============================================================
وحب أن يكون اسم الآخر ينقص عنه تلك1 الفضيلة والمتقبة. وكذلك إن كان اسم الآخر يعطي المسمى فضيلة ومنقبة، كان اسم الأول ينقص عنه تلك الفضيلة والمنقبة لما بينهما من التقابل. فكذلك السبيل في الاسمين الآخرين من الظاهر والباطن، هذا السبيل.
فأقول في إثباته: لو كانت أسماء الله تعالى ذكره إنما هي حروف موضوعة واقعة على مسعى، كوقوع أسامي المخلوقين وتسميتهم ها، وجب حقيقة ما استنكرناه. لكن لما كانت أسماء الله تعالى2 إنما هي حدوده المنصوبة لعباده من الروحانيين والجسمانيين، أمكن أن يكون للتقابل في هذه الأسامي الأربعة وجه. وذلك أن أمر الله تعالى ذكره3 لما ظهر به العقل، ولم يسبقه في باب التأيس شيء من مبدع ومخلوق، كانت الأولية لازمة له من جهة الإبداع. فهو أول معرفة حدثت من الإبداع في أول مندع بأن المبدع متعال عن سمات المربوبين.[66] ولما كان المقصود من العالمين إنما هو البشر لما فيه من تقويم الخلقة واعتدال البنية، وانتهت الصفوة من بينهم إلى الزوج الذي هو الناطق العالم والأساس المتعلم، وكان مستقروا أمر الله تعالى ذكره5 لما جاوز البيدع الأول، إنما هو3 في هذا الزوج، ذون المركبات والمطبوعات، وذون المواليد قاطبة، كان آخر المعارف التي تليق بالمعرفة الأولى المتوهمة من المبدع الأول ما يكون من جهة تأويل الأساس المتعلم. فهو آخر معرفة حدثت من الإبداع.
ولمأ كان التأييد والتأويل مستورين، أحدهما في باطن الخلقة، وهو التأبيد، و الآخر في باطن التأليف، وهو التأويل؛ وجب أن يكون ظاهر الخلقة وظاهر التأليف، هما أيضا معرفان، يوقف هما على إنية المبدع. ولهما - أعي لظاهر الخلقة من 1 تلك: كما في ز، وهو ناقص في ه ، ز: حل ثناؤه.
3 كما في ز، وفي هس: تعالى.
، كما صححناه. في ز: متعالي، وفي ه: تعالى.
ه ذكره: كما في ز، وهو ساقط من ه د هو: كما في ز، وفي ه: هي.
صفحہ 100