اولقد وقع في فكري حين تفاوضت مع بعض المذاكرين في أهل الكرامات
الظاهرة عليهم وعلى غيرهم من أكابر الأولياء، أن مثل الفريقين كزق عسل مملوءا بعضهم يقع له رشم، وبعضهم حفظ زقه من الرشح، فما رشح هو ظهور الكرامة
على من ظهرت عليه. أترى من رشح من زقه، ولو قل الرشحان، يكون في ملئه مثل من كان زقه مملوءا لا رشح فيه . فافهم ذلك وتنبه لها ولنرجع إلى المطلوب فنقول: السادة المذكورون خدمتهم الجن عرضا لا اطلبا، ومن تكلمنا عليهم طالبون على استخدامهم، فأفعالهم كانت لأجل ذلك ونحو امن الأغراض، فكانت ولاية المبتدعة لهم، والله يتولى الصالحين ، ودليل ذلك تمدح اهذا الغريق لهم وإظهار الانفعالات للعامة والجهال في معرض الغضب على من 2/ غضبوا عليه والانتصار لأنفسهم بذلك وإخافة الخلق بذلك، فكان فعلهم دليلا / على اشانهم، ومن تولاه الله بولايته لا يلتفت إلى الأكوان ولا تأثيرها، ويرى المكون(1) لا الكون.
اعن إيراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض: اولقد قال إبراهيم بن أدهم(2) - رضي الله عنه - لرجل في الطواف : اعلم أنك لاا انال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقاب. أولها: تغلق باب النعمة وتفنح باب الشدة، والثاني : تغلق باب العز وتفتح باب الذل، والثالث: تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهل، والرابع : تغلق باب النوم وتفتح باب السهر، والخامس : تغلق باب
الغنى وتفتح باب الفقر، والسادس : تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت.
. ووكان إبراهيم بن أدهم - رضي الله عنه - يحفظ كرما فمر به جندي فقال : أعطانا امن هذا العنب، فقال: ما آمر به صاحبه، فأخذ يضربه بسوطه فطأطأ رأسه وقال: أضرب رأسا طال ما عصى الله تعالى، فأعجز الرجل ومضى . أترى إبراهيم في فعل ه المذكور جاريا على الجادة والطريق المستقيم أم القوم المذكورين الذين إذا تعرض (1) المكون: بكسر الواو مع الشدة.
) إبراهيم بن آدهم بن منصور التميمي المتوفى سنة 101، وهو من مشاهير الزهاد . كان أبوه غنيا، ومن ذلك الم يبال بالمال وتفرغ للجهاد والعبادة. الأعلام ! /24.
6
نامعلوم صفحہ