============================================================
فسبحان الحليم الذي لا يعجل بالعقوبة، انظر بعقلك إلى ما أنزل الله تعالى في محكم الكتاب وهو قوله تعالى: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يتل عليكم من خير من ربكم) (1).
اخبر تعالى أن هذه الطوائف صفتهم أهم لا يحبون للمسلمين خيرا وخبر الله تعالى حق.
فهل بعد هذا الإنذار عناية؟1 فلو أخبرك رجل صالح ممن تعتقده: أن فلاثا لا يريد لك خيرا، أبعدته عنك وحذرت منه، ولم تطلعه على سرك، ولم تستشره في آمورك، وكثير من جهال المسلمين يعتقدون أن النصارى أعلم من المسلمين بكمباشرة الخدم ويغفلون عن هذه الآية.
فلو كان الأمر على مايظنون لامتنعت ولايتهم هذه الآية ، فإهم يفشون ولا ينصحون، لأهم لا يريدون خيرا، ولا يقوم نفعهم بضررهم فهم كما قال الله تعالى في الخمر والميسر: {وإنمهما أكبر من نفعهما) (2).
وكما قال تعالى: يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى و لبئس العشير)(3).
والمسلمون أخبر وأذكى وأعلم وأهدى، لأن الله تعالى يقول: ولله ولي المؤمنين) (4) {الله ولي الذين آمنوا) (5) قيل: ناصرهم، وقيل: محبهم.
وقيل: متولي أمرهم لا يكلهم إلى غيره.
(1) سورة البقرة (الآية: 105) .
(2) سورة البقرة (الآية: 219) .
(3) سورة الحج (الآية: 13).
(4) سورة آل عمران (الآية: 68) .
(5) سورة البقرة (الآية: 257) .
صفحہ 29