403

کتاب المناظر

كتاب المناظر

اصناف

[110] وقد يعرض الغلط في العظم أيضا من أجل خروج الضوء الذي في المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن البصر إذا نظر في سواد الليل إلى شخص قائم كنخلة أو شجرة أو حائط، وكان من وراء ذلك الشخص جبل أو جدار، وكان الشخص أقرب إلى البصر من الجبل أو الجدار، وكان بين الشخص وبين الجبل أو الجدار بعد مقتدر، فإن البصر يدرك ذلك الشخص في سواد الليل كأنه في ضمن ذلك الجبل أو الجدار أو مماس له. وذلك لأن البصر لا يدرك البعد الذي بين الشخص والجبل أو الجدار الذي وراءه في سواد الليل. وإذا كان الشخص أقرب إلى البصر من الجبل أو الجدار فإن البصر يدرك رأس ذلك الشخص مسامتا لموضع من أعلى الجبل أو الجدار إما ذروته أو موضع من أعلاه، ويكون الموضع الذي يدركه البصر من الجبل أو الجدار مع رأس ذلك الشخص أرفع من طول الشخص وربما كان أضعافا كثرة لمقدار طول الشخص بحسب البعد الذي بين الشخص وبين الجدار أو الجبل. وإذا أدرك البصر طرف الشخص مع ذروة الجبل أو الجدار أو مع موضع منه أي موضع كان، وكان مع ذلك يظن بالشخص أنه مجاور للجبل أو الجدار أو ملتصق به، فإنه يظن أن طول الشخص مساو لارتفاع الموضع من الجبل أو الجدار الذي يرى طرف الشخص مسامتا له، وربما أدرك رأس الشخص أرفع من ذروة الجبل أو الجدار فيظنه أطول منه.

[111] وإذا ظن البصر أن طول الشخص مساولارتفاع الجبل أو الجدار الذي يراه من ورائه الذي بينه وبينه مسافة مقتدرة فهو غالط في مقدار طول الشخص أو في مقدار ارتفاع الجبل أو الجدار، ويكون هذا الغلط غلطا في القياس لأن العظم يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج الضوء الذي في الشخص وفي الجبل و الجدار الذي وراءه عن عرض الاعتدال بالفراط في النقصان، لأن الشخص الذي بهذه الصفة إذا أدركه البصر في ضوء النهار فإنه يدرك ارتفاعه على ما هو عليه، ويدرك ارتفاع الجبل أو الجدار على ما هو عليه، ويدرك البعد الذي بينهما على ما هو عليه، إذا كانت المعاني الباقية التي في هذه المبصرات في عرض الاعتدال.

.ه. .ز.

صفحہ 466