وارث علوم الأنبياء، الفرد الفريد، وبيت القصيد - ينسب لسَخَا - وهى قرية غربيّ الفسطاط بمصر - بلد آبائه، وهو مولود بالقاهرة، بحارة بهاء الدين، بجوار مدرسة البُلقيني، في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، وتحول منها إلى سكن بجوار الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، عند بلوغه الرابعة من عمره، ودخل المكتب، فحفظ القرآن، وجوده، وحفظ كثيرًا من المتون، وقرأ وسمع وقابل الشيوخ، وروى عن العلماء وحمل عنهم كثيرًا، ولازم شيخه حافظ الدنيا أحمد بن حجر، وظهرت عبقريته، حتى شهد له شيخه بأنه أمثل جماعته (١) ورحل إلى البلاد المصرية، والحجازية، وإلى حلب، وحماة، وبعلبك، ودمشق. يروي عن علماء هذه البلاد، وتلك الأمصار، ويعقد مجالس الإملاء، ويحدث بمروياته ومؤلفاته، وبرع في العلوم النقلية والعقلية، وشهد له العلماء: من شيوخه وأقرانه، بأنه حجه وإمام وحافظ، وولى قراءة الحديث في كثير من المدارس المصرية، وانتهت إليه رياسة علم الحديث، وعلم التاريخ، وصنف كثيرًا من المصنفات في علوم الحديث والتاريخ، كانت مرجع العلماء وأهل التخصص، ولم ينازعه أحد في إمامة علماء الجرح والتعديل، ونقد الرجال، لما حصله من تلك العلوم، بالرحلة ولقاء الشيوخ، وملازمة الحافظ ابن حجر، حتى أصبح وارث علمه، ولم يغمط السخاوي حقه إلا منافس، حاسد مما يكون عادة بين المعاصرين. _________ (١) الضوء اللامع.
- ن - دراساته الأولى: بعد أن حفظ القرآن، قرأه بالقراءات على جماعة من العلماء، كالزيني رضوان العقبي، والشهاب السكندري، وجعفر السنهوري. ثم حفظ كثيرًا من كتب الفقه والحديث وعلوم العربية، فحفظ عمدة الأحكام، والتنبيه، والمنهاج الأصلي والنخبة وشرحها وألفية الزين العراقي، وألفية ابن مالك، وغالب الشاطبية، ومقدمة الساوي في العروض. وغير ذلك، وكان كلما حفظ كتابًا عرضه على شيوخ عصره. مثل المحب بن نصر اللَّه البغدادي الحنبلي، والشمس ابن عمار المالكي، والجمال عبد اللَّه الزيتوني، وغيرهم (١) . ثم قرأ التنبيه على الشمس الونائي، والشمس الشنشي، وابن خضر. وأخذ الفقه عن العَلَم صالح البلقيني، ودرس عليه الروضة والمنهاج. ودرس المهذب على الزين البوتيجي، ودرس بعض شرح الحاوي على شيخه ابن حجر، وحضر كثيرًا من دروس التقي الشمني في الأصلين والمعاني والبيان: وأخذ الفرائض والحساب، وعلم الميقات: عن الشهاب ابن المجدي، والأصول على الكمال إمام الكاملية. وأخذ الصرف والمنطق عن العز عبد السلام البغدادي، وقرأ من القاموس في اللغة على المحب بن الشحنة، وشرح ألفية العراقي على الزين السندبيسي، والزين قاسم الحنفي. وسمع وروى عن كثير من كبار العلماء. وكانت دراساته العليا في مرحلة التكوين أكثرها على شيخه ابن حجر، فهو الذي تدرب به واختص بمشيخته (٢) . دراساته العليا: كان ذكاء السخاوي وفطنته وحرصه على العلم، وإقباله بهمته على دروس الحافظ ابن حجر، سببًا في محبة شيخه، ومنزله قريب منه، فلازمه وشجعه شيخه، فساعده على الحصول على الكتب، وقرأ عليه مصنفاته في علوم الحديث، وغيرها كالنخبة _________ (١) فهرس الفهارس والإثبات للكتاني. (٢) شذرات الذهب.
- س - وشرحها، وعلوم الحديث لابن الصلاح، ومؤلفاته في الرجال وشرح الحديث، والتخريج، والطبقات: كالتقريب، ولسان الميزان، وتعجيل المنفعة، ومشتبه النسبة، وتخريج الرافعي، وتلخيص مسند الفردوس، وتخريج المصابيح والأمالي الحلبية، والدمشقية وإتحاف المهرة، ومقدمة فتح الباري، ومناقب الليث، ومناقب الشافعي، وغالب فتح الباري. وقرأ السخاوي بنفسه بقية مؤلفات شيخه، فقرأ هذه المؤلفات التي تخرِّج الحافظ والفقيه والمؤرخ، وتدرب على شيخه في معرفة العالي والنازل من الأسانيد، وفي معرفة العلل والمتون، وتراجم الرواة، حتى أصبح وارث شيخه في حياته وبعد مماته، ولم يرتحل إلى الأماكن النائية إلا بعد وفاة شيخه سنة (٨٥٢) . وتدرب السخاوي أيضًا على كثير من العلماء: كالزين العقبي، والنجم عمر بن فهد المكي الهاشمي، وغيرهما. رحلاته وشيوخه (١): روى السخاوي عن شيوخ عصره، من المصريين في مصر، ومن غيرهم من الواردين إليها في حياة شيخه، كثيرًا من الدواوين والأجزاء الحديثية، وبعد وفاة شيخه، رحل إلى كثير من البلاد المصرية، ليسمع من المسْنِدين فيها، فسافر إلى: منوف، ودمياط، وفيشا الصغرى، وبلبيس، والمنصورة، والخانقاه، والمحلة، ورشيد، ودسوق، وسمنود، وفاِرسْكور، واسكندرية. وغيرها. فأخذ عن نحو خمسين من العلماء والمسندين في تلك البلاد (٢) . وروى في مكة، والمدينة، وأخذ في الطريق إليهما عن علماء ينبوع، وجُدة والطور وجاور بمكة، وبالمدينة مرارًا، لأنه حج مرات، وارتحل لحلب فسمع وروى، في غزة، والمجدل، والرملة. وإلى بيت المقدس، والمجدل، ونابلس، ودمشق، وبعلبك، وحمص، وحماة، والمعرة، وجبرين، وطرابلس، والمزة، ودَارِيا. ويبلغ عدد _________ (١) البدر الطالع. (٢) الضوء اللامع.
- ع - من سمع منهم في هذه الرحلات: نحو مائة نفس، ويزيد عدد البلدان والأماكن التي سمع فيها على الثمانين، وفي هذه البلدان أملى كثيرًا من مؤلفاته، ورواها عنه العلماء وأجازهم وأجازوه، واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة، بمصر وغيرها، ما يفوق الوصف. فروى: الكتب الستة، وما التحق بها، والمسانيد والمعاجم، والأجزاء، وكتب المناقب، والأربعينيات، والزهد لابن المبارك، والدعوات للطبراني، وعمل اليوم والليلة لابن السني، والمؤلفات في التفسير، واللغة، والنحو، وغيرها. وله فهرست بمروياته تبلغ ثلاثة أسفار، وله الثبت المصري في ثلاث مجلدات (١) . فأخذ في مصر: عن نحو أربعمائة شيخ منهم: العلم صالح بن عمر البلقيني، والشرف المناوي، والكمال إمام الكاملية، والتقى الشمني، والأمين الأقصرائي، والزين قاسم الحنفي، والمحب بن الشحنة، وأبو بكر القَلقشندي، وابن المجدي، والشمس الونائي، وابن خضر، وغيرهم. وسمع بالحجاز: من أبي الفتح المراغي، والبرهان الزمزمي والتقي ابن فهد، وأبي السعادات ابن ظهيرة، والبدر عبد اللَّه بن فرحون، ومن نحو ثلاثين شيخًا. وأفرد تراجم من أخذ عنهم في مصنف يبلغ ثلاث مجلدات يسمى: بغية الراوي فيمن أخذ عنه السخاوي. وله الامتنان:، بمشايخ محمد بن عبد الرحمن. وحضر كثير من شيوخه مجالس إملائه، ولذا يعدون في الرواة عنه، وفي عداد شيوخه. فإن شيخه الشمني أشار عليه بعقد مجالس الإملاء، اقتداء بشيخه ابن حجر، فأملى بمنزله، وبسعيد السعداء، كما أملى بمكة، والمدينة، وتزيد مجالس إملائه على الستين مجلسًا: حضرها من شيوخه وأقرانه وتلامذته، بمصر والحجاز جماعة. منهم البهاء العلقمي، والنجم ابن فهد، والشمس الأمشاطي، والزين البوتيجي، وإمام الكاملية، وابن الشحنة، والمناوي، والشهاب الحجازي، والتقي الجراعي، والفخر عثمان الديمي، والشرف عبد الحق السنباطي وغيرهم (٢) . ودرس الحديث في الكاملية بعد موت الكمال، وفي الصرغتمشية بعد الأمين الأقصرائي، وفي البرقوقية عقب موت البهاء المشهدي، وفي غيرها من المدارس المصرية وكان لا يرغب في القراءة في بيوت الأمراء، ولا في تولي القضاء، فكان يتنصل منها. _________ (١) فهرس الفهارس. (٢) البدر الطالع.
- ف - ولبس ﵀: الخرقة (*) مع التلقين. من المحيوي حفيد الجمال يوسف العجمي وأبي مدين الأشمومي، وأبي الفتح الفوي. وعمر النبتيتي وغيرهم. وشغل حياته كلها بالتأليف والرواية والسماع، حتى توفي بالمدينة المنورة، في يوم الأحد وهو اليوم الثامن والعشرون من شهر شعبان المعظم من السنة الثانية بعد التسعمائة (٩٠٢ هـ) ودفن بالبقيع بجوار الإمام مالك، كما ذكره ابن العماد الحنبلي (١) . ثناء العلماء عليه: أثنى عليه شيوخه، وفي مقدمتهم شيخه ابن حجر، وأقرانه وتلامذته والعلماء بعده، ممن قرأ كتبه ومؤلفاته، ووصفوه، بأنه: عمدة الحفاظ، وشيخ الإسلام، وإمام المحدثين، وشيخ السنة، ومفتي المسلمين، ونحو ذلك من الألقاب العلمية، والأوصاف العلية، وممن وصفه بذلك: الزين قاسم الحنفي، والبدر ابن القطان، والتقي ابن فهد، وأبو ذر الحلبي، والتقي القلقشندي، والبلقيني، والمناوي، والسراج العبادي، والتقي الحصني، والزين زكريا الأنصاري، والبدر العيني، والمحيوي الكافياجي، وابن ظهيرة، والشمس القرافي، وغيرهم ممن أنصفه، وعرف له حقه. غير أن بعض المعاصرين له، من أقرانه قد تحركت في نفوسهم الأحقاد حسدًا منهم له على ما ناله من المرتبة العلمية والشهرة العالمية، فتكلموا في شأنه، وانتقصوه في علمه، ونقموا منه أمورًا ومسائل، أصابوا في قليل منها. والكمال للَّه وحده، والكثير منها مردود عليهم، وذلك عادة الأقران، في كل الأزمان (٢) . منافسة معاصريه ونقدهم له: تحامل بعض العلماء المعاصرين للسخاوي عليه، للمنافسة التي تكون بين الأقران، فتكلموا فيه، وألفوا في نقده والكلام في مؤلفاته، بغير إنصاف، حسدًا منهم، _________ (١) شذرات الذهب. (٢) البدر الطالع. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال المصنف (السخاوي) ﵀، في هذا الكتاب (المقاصد الحسنة) ص ٥٢٧: "لُبْسُ الخرقة الصُّوفِيَّةِ، وكون الحسن البصري لبسها من علي، قال ابن دحية وابن الصلاح: إنه باطل، وكذا قال شيخنا: إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح، ولا حسن، ولا ضعيف، أن النبي ﷺ ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحدا من أصحابه يفعل ذلك، وكل ما يروى في ذلك صريحا فباطل، قال: ثم إن من الكذب المفترى قول من قال: إن عليا ألبس الخرقة الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي سماعا فضلا عن أن يلبسه الخرقة، ولم يتفرد شيخنا بهذا، بل سبقه إليه جماعة حتى من لبسها وألبسها ... " ثم قال في ص ٥٢٨: هذا مع إلباسي إياها لجماعة من أعيان المتصوفة امتثالا لإلزامهم لي بذلك. . . وقال المصنف (السخاوي)، في الدُّرر (٢/٩٤٠) ومنها أنه (أي ابن حجر)، سُئل عن حديث الخرقة، وما لذلك من الطُّرق. فقال (أي ابن حجر): إنَّ ذلك ممَّا لم أتشاغل به قطُّ، لتحَقُّقِ بطلان كل ما ورد في ذلك.
- ص - يتقدمهم جلال الدين السيوطي، ويؤيده، الحافظ الدِّيمي، والبرهان البقاعي (١)، وغيرهم. فألف السيوطي مقامته المعروفة - بالكاوي في تاريخ السخاوي - والقول المجمل في الرد على المهمل. وترجم للسخاوي، في كتابه: نظم العقيان. ترجمة لا تليق بالسخاوي، ولم ينصفه فيها، وطعن في علمه، صريحًا في رسالته: الدوران الفلكي. علي ابن الكركي، وفي رسالته: ألوية النصر في خصّيصي بالقصر. ومن تعريضه به قوله: قل للسخاوي إن تعروك مشكلةٌ ... علمي كبحر من الأمواج متلطمِ والحافظ الدِّيمي غيث الزمان فخذ ... "غرفًا من اليم أو رشَفًا من الديم" (٢) انتقد السيوطي كتاب السخاوي "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" - وذكر أن المؤلف، جرح كثيرًا من العلماء، وذكر مساوئهم، واحتقرهم، على وجه لا يحل، وبغير إنصاف في حكمه عليهم، حتى إنه ذكر ما رماهم به الشعراء في أهاجيهم، مع أنهم أئمة أعلام، ومن مشايخ الإسلام، مثل البلقيني، والقاياتي، والقلْقشَندي، والمناوي، وغيرهم، وذكر أن التجريح للرجال، لا حاجة إليه في هذه العصور، بعد أن دونت الكتب في رجال الإسناد، وبعد انتهاء عصر الرواية، والكلام في شأن من لا رواية له، من الغيبة المحرمة. وقول السيوطي بذلك مردود. فإن معرفة العدالة في كل عصر، لا بد منها، لقبول قول الفقيه، والمفتي، والشاهد، والمؤرخ. وحتى تقليد العالم بعد موته، مشروط بمعرفة عدالته، على أن علوم الأوائل، ورواياتهم، لا يقوم الاحتجاج بها، إلا إذا وصلت إلينا من طريق صحيح، يعتمد نقلَ العدل الثقة طبقة عن طبقة (٣)، فأمر السيوطي ينتهي بتسجيل الحسد منه على السخاوي، للمنافسة بينهما، وقول المتنافسين لا يقبل في بعض (٤) . _________ (١) الرفع والتكميل للكنوي. (٢) النور السافر. (٣) مقدمة ميزان الاعتدال للذهبي. (٤) جامع بيان العلم لابن عبد البر.
- ق - قال الشوكاني: السخاوي وإن كان إمامًا كبيرًا، غير مدفوع لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يَعرف ذلك من طالع كتابه "الضوء اللامع"، فإنه لا يقيم لهم وزنًا، بل لا يسلم غالبهم من الحط عليه - وقال أيضًا: وليته صان ذلك الكتاب عن الوقيعة في أكابر أقرانه، ولكن ربما كان له مقصد صالح. والسيوطي تنقص السخاوي أيضًا، وادعى أنه قاصر في علم الحديث، وأن مؤلفاته فيه هي مسودات ظفر بها من تركة شيخه ابن حجر، فنسبها إلى نفسه. وهذه الدعوى مردودة أيضًا. فإن السخاوي، رجل ممارس للعلوم منقولها ومعقولها، وطويل الباع فيها، وهو وارث علوم شيخه، وليس في مؤلفاته عبارات تشترك مع عبارات شيخه، وذلك لازم النقل عنه، بل في مؤلفات السخاوي، كثير مما لم يكمله شيخه، أو بيَّض له. وذكر السيوطي أيضًا: أن علم السخاوي بالعربية قليل، ووصفه بالجهل به، فإنه لم يقل بأن "خصيصَي " - وهو مصدر بمعنى الخصوصية - يتعين قصرها وحينما كاتبه السيوطي، وبين له نقول أهل العربية، لم يرجع إلى الصواب، في حين أن غيره من العلماء، قد رجعوا عن جواز أن تكون بالياء الساكنة على أنها مثناة مضافة لما بعدها، فقد رجع: أمين الدين الأقصرائي، والفخر الديمي، وزين الدين قاسم الحنفي، وسراج الدين العبادي، بعد أن كاتبهم السيوطي (١) . وصحة هذه الحادثة، لا تنزل بالسخاوي عن درجة الحافظ، لكن السيوطي كان حريصًا على تفرده بعلم العربية، لتتم دعواه بالاجتهاد، ويسلم له الأقران بأنه مجدد القرن، فقد ذكر (٢) أنه لا يعلم أحدًا على وجه الأرض، أعلم بالعربية منه، إلا أن يكون الخضر ﵇، أو وليًا للَّه تعالى. وكذلك الحافظ السخاوي - انتقص السيوطي، وانتصر له جماعة، فترجمه السخاوي في الضوء اللامع، ترجمة مظلمة، كما يقول الشوكاني، وألف ابن العُليّف، _________ (١) ألوية النصر للسيوطي. (٢) الرد على من أخلد إلى الأرض للسيوطي.
- ر - أحمد بن الحسين، الشاعر المكي، كتاب "الشهاب الهاوي، على منشئ الكاوي" وكتاب "المنتقِد اللوذعي، على المجتهد الدعي" (١) . واتهمه السخاوي. بعدم الإمعان في كل الفنون، وأنه يقع في التحريف والتصحيف كثيرًا، لأنه يعتمد على بطون الدفاتر، وأنه تزبّب " قبل أن يصير حصرمًا". ووصفه بالبلادة، لأنه لا يحسن علم الحساب كما ذكره عن نفسه، وأن مؤلفاته ليست له، وإنما هي من كتب المتقدمين التي لا عهد لكثير من المعاصرين بها، قد أخذها من المكتبة المحمودية، فغير فيها يسيرًا، وقدم وأخر، ثم نسبها إلى نفسه، وأنه اختلس تصانيف الحافظ ابن حجر، ومسخها على غير وجهها، وأنه كان كثير الوقيعة في شيوخه فمن فوقهم، وأنه متهوس، ومترفع حتى على أمه (٢) . وقد رد هذه التهم، العلامة الشوكاني (٣)، وذكر أنها تحامل على السيوطي، وأن الأقران لا يقبل قول بعضهم في بعض، وأن ترجمة السخاوي له بهذه التهم، قد صدرت من خصم له، غير مقبول عليه. وأنت ترى بعد ما ذكرناه لك، من قول أحدهما في الآخر، أن كثيرًا من هذه التهم متبادلة بينهما، والذي يعرفه العلماء عنهما، أن السخاوي كان متفوقًا بمعرفة علل الحديث، لكثرة شيوخه، وقراءاته وسماعاته، وتدريبه بالمدربين المهَرَة، وأن السيوطي: كان متفوقًا بالحفظ، ومعرفة المتون، والإحاطة بها، وأنه امتاز بالوقوف على كثير من الروايات التي لم تشتهر عند العلماء، وبالوقوف على رجالها، مما جعله وحيدًا في جمع الأجزاء الحديثية، وهي قد أضافت إلى العلم مادة جديدة، إذ بها يصير الضعيف التي تعددت طرقه مقبولًا، وهو عند من لم يغصْ غوصَه ليس بمقبول، وترفع السيوطي على السخاوي، وادعاؤه الاجتهاد، من بين أقرانه. وعدم مزاحمته لمجالس العلماء، كما زاحم السخاوي، هو السبب في تحامل السخاوي عليه. مع أن كلاهما جيد في فنه، ومشارك في غيره، ولا يقبل قول المتنافسين بعضهم في البعض. _________ (١) الرفع والتكميل للكنوي. (٢) الضوء اللامع. (٣) البدر الطالع.
- ش - مؤلفات السخاوي: ابتدأ السخاوي في التأليف، قبل أن يكمل العشرين من عمره، واجتمع له في مؤلفاته التحرير والاعتماد، وحسن الرصف، وصحة النقد، وزادت مؤلفاته على أربعمائة مجلد، ذكر أكثرها في كتابه "الضوء اللامع". وذكر فيها كثيرًا تلميذه ابن غازي في فهرسته - ويغلب عليها فنون الحديث. والتاريخ (١) . فله في علم الحديث وأنواعه، وعلومه: مؤلفات في المشيخات، والأربعينيات، والمسلسلات، والفهارس، والرحلات، وكتب في الجرح والتعديل، والتخريج، وشَرْح الحديث، وتاريخ الوَفيَات، والطبقات، والأفراد، وصنف في كثير من الأبواب والمسائل. فله في المشيخات: العقد الثمين، في مشيخة خطيب المسلمين. يريد به أبا عبد اللَّه الرشيدي - والفتح القربي، في مشيخة الشهاب العقبي - وله في الحديث: البلدانيات في مجلد، ترجم فيه الأماكن والبلدان، مرتبة على الحروف، مخرجًا في كل مكان منها حديثًا، أو شعرًا، أو حكايةً، لواحدٍ من أهلها، أو الواردين عليها - وله الأحاديث المسلسلة - وله في التخريج: القول البار، في تكملة تخريج الأذكار، لشيخه ابن حجر. وتخريج أحاديث النووي الأربعين. وله التحفة المنيفَة، فيما وقع له من حديث أبي حنيفة - وله في الرحلات: الرحلة الحلبية، والرحلة المكية، والرحلة السكندرية - وله فهرست مروياته، في ثلاثة أسفار، والثبت المصري، في ثلاث مجلدات - وله بلوغ الأمل. في تلخيص العلل. للدارقطني. نحو ربعها مع زوائد عليها (٢) . وله في علوم الحديث: فتح المغيث. بشرح ألفية الحديث للعراقي. في مجلد ضخم. ولا يعلم مؤلف في هذا الفن مثله. ولا أكثر تحقيقًا منه. وشرح التقريب للنووي. في مجلد. وهو جيِّد ومتقن. والإيضاح. في شرح نظم العراقي للاقتراح، في مجلد. _________ (١) فهرس الفهارس. (٢) الضوء اللامع.
- ت - وله في شرح الحديث: - القول المفيد، في إيضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد، كتب منه من أوله. وشْرح الترمذي، لما بقي منه مما لم يشرحه العراقي، كتب منه أكثر من مجلدين على عدة أوراق من المتن. وأقرب الوسائل، في شرح الشمائل، للترمذي، كتب منه مجلدًا. وله في التاريخ: - الإعلان بالتوبيخ، لمن ذم التوْريخ، والتبرك المسبوك، في الذيل على السلوك للمقريزي، نحو أربعة أسفار. والضوء اللامع، لأهل القرن التاسع، في عشرة أجزاء. وفي هذا الكتاب يقول الشوكاني (١): لو لم يكن له من التصانيف إلا الضوء اللامع، لكان أعظم دليل على إمامته. فإنه ترجم فيه أهل الديار الإسلامية، وسرد في ترجمة كل أحد: محفوظاته، ومقروءاته، وشيوخه، ومصنفاته، وأحواله، ومولده، ووفاته، على نمط حسن، وأسلوب لطيف، ينبهر له من لديه معرفة بهذا الشأن. وذكر الشوكاني: أن من قَرَنه بالدر الكامنة لشيخه. عرف فضله، للفرق بينهما. واعتذر عن شيخه. بأنه لم يعش في المائة الثامنة. التي أرخ لها. إلا نحو سبع وعشرين سنة. وأما السخاوي فإنه عاش في المائة التاسعة. نحو تسع وستين سنة. فشاهد أحوال أهلها. وأن ابن حجر لم يترجم إلا لمن مات في القرن الثامن. وأما السخاوي. فترجم لمن وجد في القرن التاسع. ولو مات في القرن العاشر - وللسخاوي. كتاب الذيل على قضاة مصر. لابن حجر. في مجلد. والذيل على طبقات القراء لابن الجزري. في مجلد. والذيل على دول الإسلام للذهبي. وله الشافي من الألم. في وفَيَات الأمم. ذكر فيه وفيات القرنين الثامن والتاسع. في مجلدات - والجواهر والدرر. في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر. نحو مجلدين. وتاريخ المدنيِّين. في مجلدين. والتاريخ المحيط. على حروف المعجم. ولم يسبق إليه. وعمدة الأصحاب. في معرفة الألقاب. وترتيب طبقات المالكية لابن فرحون. والقول المنْبي. في ترجمة ابن العربي، في مجلد - وله غير ذلك في تراجم الأفراد. _________ (١) البدر الطالع.
- ض - وله في المسائل والأبواب - القول البديع، في الصلاة على الحبيب الشفيع. والأحاديث الصالحة في المصافحة. ونظم اللآل، في حديث الأبدال. والقناعة، مما تحسن الإحاطة به من أشراط الساعة. واستجلاء ارتقاء الغَرف، بحب أقرباء الرسول ﷺ وذوي الشرف. والمقاصد المباركة، في إيضاح الفِرَق الهالكة، والقول المتين، في تحسين الظن بالمخلوقين. والبستان، في مسألة الاختتان. والأصل الأصيل، في تحريم النقل من التوراة والإنجيل (١) . وكتابه المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. وهو من أهم مؤلفاته وأعمها نفعًا، وقد استوفينا الكلام عنه فيما مضى. وللسخاوي كثير من المؤلفات، غير ما ذكرنا. وكلها محررة متقنة، عم النفع بها، وصارت مرجعًا للعلماء والمحققين، جزى اللَّه السخاوي بما يجزي به الصديقين، وأعلى درجته في عليين. . . كتبه: عبد الوهاب عبد اللطيف المدرس بكلية الشريعة بالأزهر في ١٧ من شعبان ١٣٧٥ هـ _________ (١) الضوء اللامع.
نامعلوم صفحہ