346

کتاب المناظر

كتاب المناظر

اصناف

[23] وأيضا فإن البصر إذا أدرك الخيال الذي يظهر من خلف الإزار، وكان ذلك الخيال أشخاصا يحركها المخيل فتظهر أظلالها على الجدار الذي من وراء الإزار وعلى الإزار نفسه، فإن البصر يدرك تلك الأظلال من وراء الإزار ويظنها أجساما وحيوانات تتحرك إذا لم يتقدم علم الناظر بأنها أظلال ولم يدرك الأشخاص التي يحركها المخيل في تلك الحال التي تلك الأظلال أظلالها.

[24] وإذا أدرك البصر الأظلال وظنها حيوانات وأشخاصا فهو غالط في مائبات تلك الحيوانات وتلك الأشخاص، والغلط في مائية المبصر هو غلط في المعرفة، وعلة هذا الغلط هو خروج شفيف الهواء المتوسط بين البصر وبين تلك المبصرات عن عرض الاعتدال. لأنه لو رفع الإزار الذي يقطع الهواء المتوسط بين البصر وبين تلك الأظلال لأدرك البصر نلك الأظلال أظلالا ولم يظنها أشخاصا ولا حيوانات ولم يعرض له الغلط في مائياتها إذا كانت المعاني الباقية التي بها يتم إدراك المبصرات على ما هي عليه في عرض الاعتدال. فعلى هذه الصفة وأمثالها يعرض للبصر الغلط في المعرفة من أجل خروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال.

صفحہ 408