٧ فأقول أن أجزاء الطب بعضها خاصية أول أولى الأجزاء بها وهذه الأجزاء هى التى بها تتم الغاية المقصود إليها من هذه الصناعة وبعضها تتقدم هذه ضرورة وبعضها يتقدم أيضا مرتبتها تلك الأجزاء المتقدمة فالأجزاء الخاصية الأول التى هى أولى الأجزاء فعددها كعدد أصناف مادة الطب وأولى المواد بالطب حالات أبداننا كانت اثنتين أو ثلث أو أكثر من ذلك وقد بينت فى المقالة التى وسمتها باسم ثراسوبلس أن الأصناف الأول من حالات الأبدان صنفان لهما اسمان يخصانهما عند جميع الناس فمن عادتنا أن نسمى أحدهما الصحة ونسمى الآخر المرض ولكل واحد من هذين الصنفين أيضا نوعان وذلك أن كل واحد من الصحة والمرض إما أن يكون موجودا على طريق الثبات والتمكن وإما أن يكون موجودا على طريق الإضافة والأجزاء التى تعنى بالصحة الموجودة على طريق الثبات والتمكن تسمى الحافظ للصحة وهذا هو الجزء الذى جعل بعض الناس حفظ خصب البدن جزءا خاصيا له والأجزاء من صناعة الطب التى تعنى بالصحة الموجودة على طريق الإضافة هى الجزء الذى يتقدم فى حفظ الصحة وجزء تلافى الصحة وجزء تدبير المشائخ وأما أجزاء صناعة الطب التى تقصد بعناية المرض الموجود على طريق الثبات والتمكن والمرض الموجود على طريق الإضافة فليست لها أسماء على أن بعض الأمراض قد تسمى مزمنة وبعضها حادة فهذه هى أجزاء هذه الصناعة الأول وأولى الأجزاء بها فأما الأجزاء التى لا يمكن وجود هذه دونها فأولها المستخرجة للدلائل ولهذه جزآن أحدهما المتعرف للأشياء الحاضرة والآخر المنذر بالأشياء الكائنة وذلك أنه ليس يمكن أحد من غير أن يكون قد عرف المرض أن يقف على علاجه ولا يمكنه أن يعالجه على ما ينبغى من غير أن يكون قد عرف مدة إتيان البحران وصورة المرض وقد يتقدم هذين الجزأين ضرورة أجزاء أخر أحدها العلم بالأعضاء كلها وذلك يدرك بتشريح الموتى والثانى العلم بأفعالها والثالث العلم بمنافعها وهذان أيضا يدركان بالعلم بأمر اسطقسات البدن ثم بعلم أمر أصناف المزاج ثم بالعلم ثالثا بأمر القوى الطبيعية والقوى النفسانية مع تشريح الأحياء فإن استخراج الدلائل إلى هذه المبادئ يمكن أن يحل وهى التى قلت أنها متقدمة لا محالة للشفاء ولحفظ الصحة فقد بينت ذلك كله فى الكتب التى خصصتها لها وهاهنا جزء آخر للطب قرين للجزء المستخرج للدليل يتقدم الجزء الشافى وهو المعرفة بأسباب الصحة والمرض كلها وهذا العلم هو الذى يسميه بعض الناس الموادى وبه تعرف مواد الأسباب كلها ومواد الأسباب مصورة فى الأشياء التى ترد البدن والأشياء التى تفعل به والأشياء التى تستفرغ منه والأشياء التى تلقاه من خارج حتى تنظر فى قوة كل واحد من هذه الأشياء التى ذكرناها فتعرفها وقد بينت فى كتابى فى حيلة البرء ما الحاجة إلى هذه فى صناعة الطب
[chapter 8]
صفحہ 44