228

منہاج منیر

المنهج المنير تمام الروض النضير

اصناف

وفي (فتح الباري): وقد استشكل ذلك قديما ابن العربي بعد أن ذكر الروايتين في أحدهما، فنزلت: {يستفتونك..} [النساء:176] وفي الأخرى آية المواريث، هذا تعارض لم يتفق بيانه إلى الآن، ثم أشار إلى ترجيح آية المواريث، وتوهيم يستفتونك، والذي يظهر أن يقال: إن كلا من الآيتين لما كان فيها ذكر الكلالة نزلت في ذلك، لكن الأولى لما كانت الكلالة فيها خاصة بميراث الأخوة من الأم، كما كان أبي يقرأ: وله أخ أو أخت من أم، وكذا قرأ سعد بن أبي وقاص، أخرجه البيهقي بسند صحيح، استفتوا عن ميراث غيرهم من الأخوة فنزلت الأخيرة، فيصح أن كلا من الآيتين نزلت في قصة جابر، لكن المعلق به من الآية الأخرى إلى ما يتعلق بالكلالة انتهى .

وأما سبب نزول: {يوصيكم الله ..} [النساء:11] فقد تقدم الكلام على ذلك.

ويشهد لقوله: ((والأخوات من الأب مع الأخوات من الأب والأم)) بمنزلة بنات الابن مع ابنة الصلب، وهكذا حكم الأخت إليه مع الأخوات لأبوين بمنزلة بنت الابن مع البنات.. إلى آخره، ما أخرجه الدرامي، قال: ((أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله أنه كان يقول في أخوات لأب وأم وأخوة وأخوات لأب، قال: للأخوات للأب والأم الثلثان، وما بقي فللذكر دون الإناث، فقدم مسروق المدينة فسمع قول زيد فيها فأعجبه، فقال له بعض أصحابه: أتترك قول عبد الله، فقال: إني أتيت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم، قال أحمد: فقلت لابن شهاب: وكيف قال زيد فيها ؟ قال: شرك بينهم)) .

صفحہ 272