[237] وقد يعرض الغلط في الخشونة وفي الملاسة أيضا من أجل قصر الزمان. وذلك لأن البصر إذا لمح مبصرا من المبصرات لمحة يسيرة ثم التفت عنه في الحال، وكان في ذلك المبصر خشونة يسيرة، فإن البصر لا يدرك الخشونة اليسيرة التي تكون في سطح ذلك المبصر، لأن الخشونة اليسيرة لي يدركها البصر إلا بالتأمل المستقصي، والأمل المستقصي ليس يكون إلا في زمان مقتدر. وإذا لمح البصر المبصر لمحة يسيرة في زمان يسير المقدار فليس يدرك الخشونة التي تكون فيه. وإذا لم يدرك الخشونة التي في سطح المبصر فهو يدركه أملس، لأنه يدركه كا يدرك السطوح الملس فلا يفرق بينه وبين السطوح الملس. وكذلك إذا كان المبصر أملس ولمحه البصر لمحة خفيفة فإنه لا يتحقق ملاسته. فإن كان ذلك المبصر من المبصرات التي يحتمل أن يكون فيها خشونة ويكون أكثرها خشنة السطوح فإن البصر ربما ظن بذلك المبصر أنه خشن السطح إذا لم يتحقق ملاسته.
[238] وذا ظن البصر بالخشن أنه أملس وبالأملس أنه خشن فهو غالط في الخشونة وفي الملاسة. ويكون غلطه غلطا في القياس لأن الخشوة والملاسة تدرك بالقياس. ويكون علة غلطه هو خروج الزمان الذي يدرك فيه البصر المبصر عن عرض الاعتدال، لأن البصر إذا أدرك ذلك المبصر وتأمله تأملا صحيحا في زمان مقتدر فإنه يدرك خشونته إن كان خشنا ويدرك ملاسته إن كان أملس، إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك المبصر في عرض الاعتدال.
.يب. .يج.
صفحہ 513