لقد أنجم القاع الكبير عضاهه
وقربه حيا تميم ووائل
وأتبع هذا البيت ببيت زهير بن أبي سلمى، الذي تنسب إليه الفصاحة وتنمى:
مكلل بأصول النجم تنسجه
ريح الجنوب كضاح ما به حبك
وهكذا يؤخذ من الدر المنثور للسيوطي في التفسير بالمأثور، وورد في تفسير الإمام الفاضل، العلامة الدلجي ابن عادل، أن النجم هو نجم السماء المعلوم، وسجوده هو الأفول المفهوم، والشجر هو شجر الأرض المعهود، وسجوده هو إمكان اجتناء ثماره التي هي غاية المقصود.
والنجم في تفسير المصري الهمام، هو ما لا ساق له ولا قوام، والشجر المذكور في المساق، هو ما له ساق، وسجود الاثنين، هو عنده سجود ظلالهما بلا مين.
وقيل: النجم هو الذي لا ساق له من النبات. والشجر هو الذي له ساق، ولبعضه ثمر يقتات، وسجودهما هو الانقياد لله رب العالمين فيما يريدهما طبعا، كانقياد الساجد من المكلفين طوعا، أو أنهما يسجدان لمبدئهما ومبدعهما، سجود دلالة على إثبات صانعهما.
وحكى ابن كثير في تفسير هذه الآية، خلافا تتحقق بمضمونه الدراية، فقال: قال ابن جرير، العالم النحرير الشهير: اختلف المفسرون في قوله تعالى:
والنجم ، بعد اتفاقهم على أن المراد من الشجر ما قام على ساقه بلا وهم، فروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير، والسدي وسفيان الثوري لا غير؛ أن النجم عند هؤلاء الثقات: ما انبسط على وجه الأرض من النبات، وقال مجاهد والحسن، وقتادة عالم الزمن: النجم هو الذي في السماء الأنور، وهذا القول هو الأظهر، فالنجم في عالم السماء، والشجر في مقام النماء؛ يسجدان لله الواحد القهار، وكل شيء عنده بمقدار، قال الله - تعالى - في كتابه المكنون، المنزه عن الشك والالتباس:
نامعلوم صفحہ