[2] وقد تبين أيضا أن الخط المستقيم الذي يمر بجميع مراكز طبقات البصر يمتد في وسط تجويف العصبة وينتهي على استقامة إلى وسط موضع الانحناء من تجويف العصبة التي العين مركبة عليها، ويمر بمركز الثقب الذي في مقدم العنبية. وتبين أيضا أن هذا الخط ليس يتغير وضعه عند جملة البصر ولا عند سطوح طبقات البصر ولا عند أجزاء البصر. فالخط المستقيم الذي يمر بجميع مراكز طبقات البصر يكون أبدا ممتدا على استقامة إلى موضع الأنحناء من تجويف العصبة التي العين مركبة عليها على تصاريف أحوال البصر في حال حركته وفي حال سكونه. ولأن هذا الخط يمر بمركز البصر وبمركز الثقب الذي في مقدم العنبية فهو يمتد في وسط المخروط الذي رأسه مركز البصر ويحيط به محيط الثقب الذي في مقدم العنبية الذي فيه ترد الصور إلى البصر. فلنسم هذا الخط سهم المخروط.
[3] وقد تبين أيضا في المقالة الأولى أن المخروط الذي يتشكل بين المبصر ومركز البصر يفصل من سطح الجليدية جزءا يشتمل عى جميع صورة المبصر الذي عند قاعدة ذلك المخروط، وتكون الصورة مرتبة في هذا الجزء من سطح الجليدية بسموت خطوط الشعاع الممتدة بين المبصر ومركز البصر كترتيب أجزاء سطح المبصر، وأن الجليدية إنما تحس بالبصرمن الصور التي تترتب في هذا الجزء من سطحها. فإذا أدرك البصر مبصرا من المبصرات وحصلت صورته في الجزء من سطح الجليدية الذي يحوزه المخروط المتشكل بين البصر وذلك المبصر، فإن كل نقطة من الصورة التي تحصل في هذا الجزء من سطح الجليدية هي على خط الشعاع الممتد بين تلك النقطة وبين النقطة النظيرة لها من سطح المبصر الذي عليه وردت الصورة إلى تلك النقطة من سطح الجليدية على استقامة. فإذا كانت صورة المبصر في وسط سطح الجليدية كان السهم الذي ذكرناه أحد الخطوط التي وردت عليها صور النقط التي في سطح ذلك المبصر على استقامة، وتكون النقطة من سطح المبصر التي عند طرف هذا السهم هي التي وردت صورتها على هذا السهم.
[4] وقد تبين في المقالة الأولى أن الصور التي يدركها البصر من المبصرات تمتد في جسم الجليدية وفي تجويف العصبة التي العين مركبة عليها، وتنتهي إلى العصبة المشتركة التي عند وسط مقدم الدماغ، وهناك يكون إدراك الحاس الأخير لصور المبصرات، وأن الإبصار ليس يتم إلا بوصول الصورة إلى العصبة المشتركة، وأن امتداد الصور من سطح الجليدية في جسم الجليدية يكون على استقامة خطوط الشعاع فقط، لأن الجليدية ليس تقبل هذه الصور إلا من سموت خطوط الشعاع فقط.
صفحہ 201