387

کتاب المناظر

كتاب المناظر

اصناف

[73] والوضع المعتدل الذي منه يدرك البصر تساوي الأشخاص القائمة على وجه الأرض واختلافها إذا كانت على سمت واحد وكان البصر على سمتها، معو أن يكون البصر على الخط المستقيم الذي خرج من طرف الشخص الأول موازيا لسطح الأرض التي الأشخاص قائمة عليه. وإذا كان مسطحا فإن البصر، إذا كان على الخط الموازي لسطح الأرض الذي يمر بطرف الشخص الأول، فإنه يدرك الأشخاص الباقية التي وراءه مساوية له إذا كانت متساوية، ويكون إدراكه لتساويها إدراكا صحيحا، وإذا كانت مختلفة أدرك زيادة أحدها على الأخر وأدرك اختلاف مقاديرها، ويكون إدراكه لاختلاف مقاديرها إدراكا صحيحا. وذلك أن البصر إذا كان على الخط الموازي لسطح الأرض الذي يمر بطرف الشخص الأول، كان ذلك الخط خط الشعاع الذي يخرج من البصر إلى طرف الشخص الأول، ويكون هو بعينه يمتد إلى أطراف الأشخاص الباقية التي وراءه إذا كانت متساوية. وإذا امتد الخط الواحد من خطوط الشعاع إلى طراف جميع الأشخاص المتتالية القائمة على وجه الأرض على سمت واحد أدرك البصرتلك الأشخاص متساوية الارتفاع، وإذا أدركها متساوية الارتفاع أدركها متساوية المقادير، ويكون إدراكها لتساويها إدراكا صحيحا. واذا كانت تلك الاشخاص مختلفة المقادير كانت خطوط الشعاع التي خرج إلى أطرافها مختلفة الوضع، وكان بعضها أرفع من بعض، وكان الشخص الأول يستر من كل واحد منها مقدارا مساويا له. وإذا كانت خطوط الشعاع التي تخرج إلى أطراف تلك الأشخاص مختلفة الوضع أدرك البصر تلك الأشخاص مختلفة الارتفاع وأدرك مقاديرها مختلفة. وإذا كان الشخص الأول يستر بعض كل واحد من تلك الأشخاص التي وراءه أدرك البصر زياة كل واحد من تلك الشخاص على الشخص الأول بحسب ما يظهر من زيادة مقداره على مقدار الشخص الأول، ويكون إدراكه لاختلاف مقادير الشخاص التي بهذه الصفة ولمقادير اختلافها إدراكا صحيحا.

[74] فغلط البصر في اختلاف مقادير الأشخاص المتساوية المتتالية القائمة على وجه الأرض، إذا كانت على سمت واحد وكان البصر رفع منها، هو خروج وضعها عن عرض الاعتدال، لان الاعتدال لوضع الأشخاص التي بهذه الصفة بالقياس إلى البصر الناظر إليها، الذي منه يدرك تساويها من قياس بعضها ببعض إدراكا صحيحا، هو أن يكون البصر على الخط المستقيم الموازي لسطح الأرض الذي يمر بطرف الشخص الأول.

.ه.

[75] وقد يعرض الغلط في التفرق أيضا من أجل خروج وضع البصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن البصر إذا كان ينظر إلى ألواح أو أخشاب أو أبواب،وكانت سطوح تلك الألواح أو الأخشاب أو الأبواب مائلة على خطوط الشعاع ميلا متفاوتا، وكان في تلك الالواح او في تلك الأخشاب أو في تلك الأبواب خطوط سود أو مظلمة اللون، فإن البصر ربما ظن بتلك الخطوط أنها شقوق في تلك الأجسام، إذا لم يكن قد تقدم علم الناظر بأنها خطوط، وإن كان بعدها عن البصر من الأبعاد المعتدلة التي يدرك البصر منها حقيقتها إذا كانت على غيرذلك الوضع، إذا لم تكن شديدة القرب من البصر. وذلك لأن سطح المبصر إذا كان مائلا على خطوط الشعاع ميلا متفاوتا فإن التخاطيط والمعاني التي تكون في ذلك السطح ليس تكون بينة للبصر بيانا صحيحا. وإذا كانت سطوح الالواح والأخشاب والأبواب وما جرى مجراها مائلة على خطوط الشعاع ميلا متفاوتا فليس يكون إدراك البصر للمعاني التي في سطوحها والتخاطيط التي فيها إدراكا صحيحا. وإذا لم يدرك البصر المعاني التي في سطوح تلك الأجسام إدراكا محققا فليس يفرق بين الخطوط التي تكون فيها وبين الشقوق والتفرق، إذا كانت تلك الخطوط سودا أو مظلمة الألوان ولم يكن قد تقدم علم الناظر بتلك الخطوط.

صفحہ 450