15

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

هل تعلم أنه بهذا السِّفْر المبارك لا يُعَرِّج على الحور العين، بل تمرّ رُوحُه مجتازةً قصورَ الجنةِ وما فيها، صاعدةً إلى مَن ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده لأنه بذاته هو مراد المؤمن وغاية مطلبه ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾ (١)، فما بعده غاية تُطلب لذاتها ولا قبله أيضًا، وهذا يحصل والعارف حيٌّ في الدنيا حيث هو لُباب التعبد، وهو سفر الآخرة الذي يُقطع بالقلوب كما أن سفر الدنيا يُقطع بالأقدام - كما ذكر العلماء -. ثم قال ﵀: (ثم يُرقّيه الله سبحانه فيُشهده أنوار الإكرام بعد ما شهد أنوار الجلال، فيستغرق في نور من أنوار أشعة الجمال، وفي هذا المشهد يذوق المحبة الخاصة الملهبة للأرواح والقلوب، فيبقى القلب مأسورًا في يد حبيبه ووليه ممتحنًا بحبه. وإن شئت أن تفهم ذلك تقريبًا فانظر إليك وإلى غيرك وقد امْتُحِنْتَ بصورة بديعة الجمال ظاهرًا وباطنًا فملكَتْ عليك قلبك وفكرك وليلك ونهارك فيحصل لك نار من المحبة، فتضرم في أحشائك يَعِزُّ معها الاصطبار، و﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ (٢)؛ فيَالَهُ من قلب ممتحن مغمور مستغرق بما ظهر له من أشعة أنوار الجمال الأحدي، والناس مفتونون ممتحنون بما يفنى من المال والصور والرياسة، معذبون بذلك قبل حصوله وحال حصوله وبعد حصوله!.

(١) سورة النجم، الآية: ٤٢. (٢) سورة المائدة، من الآية: ٥٤؛ وسورة الحديد، من الآية ٢١؛ وسورة الجمعة، من الآية ٤.

1 / 16