لا يخسف النجم الضعيف وإنما
يسري الخسوف لرفعة الأقمار
فكانا تارة يمدان أيديهما للسؤال في الظلمات، وآونة يحتطبان في ضياء النهار من الأجمات، ومرة ينخرطان في سلك العملة، ويقتديان في نقل الجير والطين بالفعلة، وأخرى يخفران الحوانيت بالليل، ويحرسان في الغياض المواشي والخيل، وكلما ضجر أحدهما من الاغتراب، قال له أخوه بأعذب خطاب: يا ابن أمي، إن لسان الفرح يناجي، صبرا صبرا؛ فإن الفرج يفاجي. ويخفف عنه بلواه بقول القائل رحمه الله:
خفض عليك ولا تكن قلق الحشا
مما يكون وعله وعساه
فالدهر أقصر مدة مما ترى
وعساك تكفى شر ما تخشاه
وقد عكفا على مثل هذه الأعمال، مترقبين من دهرهما صلاح الأحوال، مدة سبعة أعوام، وستة أشهر وخمسة أيام، حتى تحصلا في خلال هذه المدة على مقدار لا يزيد على المسروق في العدة، فتداولا في العودة إلى الأوطان، التي حبها من الإيمان.
بلادي وإن جارت علي عزيزة
ولو أنني أعرى بها وأجوع
نامعلوم صفحہ