455

کتاب المناظر

كتاب المناظر

اصناف

[251] فإذا أدرك البصر المبصرين اللذين بهذه الصفة وأدرك بعديهما وأدرك اختلاف بيانهما فإنه يغلب اختلاف البيان الذي يدركه بمجرد الحس على ما يدركه بالقياس لأنه أظهر والحس به أوثق. وإذا كانت القوة المميزة تدرك أن ما يدركه البصر الضعيف هو إدراك غيرصحيح كانت مما هو أظهر عند ذلك البصر وأقرب إلى الحس فاولا في الحس أشد ثقة منها( 4)ما هو أبعد في الحس وما ليس يدرك إلا بعد تأمل وقياس. فالبصر الضعيف يدرك البصر النقي البياض كأنه أقرب من المبصر المظلم اللون إذا كانا متساويي البعد ولم يتحقق مقدار بعديهما، لأنه يدركه أبين ولأنه يغلب ما كان أظهر في الحس. وإذا أدرك البصر المبصرين المتساويي البعد مختلفي البعد فهو غالط في بعد كل واحد منهما أو في بعد أحدهما.

[252] وقد يعرض هذا الغلط بعينه للبصر الصحيح أيضا إذا كان المبصران اللذان بهذه الصفة على بعد متفاوت ولم يتيقن البصر مقدار بعديهما. وذلك لأنه إذا لم يتيقن البصر مقدار بعدي المبصرين اللذين بهذه الصفة ظن بالأبيض أنه أقرب من أجل أنه أبين.

[253] وقد يعرض هذا الغلط للبصر الصحيح أيضا من البعد المعتدل إذا لم يلحظ البعد ولم يتيقن مقدار البعد ولمح المبصرين اللذين بذه الصفة لمحة يسيرة والتفت عنهما في الحال، إذا أدركهما في الليل أو في موضع مغدر. فيكون الغلط في بعدي المبصرين اللذين بهذه الصفة غلطا في القياس لأن البعد واختلاف الأبعاد ليس تدرك إلا بالقياس. ويكون العلة في هذا الغلط للبصر الصحيح هو تفاوت البعد أو ضعف الضوء أو قصر الزمان. ويكون علة هذا الغلط في البصر الضعيف، إذا لم يكن بعد المبصرين بعدا متفاوتا، وكانت المعاني الباقية التي في ذينك المبصرين التي بها يتم إدراك المبصرات على ما هي عليه في عرض الاعتدال، هو ضعف البصر.

.ب.

صفحہ 518