يطيعوه وصار سببا لزيادة الفتن (1) وذهب اصحابنا الامامية الى انه واجب على الله عقلا وهو المعتمد وعليه المعول ، ولنا في ذلك وجوه :
** الأول :
يدل عليه العقل ، واستفادة الحسن والقبح في الافعال التي لا يهتدي العقل الى مواقعها وحفظ النوع الانساني وتكميل اشخاصه وتعليم الأخلاق الفاضلة والسياسات الكاملة ورفع الاختلاف عنهم في امر دينهم ودنياهم ، وغيرها مما ذكر هناك فهو دال على وجوب الامامة لأنها خلافة عنها والامام خليفة النبي في جميع منازله الا في تلقي الوحي بلا واسطة احد من البشر فان ذلك مخصوص بالنبي ، ولو لم تجب الامامة بعد النبوة لزالت فائدة البعثة لأن النبي اذا ارتحل من الدنيا الى جوار الملك الأعلى ولم يجعل الله له خلفا يقوم بتلك المصالح ويقرر تلك الفوائد ويجمع الأمة عن شتات الكلمة رجع الناس بعد النبي الى الاختلاف واستعمال الآراء المؤدي الى الخلط في الدين ، وذهاب الألفة وتشتيت الكلمة لاستغناء كل برأيه واتباع كل مريد شيء هواه ، فيرجع الأمر من الصلاح الى الفساد ، وتضعف قواعد شريعة النبي لكثرة الاختلاف فيها وتذل تلك الملة لافتراق اهلها وعدم تناصرهم كما نشاهده في هذا الزمان الذي منع الناس فيه انفسهم اللطف باخافة الامام من استيلاء الكفرة اللئام على اهل الاسلام وابطالهم احكام شريعة سيد الانام وقعود المسلمين عن جهادهم لعدم اجتماعهم وتعاونهم وما ذاك الا لعدم رجوعهم الى رئيس مطاع مأمون على الدين ، ومعلوم على هذا ان فوائد البعثة مع عدم نصب امام لا تبقى بل تزول وتفنى فوجب على الله في حكمته نصب الامام لابقاء فوائد النبوة كما وجب في الحكمة احداث النبوة لحصول تلك الفوائد والعقلاء يجزمون بأن ما وجب إحداثه لادراك مصلحة يجب ابقاؤه
صفحہ 28