أصبح صوت الرجل أكثر نعومة وأسلوبه أكثر لطفا من أي أسلوب اعتاده والتر. وأخذ والتر يسأل نفسه إن كان هذا الرجل يستهزئ به بأي نحو، أو إن كان والد نيتي من نوعية الأشخاص الذين يسعون بسرعة إلى التعرف على الآخرين على أمل الاستحواذ على أموالهم لاستثمارها في أشياء عديمة الفائدة.
لا يبدو من مظهر والتر ولا أسلوب لبسه أنه يمكن أن يكون أحد الضحايا المحتملين لهذا الرجل. «لذلك، أنت لا تصف ما تراه، أليس كذلك؟ تصف فقط - حسب قولك - ما «يحدث»؟»
كان والتر على وشك أن يقول لا، لكنه قال نعم؛ إذ خطر بباله توا أنه إذا كتب في يومياته أن ريحا عاتية قد هبت، أفلا يكون هذا وصفا؟ ولسان حاله يقول: المرء لا يعرف كيف يميز مواقفه مع هذا النوع من الناس.
فسأله: «ألم تكتب عما قد سمعناه لتونا؟» «لا.» «ربما الأمر يستحق. ثمة أناس الآن يتنقلون بين كل أنحاء اسكتلندا ويدونون كل ما يقوله أولئك العجز من أهل الريف. إنهم يعتقدون أن الأغاني والقصص القديمة في طريقها للاختفاء وأنها تستحق التدوين. إنني لا أعرف الكثير عن هذا الأمر، فهو شأن لا يخصني. لكنني لن أندهش إن كان من يدونون كل هذا يجدون أن ما يفعلونه يستحق العناء؛ أقصد أن أقول إن هذا الأمر سيجلب لهم المال.»
وهنا تتحدث نيتي على غير المتوقع. «أوه، كفى يا أبتي! ها هو الرجل العجوز يبدأ كلامه من جديد .»
ليس هذا ما ينبغي بأي ابنة أن تقوله لأبيها من وجهة نظر والتر، لكن الرجل بدا مستعدا للضحك وهو ينظر إليها بإعجاب.
قال الرجل: «شيء واحد آخر أريد أن أسأل عنه، ماذا تعتقد فيما يخص الجن؟»
رد والتر: «أعتقد أن كل هذا هراء.»
وعادت نيتي تقول متبرمة: «لقد بدأ من جديد.»
في الواقع، كان صوت جيمس مسموعا في تلك الأثناء ليقاطع بإصرار وتوبيخ مستمعيه الذين ربما ظنوا أن هذا الوقت قد يكون هو الوقت المناسب للحديث بعضهم مع البعض. «... ومرة أخرى، لكن في أيام الصيف ذات النهار الطويل، وفوق التلال في نهاية النهار، ولكن قبل حلول الظلام الدامس ...»
نامعلوم صفحہ