313

============================================================

وكما يخرج من المناخرا في النار يكون بها إذابة الجواهر لقبول الصور الصناعية. وإذا كان المتعارف من النفخ ما وصفناه وجب أن يكون بإزائسه النفخ المذكور في القرآن دون النفخ في الصور، آنه تأيد يخرج من حركات النفس، أو إفاضات العقل. يكون منه ظهور صور نفسانية تصلح للاشراف على العالم النوراني، ويكون المكرم بتلك الصورة حاكما على من شاركوه في الصورية [261] المتقدمة، وهي الصورة الإنسانية، ومدبرا هم، ورسولا إليهم.

فلما بلغ دور الكشف غايته، وعلم الخالق، جل جلاله، أن دور الستر قد آن، وأن لا بد2 له من رئيس منصوب يدبر أهله ويسوسهم، نفخ في آدم، عليه السلام، من روحه.

وهو التأييد ليكون له بذلك النفخ وبذلك التاييد الإشراف على ذلك العالم النوراني لتصفو له مرتبة الرياسة، ويقدر على سياسة الخلق ببركة ذلك التأييد. وهكذا كان أمر المسيح، عليه السلام. لما نزل بالمتم السادس من قتل الأعداء، وانقطعت البركات المتصلة بالجسمانيين من ذلك العالم الشريف، واتصل التأييذ بمن جعلها الله راية2 المسيح وقيامة أمره من اللواحق تصدق كلمة الله تعالى بالمسيح، وليكون رسولا، صاحب شريعة وتنزيل. وأعطى من الشرف والصفوة، والكمال ولطافة العبارة والأداء، أنه مي4 أراد أن ينفخ بكلامه التأيدي في ابلد الرجال،* وأبعدهم في الفهم والكياسة، سلس له وانطبع في نفسه حتى قدر على الطيران في ملكوت العلم والتأييد، ونال به2 الرفعة والرياسة والعلو والسياسة. وهكذا كان من ذى القرنين الذي هو مثل مضروب بالأساس لما ساوى بين التنزيل والتأويل اللذين هما جبلان از: للناخير.

ز: قد آن، لا بد.

3 ز: رتبة.

ز: حي.

ه كما في حاشية ه وهي قراءة ظنية. وفي كلي النسختين: ايلد رحل.

و به: كما في حاشية ه وهي قراءة ظتية. وفي النسختين: فيه.

313

صفحہ 313