304

Manifestations of Polytheism

رسالة الشرك ومظاهره

ایڈیٹر

أبي عبد الرحمن محمود

ناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٢هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠١م

اصناف

شفاعة المخلوق إلى الخالق في الدنيا:
وأما شفاعة المخلوق إلى الخالق؛ فإما في الدنيا، وإما في الأخرى:
فالشفاعة إلى الله في الدنيا تكون بالدعاء للمشفوع له؛ كما تقدم في حديث الأعمى، أنه سأل الدعاء من النبي ﷺ، وأنه لما دعا لنفسه، قال: اللهم! فشفعه فيَّ. فطلبُها من الحي الحاضر جائز؛ كما تقدم في القسم الثاني من أقسام الدعاء والنوع الرابع من أنواع التوسل.
وسواء دعا الشفيع للمشفوع له بأمر دنيوي أم بنفع أخروي، كان المشفوع له حيًّا أم ميتًا؛ لما في مسلم؛ أنه ﷺ قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ» (١٤٥)، ولما في " الأدب المفرد " للبخاري من دعائه ﷺ لأنس ﵁ بقوله: «اللَّهُمَّ! أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ حَيَاتَهُ، وَاغْفِرْ لَهُ». قال أنس: فدعا لي بثلاث، فدفنت مئة وثلاثة، وإن ثمرتي لتطعم في السنة مرتين، وطالت حياتي حتى استحييت من الناس، وأرجو المغفرة (١٤٦).

(١٤٥) أخرجه مسلم (٢/ ٦٥٥/ ٩٤٨) عن عبد الله بن عباس ﵄.
(١٤٦) صحيح: أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (٦٥٣) عن أنس؛ قال: كان النبيّ ﷺ يدخل علينا - أهل البيت-؛ فدخل يومًا فدعا لنا، فقالت أمّ سليم: خويدمك ألا تدعو له؟ قال: " اللهم ... " فذكره.
وسنده يحتمل التحسين: سنان- وهو ابن سعد الكندي المصري- " صدوق له أفراد "، وسعيد بن زيد- أخو حماد- " صدوقٌ له أوهام ".
لكن للحديث طرق أخرى بنحوه عن أنس في " الصحيحين " وغيرهما، يتقوى بها ويثبت إن شاء الله تعالى.

1 / 321