298

Manifestations of Polytheism

رسالة الشرك ومظاهره

ایڈیٹر

أبي عبد الرحمن محمود

ناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٢هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠١م

اصناف

أن لأحد حقًّا على الله في جلب النفع ودفع الضر، وأن الصالحين مع الله تعالى كالوزراء مع الملوك؛ يحملونهم على فعل ما لم يكونوا مريدين لفعله، ومن اعتقد هذا، فقد وقع في صريح الشرك، وجعل إرادة الله حادثة تتأثر بإرادة غيره، وعلمه حادثًا يتغير لعلم المخلوق.
التفرقة بين الجاهل والعالم في مقام الاحتياط:
وقد عهدت التفرقة بين العالم والجاهل في الأحكام التي يدخلها الاحتياط، فترى الفقهاء يكرهون للجاهل دون العالم الاقتصار على غسلة واحدة فيما يطلب تثليثه، خشية أن تبقى به لمعة، قال ناظمهم:
وَكَرِهُوا وَاحِدَةَ فِي الْغُسْلِ ... إِلَّا لِعَالِمٍ كَذَا فِي النَّقْلِ
وسند هذه التفرقة ما رواه مسلم وأبو داود والنسائي؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَمِعَ خَطِيبًا يَقُولُ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا؛ فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ لَهُ ﷺ: «بِئْسَ خَطِيبُ الْقَوْمِ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» (١٤٠).
فأنكر ﷺ على الخطيب الجمع بين الله ورسوله في ضمير واحد، وثبت عنه ﷺ الجمع بينهما في عدة أحاديث؛ منها: ما أخرجه أبو داود من قوله ﷺ: «مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؛ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا؛ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ» (١٤١)،

(١٤٠) أخرجه مسلم (٢/ ٥٩٤/ ٨٧٠)، وأبو داود (١/ ١٧٢)، والنسائي (٦/ ٩٥٠) من حديث عدي بن حاتم ﵁.
(١٤١) ضعيف: أخرجه أبو داود (١/ ١٧٢) من طريق أبي عياض عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ: "كان إذا تشهد قال: الحمد لله نستعينه، و... " فذكره وزاد: " ولا يضر الله شيئًا ".
وإسناده ضعيف لجهالة أبي عياض- وهو المدني- كما في " الميزان " (٤/ ٥٦٠)، و" التقريب " (٢/ ٤٥٨)، وقال المنذري في " مختصر السنن " (٣/ ٥٥): " في إسناده عمران بن =

1 / 315