وزعم قوم أن أفلاطون قد كان يرى هذا الرأى، وأما من أمره، فظاهر أنه كان من أهال هذا المذهب فرقتان، الأفلاطونى وأهل الرواق. وهذا مبلغ الآراء التى كانت فى العناية غير رأى أرسطوطاليس باختصار، وهذا ملبغ اختلاف الرأيين بعضهما عن بعض. وكل واحد منهما يروم التصحيح الخاص به لا من شىء آخر أكتر من اقنضائه التكذيب للرأى الآخر وسبب الزلل والخطأ الموجود فى كل من الرأيين. وذلك أن القول بان الله، تعالى، يعتنى بالأشياء التى هاهنا متفقدا لها هو قول مصدق مقبول، من قبل أنه من الشنع القبيح أن ينسب ويضاف الشىء الذى هذا مبلغه فى الرتبة وحسن النظام الى الاتفاق وما هو من تلقاء نفسه والى الحركة القسرية التى للأجسام الغير متنفسة.
فان كان من الشنع القبيح من جميع الجهات أن يوضع سبب وجود العالم والرتبة الموجودة فيه الاتفاق وما من تلقاء نفسه، فلا شىء آخر يكون سببا لذلك الا الله، تبارك وتعالى. فانه ان لم يكن ذلك عن الاتفاق، فكون كل واحد من الأشياء | أيضا التى تكون فيه عن الروية والعقل ومن أجل شىء ما محدود منفرد، وهذا مجرى 〈العناية ... وأما ابطال〉 القوة بأن هذه الأشياء تكون عن الاتفاق هو سبب العناية، فذلك من أن المبطلين للعناية يضعون سبب هذه الأشياء هو الاتفاق.
صفحہ 9