الطابع الثانى: أن هناك تأثرا واضحا، في المسائل الطبيعية التى تعرضوا لها بالفكر والفلسفة اليونانية، التي نعلم أنها نفذت للعالم الإسلامى، عن طريق حركة الترجمة الشهيرة في العصر العباسى.
اختلاف أهل الأصول:
في بداية حديث الشهرستاني، عن أهل الأصول واختلافهم في:
التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والسمع والعقل يفرق بين معنى «الأصول» و«الفروع».
معنى الأصول والفروع: يقول الشهرستاني «1»، قال بعض المتكلمين:
«الأصول» معرفة الباري تعالى بوحدانيته وصفاته، ومعرفة الرسل بآياتهم وبيناتهم. وبالجملة، كل مسألة يتعين الحق فيها بين المتخاصمين، فهي من الأصول. ومن المعروف أن «الدين»، إذا كان منقسما إلى معرفة وطاعة، والمعرفة أصل، والطاعة فرع، فمن تكلم في المعرفة والتوحيد كان أصوليا، ومن تكلم في الطاعة والشريعة كان فروعيا.
والفروع: هو موضوع علم الفقه.
وقال بعض العقلاء: كل ما هو معقول، ويتوصل إليه بالنظر والاستدلال.
فهو من «الأصول».
وكل ما هو مظنون، ويتوصل إليه بالقياس والاجتهاد، فهو من «الفروع».
معنى التوحيد: وأما «التوحيد»، فقد قال «أهل السنة» وجميع «الصفاتية»: «إن الله تعالى واحد في ذاته، لا قسيم له، وواحد في صفاته الأزلية لا نظير له، وواحد في أفعاله لا شريك له».
وقال أهل «العدل» «2»: إن الله تعالى واحد في ذاته، لا قسمة ولا صفة له.
وواحد في أفعاله، لا شريك له. فلا قديم غير ذاته، ولا قسيم له في أفعاله، ومحال وجود قديمين، ومقدور بين قادرين، وذلك هو التوحيد.
صفحہ 147