[33] وأيضا فإنه ليس شيء من الصور التي تصل إلى سطح الجليدية من صورالمبصرات يترتب في سطح الجليدية على ما هي عليه، ولا شيء من صور أجزاء المبصر الواحد، <إلا> التي تصل إليها على استقامة الأعمدة التي تقوم على سطح البصر فقط. فأما الصور المنعطفة عند سطح البصر فإن أوضاعها تحصل في سطح الجليدية منعكسة، وتحصل صورة النقطة الواحدة مع ذلك في قطعة من سطح الجليدية، لا في نقطة واحدة. وذلك أن النقطة المتيامنة عن البصر إذا امتدت صورتها إلى نقطة من سطح البصر، وكان الخط الذي امتدت عليه الصورة مائلا على سطح البصر، فإن صورتها تنعطف إلى الجهة المتياسرة عن العمود الذي يمتد من مركز البصر إلى تلك النقطة من سطحه. وتنتهي الصورة التي تنعطف من طرف العمود على هذه الصفة إلى نقطة متياسرة عن النقطة من سطح الجليدية التي يقطعه عليها ذلك العمود. وتكون صورة النقطة المتياسرة عن البصر التي تمتد إلى تلك النقطة بعينها من سطح البصر، وتكون مائلة عليه، تنعطف إلى نقطة متيامنة عن العمود وعن النقطة من سطح الجليدية التي على ذلك العمود الذي يخرج من موضع الانعطاف ولا تبلع إلى العمود ولا تتجاوزه، لأن هذه هي خاصة الصور المنعطفة.
[34] وكذلك صورتا النقطتين اللتين في جهة واحدة عن البصر اللتان تخرجان إلى نقطة واحدة من سطح البصر، وتكونان مائلتين عليه في جهة واحدة، تحصلان في سطح الجليدية منعكستين، لأن الخطين اللذين عليهما تمتد صورتا النقطتين يتقاطعان عند النقطة من سطح البصر التي عليها تلتقي الصورتان ويلقيان العمود الذي يخرج إلى تلك النقطة من سطح البصر على تلك النقطة. فإذا كان هذا الخطان على سطح البصر في جهة واحدة جميعا عن العمود الذي يخرج من مركز البصر إلى تلك النقطة انعطفت صورتا النقطتين إلى الجهة المقابلة لتلك الجهة. وأيضا فلأن الخطين اللذين تمتد عليهما الصورتان إلى النقطة الواحدة من سطح البصر يتقاطعان على تلك النقطة فإنهما إذا امتدا على استقامتهما بعد التقاطع فإن وضعهما ينعكس بالقياس إلى البصر وإلى العمود، فيصير الخط الذي كان متيامنا قبل وصوله إلى سطح البصر من ذينك الخطين متياسرا بعد تجاوزه لسطح البصر، والمتياسر منهما متيامنا.
صفحہ 149