6
البرجماتية عند بيرس ووليم جيمس:
علينا، قبل أن نوجه النقد إلى هذا المذهب، أن نعرض نظرية أنجلو أمريكية عظيمة الشبه به، وكان لها دوي كبير في أواخر القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين.
لقد صيغت كلمة «البرجماتية» المرة الأولى على يد «وليم جيمس» خلال عرضه لمذهب بيرس (
Ch. S. pierce ) في سنة 1898م، وهو المذهب الذي كان جيمس يؤمن بقضاياه الأساسية، وهو يعرف البرجماتية بناء على ما أسماه «مبدأ بيرس» وهاك ترجمته:
7
لنفحص موضوع إحدى أفكارنا، ولنتصور كل النتائج التي يمكن تخيلها، والتي ننسبها إلى هذا الشيء ، ويمكن أن تكون لها أهمية عملية ما: ففي رأيي أن فكرتنا عن الشيء لا تعدو أن تكون مجموع الأفكار الخاصة بجميع هذه النتائج. وبعبارة أخرى، ليس التصور العقلي لشيء إلا مجموع الاستعمالات التي نتنبأ بها له ونتوقعها منه.
فالإدراك الحسي لشيء، مثلا، هو تهيئة الحركات التي يؤثر بها المرء فيه، فيمسك به مثلا، أو ينقله، أو يكتفي باستطلاعه عن طريق اللمس أو الإبصار، والتذكر هو التهيؤ لإعادة تكوين الحركات التي تتلاءم والشيء المتذكر. والتخيل هو أن يسلك المرء أو يتكلم كما لو كان الشيء ماثلا أمامه.
وعلى مستوى أرفع من هذا، نجد أن المعرفة العلمية هي الاستعداد للانتفاع بالشيء علميا؛ فالقوانين العلمية هي إرشادات عملية عظيمة التركيز، أو هي إرشادات يمكن استغلالها عمليا، مثال ذلك أن قانون «ماريوت
Mariotte » يحدد مقدار الضغط الذي يجب أن نباشره لكي نجعل لكتلة من الغاز ذات حجم معين، تحت ضغط معين، حجما آخر.
نامعلوم صفحہ