اطلاعه عليها، وكان حافظا للمسائل والأحاديث، وممن يحفظ التلخيص أو قارب.
حدثني تلميذه الشيخ سيدي سليمان(2)، بل وجماعة غيره أنه في مجلس تدريس تبرق ثناياه ويلعج منها لاعج نور.
فتتة أخرى نواحي قسنطينة.
ووخرج مرة لنواحي البلدة بقصد حاجة عرضت لمن كلف عليه الخروج هو اصاحبه أبو محمد عبد اللطيف المسبح المذكور وجذي للام مزوار الشرقا إذ ذاك وقائد جيش البلد، فمسكهم الأعراب المتغلبة على البلد في بعض ما لهم تحت يدا السلطنة(6)، وبقوا مدة. فكان لا يأكل طعامهم، وأمرهم بإخلاء بيت صغير له للخلوة اه، فلازم العكوف فيه ، فكان الأعراب يقولون ما بال سيدي عبد الكريم مختليا انفسه؟ فيجيبهم صاحبه المذكور(2) ويقول لهم: هو مشغول بكم. فما خرجوا من عندهم إلا واستأصلهم العباسي (6) فلم يترك لهم حافرا ولا بيتأ ولا ماشية، وكانوا قولون: إنهم يجعلون طرفا من برنس أو كساء يدخلون تحته جماعة (2)، وكانوا يرون أنه من بركة دعائه عليهم فيتحدثون بها سلفا عن خلف.
ووكان - رضي اللله عنه - ممن أعلم بوفاته قبل موته، فكان في مرض موته يقول الهم : ليلة الجمعة الاحتضار، فيما أخبرتني به جدتي عنه، وأخبرني والدي أنه قال اله : يوم الثلاثاء/ أحضر الدواة (2) والقرطاس، لتكتب لي ما لي وما علي، وأخبره 21/ .
ابوفاته ليلة الجمعة، فأتاه بدواءة وقرطاس، ليكتب ما له وما عليه، وهو تراه بحال احة لا تجد مخايل موت عليه، وأوصى أن يهيأ له جامة من ماء الورد، ويقول لهم: إن للموت سكرات، فإذا رأيتم توارد الغشي رشوا علي من ذلك.
(1) كتاب التلخيص في البلاغة للخطيب القزويني المذكور قبله 2) هو سليمان القشي الذي سيأتي ذكره.
(3) يقصد بذلك أمير البلد او الباي للتدخل لدى الأعراب المذكورين بعده .
(4) هذه إشارة واضحة إلى أن جده (والعلماء عموما) كانوا يقومون بمهمات سياسية بإيعاز من السلطة (6) يعني عبد اللطيف المسبح 6) سيذكر المؤلف أن العبابسة قوم من المتلصصة والحرابة (7) في هامش الأصل أبدلت كلمة (جماعة) بكلمة عامة . والمؤلف يشير بالجملة إلى كرامة حدثت على يدا ده، وسيذكر له أخريات.
(4) في الأصل (الدوات).
نامعلوم صفحہ