منطق اشراقی سہروردی کے پاس
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
اصناف
ذهب السهروردي في كثير من كتاباته إلى نوع من العلم لا يأتي عن طريق التجريد الذهني، أو تمثل صورة الموضوع في الذهن، كما هو عليه الفلسفة الأرسطية، بل إنه يرى أن هذا علم لا يزيد شيئا على الذات العارفة؛ بل العلم عند السهروردي تكشف يتحد فيه الموضوع بالعارف؛ لأن الذات العارفة نفسها من نوع الموضوع، فهي نور وشعور بهذا النور، ثم إن موضوع المعرفة هو الأنوار العقلية.
فالمعرفة عند السهروردي لا تقوم على تجريد الصور كما يقرر المشاءون، بل تقوم على الحدس الذي يربط الذات العارفة بالجواهر النورانية ... فعندما يكون الموضوع معروضا للنظر، وترفع الحجب، يحصل للنفس إشراق حضوري على المبصر؛ فتراه النفس بحضوره عندها، وليس عن طريق صورة صادرة عن الموضوع، ومرتسمة في النفس؛ فالنفس عندما تضاء جوانبها بالإشراق تدرك الموضوع الحاضر، وهذه القدرة للنفس على استحضار الموضوع تختص بالنفس وحدها في حالة مفارقتها للبدن وتجردها عن علائقه ... ويتدرج هذا الإدراك حسب درجة النفس في التسلط على قوى الجسد، أو تسلط الجسد على قوى النفس؛ فمن أنوار مشرقة إلى ظلمات غاسقة، وليست هناك شروط خاصة للمعرفة المباشرة عند السهروردي إلا في خلاص النفس من البدن.
6
وبناء على هذه النظرية في المعرفة، وبناء على أن العالم الحسي وهم، والوجود الحقيقي هو وجود النفس والروح؛ ومن ثم يرى السهروردي أن الإدراك الحسي أقرب إلى إدراك المعقول منه إلى المحسوس؛ إذ إن موضوعاته ليست المحسوسات فحسب، بل أيضا الإشراقات، وهو أبسط وأول مراحل اتصال النفس بالعالم الخارجي.
7
أما الإدراك العقلي؛ فقد قبل السهروردي آراء المشائية فيما يختص بمشكلة العقل التي تقسم العقل إلى عقل هيولاني، وعقل ممكن، وعقل بالملكة، وعقل مستفاد، والروح القدس، إلا أن السهروردي يزيد على هذا الموقف اتجاهه الإشراقي؛ فموضوعات المعرفة ليست المحسوس الذي يجرد العقل منه الصورة المعقولة، بل الموضوع يستثير الذهن العارف فيحل للذهن إشراق حضوري هو فعل المعرفة، وعملية الإشراق تربط بين المحسوس ومثاله حسب نظرية المثل.
8
إذن السهروردي يرى، شأنه شأن كثير من المتصوفة، أن وراء طور الحس والعقل طورا آخر ينبغي اللجوء إليه، والاعتماد عليه، وهو الكشف أو الذوق.
من هذا المنطلق قام السهروردي بمحاولة جادة وصريحة لجذب أرسطو العقلي صاحب البحث والبرهان إلى ميدان الكشف والذوق، ومحاولة استنطاق أرسطو بالمبادئ الإشراقية، ثم الوقوف ضد ابن سينا كثيرا، مستخدما كل أنواع المذهب الإشراقي، سواء عند الفرس أو الصابئة وغيرهم.
9
نامعلوم صفحہ