قال الإمام يحيى بن حمزة: وهو تعالى حكيم لا يوصي عباده إلا بما هو بالغ في مصالحهم كل الغاية والنفع واللطف في الدين أعظم موقع، ولعظم موقعه في الشرع وعلو شأنه تولى الله بيان نصيب كل وارث بنفسه في غير آية، ولم يفرض تقديره إلى ملك مقرب، ولا إلى نبي مرسل، بخلاف سائر الأحكام كالصلاة والزكاة والحج، والنصوص فيها مجملة بينتها السنة. انتهى.
وجاء الحث من المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في تعلمه وتعليمه، فمن ذلك ما رواه في (الجامع الكافي) بلفظ: حدثنا محمد، قال: ثنا جعفر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة، عن عوف بن أبي جميل، عن رجل حدثه، عن سليمان بن جابر، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تعلموا الفرائض وعلموها الناس ، فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض، وتظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما)) انتهى.
وأخرجه الترمذي، عن حسين بن حريش، عن أبي أسامة يعني حماد عن عوف، عن رجل، عن سليمان بهذا الإسناد.
وذكره في (الطبقات) في ترجمة سليمان بن جابر بهذا الإسناد، قال: ((اتفقا عليه من رواية حماد)).
قال في (تهذيب الكمال): رواه الترمذي والنسائي حديثا واحدا، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في رواية ابنه عبد الله بلفظه.. إلى قوله: ((مقبوض)) وتمامه: ((والعلم مرفوع ، ويوشك أن يختلف اثنان في الفريضة والمسألة فلا يجدان أحدا يخبرهما)) أخرجه الحاكم، والنسائي، وأحمد، والدارمي، والدارقطني، والبيهقي، كلهم من رواية عوف، ذكره في (التلخيص).
صفحہ 181