کتاب المناظر

ابن الهيثم d. 430 AH
175

کتاب المناظر

كتاب المناظر

اصناف

[48] وأيضا فإن الضوء الذي يرد من المبصر المتلون إلى البصر ليس يرد منفردا من اللون، وصورة اللون التي ترد من المبصر المتلون إلى البصر ليس ترد منفردة من الضوء. وليس ترد صورة الضوء وصورة اللون اللذين في المبصر المتلون إلاممتزجتين، وليس يدركهما الحاس الأخير إلا ممتزجتين. ومع ذلك فإن الحاس يدرك أن المبصر مضيء وأن الضوء الذي يظهر في المبصر هو غير اللون وأنهما معنيان. وهذا الإدراك هو تمييز، والتمييز هو للقوة المميزة لا للقوة الحساسة، إلا أن هذا المعنى مع إدراك القوة المميزة له قد استقر في النفس وليس يحتاج إلى استئناف تمييز وقياس عند ورود كل صورة، بل كل صورة ممتزجة من الضوء واللون فهو مستقر في النفس أن الضوء الذي فيها هو غير اللون الذي فيها. وإدراك القوة المميزة لأن الضوء العرضي الذي في المبصر المتلون غير اللون الذي فيه هومن أن المبصر الواحد بعينه قد تختلف عليه الأضواء ويزيد الضوء الذي فيه وينقص ولونه مع ذلك لون واحد، وإن كان يختلف إشراق اللون باختلاف الأضواء عليه فجنس اللون ليس يختلف. وأيضا فإن الضوء العرضي الذي يحصل في المبصر ربما وصل إليه من منفذ أو من باب وإذا سد ذلك المنفذ أو أغلق ذلك الباب أظلم ذلك المبصر ولم يبق فيه شىء من الضوء. فمن إدراك القوة المميزة لاختلاف الأضواء على المبصرات ومن إدراكها لإضاءة المبصر في الأوقات وعدم الضوء منه في بعض الأوقات أدركت أن الألوان التي في المبصرات غير الأضواء التي تعرض فيها. ثم من تكرر هذا المعنى من المبصرات استقر في النفس استقرارا كليا أن الألوان التي في المبصرات المتلونة غير الأضواء التي فيها. فالصورة التي يدركها الحاس من المبصر المتلون هي صورة ممتزجة من صورة الضوء وصورة اللون اللذين في المبصر، فهو ضوء متلون، والقوة المميزة تدرك أن اللون الذي فيها هو غير الضوء الذي فيها، وهذا الإدراك هو إدراك بالمعرفة في حال ورود الصورة على الحاس لأنه قد استقر في النفس أن كل صورة ممتزجة من الضوء واللون فإن الضوء الذي فيها هو غير اللون الذي فيها.

صفحہ 234