منظر من صخرة قلعہ

شیما طاہا ریدی d. 1450 AH
145

منظر من صخرة قلعہ

المنظر من صخرة القلعة

اصناف

في ذلك اليوم أخذنا منعطفا. وبدلا من التوجه إلى باب منزل هنرياتا الخلفي، انعطفنا نحو كوخ على أراضيها بجوار منزلها. كان للسيدة التي فتحت لنا الباب كتلة منتفخة من الشعر الأبيض، وبشرة قرنفلية متوهجة، وبطن عريض ملفوف في مئزر من النوع الذي كان معظم السيدات يرتدينه آنذاك داخل المنزل. وقد طلب مني أن أدعوها بالخالة مابل. جلسنا في مطبخها، الذي كان شديد الحرارة، ومع ذلك لم نخلع معاطفنا؛ لأنها ستكون مجرد زيارة قصيرة. كانت جدتي قد أحضرت معها شيئا في طبق مغطى بفوطة مائدة وأعطته للخالة مابل؛ ربما كان بعضا من فطائر المافن الطازجة، أو بسكويت الشاي، أو صوص التفاح الساخن، ولم يكن إحضارنا له يعني أن الخالة مابل كانت تحتاج إلى صدقة خاصة؛ فحين كانت سيدة تخبز أو تطهو شيئا، غالبا ما كانت تأخذ معها جزءا منه حين تذهب إلى منزل جيرانها. وأغلب الظن أن الخالة مابل قد اعترضت على مثل هذا السخاء، كما جرت العادة، ثم قبلته وراحت تثني على نحو مبالغ فيه على رائحته الطيبة ومدى روعة مذاقه، أيا كان.

بعدها ربما انشغلت في محاولة تقديم شيء ما من صنعها، وأصرت على إعداد شيء ولو كوبا من الشاي، ويتراءى لي أنني أسمع جدتي ترفض وتقول إننا جئنا في زيارة قصيرة فقط. وربما تكون قد أسهبت في التوضيح بالإشارة إلى أننا كنا في طريقنا إلى منزل شاربلس. ربما لم تكن لتذكر الاسم، أو أننا كنا ذاهبين في زيارة محددة. ربما اكتفت فقط بقول إننا لن نستطيع المكوث أكثر من ذلك، وإن لدينا مجموعة من المهام التي علينا قضاؤها؛ فقد كانت دائما ما تخفي زيارتها لهنرياتا بأن تقول إن لديها مجموعة من المهام التي عليها قضاؤها، حتى لا يبدو أبدا أنها تزهو بهذه الصداقة؛ فهي لم تكن تهوى التفاخر مطلقا.

كان هناك ضجيج في سقيفة الحطب الملحقة بالكوخ، ثم دخل رجل متورد الوجنتين إما من البرد وإما من ممارسة الرياضة، وألقى التحية على جدتي وصافحني. كنت أكره طريقة الرجال المسنين في تحيتي سواء بوكزة في البطن أو بدغدغة أسفل الذراعين، ولكن هذه المصافحة بدت ودودة ولائقة.

كان ذلك هو كل ما لاحظته بشأنه، فيما عدا أنه كان طويل القامة ولم يكن ممتلئا عند البطن مثل الخالة مابل، وإن كان له شعر أبيض كثيف مثلها. كان اسمه العم ليو. كانت يده باردة، ربما من تكسير الحطب من أجل مدافئ هنرياتا، أو من وضع أكياس حول شجيراتها لحمايتها من الصقيع.

غير أنني لم أعلم بشأن قيامه بهذه المهام من أجل هنرياتا إلا فيما بعد. كان يقوم بأعمالها الشتوية الخارجية؛ من كسح للثلج، وتكسير للكتل الجليدية المتدلية، والحفاظ على مخزون الحطب، إلى جانب تقليم أسياج الشجيرات وجز الحشائش في الصيف. وفي مقابل ذلك كانت تؤجر الكوخ له وللخالة مابل بلا مقابل، وربما كان يتقاضى أجرا كذلك. وظل يقوم بهذه المهام لعامين إلى أن توفي جراء إصابته بالتهاب رئوي، أو سكتة قلبية، تلك الأشياء التي يتوقع أن تؤدي إلى الوفاة لدى الناس في هذه السن.

طلب مني أن أدعوه بالعم، مثلما طلب مني أن أدعو زوجته بالخالة، ولم أجادل في هذا أو أتساءل عن صلة قرابتهما بنا؛ فلم تكن تلك هي المرة الأولى التي أتقبل فيها عما أو خالة غامضين وهامشيين بالنسبة إلي.

ربما لم يكن العم ليو والخالة مابل يعيشان هنا من زمن طويل، بالنظر إلى نظام عمل العم ليو، قبل الزيارة التي قمنا بها أنا وجدتي لهما. فلم نكن قد انتبهنا من قبل لوجود الكوخ، أو لمن يعيشون به في زياراتنا السابقة لهنرياتا؛ ومن ثم بدا محتملا أن تكون جدتي قد اقترحت على هنرياتا هذا الإجراء، «توصية» كما يقول الناس. ولكن أهي توصية لأن العم ليو كان «وضعه المالي سيئا للغاية»؟

لست أدري. فلم أسأل أي شخص قط. وما لبثت الزيارة أن انتهت، حتى كنت أنا وجدتي نعبر ممر السيارات المفروش بالحصى ونطرق الباب الخلفي، وكانت هنرياتا تنادي عبر ثقب المفتاح قائلة: «ابتعد، أستطيع أن أراك، ماذا تبيع اليوم؟»، ثم فتحت الباب وضمتني بين ذراعيها الهزيلتين وصاحت قائلة: «أيتها الشقية الصغيرة! لماذا لم تقولي إنه أنت؟ من هذه السيدة الغجرية العجوز التي جئت بها معك؟» •••

لم تكن جدتي توافق على تدخين السيدات أو معاقرة أي شخص للكحوليات.

وكانت هنرياتا تدخن وتتناول الكحوليات.

نامعلوم صفحہ