كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء صنعه محمد بن حبيب … - ٢٤٥
1 / 81
مقدمة
يضم هذا الكتاب النفيس طائفة من شعراء العرب الذين عرفوا بنسبهم إلى أمهاتهم، وهو ضرب من التأليف طريف، يعالجه إمام من أئمة الأخبار والأنساب ورواية الشعر، هو محمد بن حبيب بن جعفر. قال ياقوت: من علماء بغداد باللغة والشعر والأخبار والأنساب، ثقة مؤدّب، ولا يعرف أبوه، وحبيب أمه. روى كتب الكلبي وقطرب، وكانت أمه مولاة لمحمد بن العباس الهاشمي.
وقال ابن النديم مرة: أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية بن عمر. ثم روى عن عبد العزيز الهاشمي قال: كان محمد بن حبيب مولى لنا - يعنى لبني العباس بن محمد. وكانت أمه حبيب مولاة لنا. روى عن ابن الأعرابي وأبى عبيدة وأبى اليقظان، وله مصنفات أشهرها نقائض جرير والفرزدق، توفى بسامرا سنة ٢٤٥.
انظر ابن النديم ١٥٥ وبغية الوعاة. ومن نسبه تدرك سر اهتمامه بهذا البحث.
ومن هذا الكتاب نسختان في دار الكتب المصرية: إحداهما برقم ٦ مجاميع ش، رمزت إليها بحرف (ا)، والثانية برقم ٧٥ ش أدب، وهي نسخة (ب).
وقد قمت بنشر هذا الكتاب من قبل في مجلة المقتطف (مايو سنة ١٩٤٥) ونشره من قبلي المستشرق الكبير الأستاذ (ج. ليفى دلّا فيدا) الأستاذ بجامعة بنسلفانيا، في مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية بالعدد ٦٢ ص ١٥٦ - ١٧١ سنة ١٩٤٢، ولم أكن قد علمت بأنه سبقني في النشر، وتكرّم، حفظه اللّه، فأرسل إلىّ في ٢٣ أغسطس سنة ١٩٥٠ مستخرجا من نسخته مع خطاب رقيق ينوّه فيه في تواضع العالم بأن نسختي تعدّ ممتازة من كافة النواحي، حتى إنه ليشعر بأن عمله غير متكافئ مع عملي في نسختي التي أخرجتها Votre edition du)
Mannusiba … est excellcnt sous tous les rapports، et rend la
(.mienne a peu pres inutile
وإني لأسجل مجاملته هذه تذكارا لتواضعه، وإجلالا لخلقه العلمي الرصين.
1 / 82
كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء
صنعه محمد بن حبيب وتصنيفه،
من رواية عثمان بن جني ﵀
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين قرأت على أخي محمد قال: سمعته يقرأ على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة (^١) قال: قرات على ثعلب (^٢) قال: قال أبو جعفر محمد بن حبيب:
ذكر من نسب إلى أمه من الشعراء:
١ - (ابن شعوب) أمه شعوب من بني خزاعة، واسمه عمرو بن سمي ابن كعب بن عبد شمس بن مالك بن جعونة بن عويرة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة. وهو الذي يقول:
ما ذا بالقليب قليب بدرٍ … من القينات والشرب الكرامِ
وما ذا بالقليب قليب بدرٍ … من الشيزى تكللُ بالسنامِ
تحيّي بالسلامة أمّ بكر … وما لي بعد قومي من سلامِ
يخبرنا النبيُّ بأن سنحيا … وكيف حياة أصداء وهام
_________
(^١) هو إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليم بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي الواسطي؛ أبو عبد اللّه الملقب نفطويه. كان عالما بالعربية واللغة والحديث، أخذ عن ثعلب والمبرد، وكان فقيها على مذهب داود الظاهري رأسا فيه، وكان بينه وبين ابن دريد منافرة، وهو القائل فيه:
ابن دريد بقره … وفيه عى وشره
وله من التصانيف: إعراب القرآن. المقنع في النحو. الأمثال. المصادر. أمثال القرآن وغيرها. ولد سنة ٢٤٤ وتوفى سنة ٣٢٣. انظر إرشاد الأريب، وبغية الوعاة، وابن النديم ٧٨.
(^٢) هو أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني البغدادي، أبو العباس ثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، لازم ابن الأعرابي بضع عشرة سنة، وسمع من محمد بن سلام الجمحي، وسلمة ابن عاصم، وخلف، وروى عنه اليزيدي، والأخفش الأصغر، ونفطويه، وأبو عمر الزاهد وكان بينه وبين المبرد منافرات. وأشهر تصانيفه كتاب الفصيح. ولد سنة ٢٠٠ وتوفى سنة ٢٩١. انظر بغية الوعاة، وابن النديم ١١٠ - ١١١.
1 / 83
وله شعر كثير، قاله وهو كافر، ثم أسلم بعد.
٢ - و(ابن أم حولى) من بني الحارث بن همام، شاعر أغار على بني يربوع، فلحقه منهم قوم، فقاتلهم حتى أحرز غنيمته، وقال:
نحن بني الحارث قد آلينا … لا يؤخذُ النهبُ الذي حوينا
أبا الصّياح عولوا علينا … إنا إذًا صيح بنا أبينا
لا نجعلُ الطعنَ بنقدٍ دينا
٣ - و(عطاف بن بشة (^١) الشيباني)، قال لخاله عدى بن ضب:
عديَّ بن ضبٍّ من تكن أنتَ خالهُ … أخًا أمه تدلجْ بلومٍ ركائبه
وقال:
وطالب وترٍ قد أتى الليلُ دونه … وما سبق وتر أدرك اليوم أوغدا
وقال:
أنا ابن الذي لم يخزِني في حياته … ولم يخزه عند الوفاة بلائيا
٤ - و(ابن طوعة) الشيباني، واسمه ناصر بن عاصم (^٢) وأمه «طوعة»، أمة أو أخيذة من آل ذي الجدين، قال (^٣):
تعطف اللوم على عطافٍ … بين بني الحارث والأحلافِ
٥ - و(ربيعة بن غزالة) الكندي (^٤) شعر حليف بنى شيبان، وأمه غزالة، قال:
_________
(^١) في معجم المرزباني ٢٩٩: «نشة» بالنون.
(^٢) في المؤتلف ١٤٨ أن ابن طوعة الشيباني من آل ذي الجدين. وفصل بينه وبين ابن طوعة الفزاري، ونسب هذا الفزاري نصر بن عاصم بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. وقد جعلهما ابن حبيب هنا واحدا. وانظر ألقاب الشعراء لابن حبيب ص ١٢٣.
(^٣) يهجو عطاف بن نشة الشيباني كما في المؤتلف ١٤٨.
(^٤) اسمه ربيعة بن عبد الله بن ربيعة بن سلمة بن الحارث بن سوم بن عدي بن أشرس ابن شبيب بن السكون، شاعر جاهلي أدرك الإسلام فأسلم. وينسب أيضا «السكوتى» بفتح السين نسبة إلى السكون بن أشرس بن ثور بن كندة. انظر الاشتقاق ٢١١ والمؤتلف ١٢٥ والإصابة ٢٧٢٧ وألقاب الشعراء لابن حبيب ص ١٤٠.
1 / 84
كأني إذ وضعت الرحل فيهم … بمكة حيث حلّ بها هشام (^١)
٦ - (وابن حجلة الأسدي) وهي أمه، واسمه عبد بن معرّض، أحد بنى ثعلبة بن سعد بن دودان من بني أسد، شاعر، وهو الذي يقول:
من أخطته ولادتنا فأنا … ولدنا سيد الناس الوليدا (^٢)
٧ - و(السندري بن عيساء (^٣) الجعفري)، وهي أمه، أمة لشريح بن الأحوص بن جعفر (^٤). وهو الذي يقول:
هل فيكم يوم كيوم جبله … يوم أتتنا أسد وحنظله
والملكان والقطين أزفله (^٥) … نعلوهم بقضب منتخله
لم تعدُ أن أفرشَ عنها الصقله (^٦)
وقال:
أنا لمن يسأل عنى السندري … أنا الغلام الأحوصيُّ الجعفري
٨ - و(حبيب بن خدرة الهلالي) خارجي (^٧)، كان مع شبيب، وذكر أنه أدرك الحكمين، وبقي حتى أدرك الضحاك الذي أخذ بالكوفة. وقال:
نهيتُ بني فهر غداة لقيتهم … وحىّ نصيب والظنون تطاع
_________
(^١) ا: «بها شآم»، تحريف.
(^٢) أخطته، هي أخطأته، سهل همزتها ثم عاملها معاملة المعتل فحذف الألف للجازم ب: «أخطأته» تحريف، صوابه في ا. وانظر ص ٧٩ س ٧.
(^٣) عيساء، مؤنث الاعيس، وأصله في الإبل الأبيض يخالط بياضه شقرة، وبه سميت المرأة، وفي ا: «عبساء» بالموحدة، تحريف، وقد جاء على الصواب الذي أثبت في كتاب ألقاب الشعراء الملحق بكتاب أسماء المفتالين من الأشراف لمحمد بن حبيب، المحفوظ في دار الكتب المصرية برقم ٢٦٠٦. انظر منه ص ١٣٤ وكذا الأغانى (١٥: ٥٣).
(^٤) في المؤتلف ١٢٥ أنه السندرى بن يزيد بن شريح بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وهو ينسب أيضا «الكلابي». وفي الأغانى أن «عيساء» اسم جدته.
(^٥) الأزفلة: الجماعة من الناس.
(^٦) أي لم تجاوز أن أقلع عنها الصقلة. والرجز منسوب في اللسان (٨: ٢٢١) إلى يزيد بن عمرو بن الصعق، وفي معجم البلدان إلى رجل من بنى عامر.
(^٧) في القاموس: «حبيب بن خدرة تابعي».
1 / 85
فقلت لهم إن الجريبَ وراكسًا … بها نعمٌ يرعى المرارَ رتاعُ (^١)
ولكن فيه السم إن ريعَ أهله … وإن يأته قومٌ هناك يراعُ
وقال:
تفرقتم أن تذكوا الحيّ بيضة … فظل لكم يومٌ إلى الليل أشنع (^٢)
وقال:
أصاح ترى بريقًا هبّ وهنا … يؤرقني وأصحابي هجودُ
٩ - و(ابن عيزارة الهذلي)، وهو قيس بن خويلد (^٣)، شاعر. قال:
لعمرك أنسى روعتي يوم أقتدٍ … وهل تتركنْ نفسَ الأسير الروائعُ
وقال:
يا حار إني يا ابن أمِّ عميدُ … كمدٌ كأني في الفؤاد لهيدُ
١٠ - و(قطبة بن الزبعري)، وهي أمه. وهو قطبة بن زيد بن سعد ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن كنانة بن [القين بن] جسر، شاعر. قال:
حميتُ القوم قد علمت معدٌّ … ومن للقوم من مولى وجارِ
حبوتُ بها قضاعة إنّ مثلي … حقيق أن يذبّ عن الذمارِ
ولستُ كمن يغمز جانباه … كغمز التين تجنيه الجواري
وكان قطبة سيد قضاعة في الجاهلية وأول الإسلام.
١١ - و(قيس بن الحدادية (^٤» وهي أمه، من محارب، حضرمية، وله
_________
(^١) الجريب: واد كانت به وقعة لبنى سعد بن ثعلبة. وفي الأصل: «الحريب» بالحاء تحريف، وقد أنشد هذا البيت ياقوت ونسبه إلى عمرو بن شأس الكندي. وعجزه عنده:
«به إبل يرعى المرار».
(^٢) صدر البيت محرف، وموضع كلمة: «تذكوا» بياض في ب.
(^٣) هو قيس بن خويلد بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة، أخذته فهم وأخذ تأبط شرا سلاحه، ثم أفلت قيس، وأنشد أبياتا رواها المرزباني في المعجم ٣٢٦. وأولها هذا البيت الذي رواه ابن حبيب.
(^٤) هو شاعر جاهلي فاتك صعلوك خليع، خلعته خزاعة بسوق عكاظ وأشهدت على نفسها بخلعها إياه، فلا تحتمل جريرة له ولا تطالب بجريرة يجرها أحد عليه. وهو قيس -
1 / 86
شعر. قال ابن الأعرابي: حداد من كنانة. وهو الذي يقول (^١):
أنا الذي أطرده مواليه … وكلهم بعد الصفاء قاليه
١٢ - و(عمرو بن الصماء الخزاعي) له شعر، قال في حرب بينهم وبين كنانة:
إلا تعاجلني المنية أستقد … مقاد جيادى من عمير ومعبد
ولو أدركتْ خيلي عميرًا ومعبدًا … ونعمان ما آبوا بناقلةٍ بعدي
لكانوا لأطراف القنا أو لنازعوا … إلى الحيَّ أعناق المطيِّ المعضدِ (^٢)
١٣ - و(عياض بن أم شهمة (^٣) الخزاعي) إسلامي، قال:
هاجتك أطلال ومبترك قفر … خلا منذ أجلي أهلها حججٌ عشرُ (^٤)
١٤ - و(العريان بن أم سهلة النبهاني) وهو من طيئ. قال:
لمن الديار غشيتها برماح … فعمايتين فجانب السرداحِ
فجنوب فيحان كأن رسومها … حللٌ يمانيةٌ على ألواحِ
١٥ - و(ابن السجراء) من حرقة جهينة. قال: وحرقة هم بنو خميس ابن عامر بن مودوعة من جهينة، كانوا حلفاء للحصين بن الحمام السهمي من بني سهم بن مرة، وبشامة بن الغدير السهمي. قال ابن سجراء يوم دارة موضوع:
_________
ابن منقذ بن عمرو بن عبيد بن ضاطر بن صالح بن حبشية بن سلول. انظر الأغانى (١٣: ٢ - ٨). وبنو حداد بضم الحاء وتخفيف الدال. انظر الاشتقاق ٢٧٧، وقد نسبه «قيس بن عمرو بن منقذ». وفي ألقاب الشعراء لابن حبيب أن أمه من محارب بن خصفة. انظر ص ١٣٩.
(^١) قاله في الوقعة التي قتل فيها، وهو يشير إلى ما كان من خلع قومه إياه.
(^٢) ب: «كأطراف القنا». وقد اختلفت ضروب الأبيات فأتى أوسطها صحيحا بين ضربين مقبوضين.
(^٣) في معجم المرزباني ٢٦٩: «عياض بن أم سهمة» بالسين المهملة.
(^٤) في الأصل: «حاجتك»، محرف. وفي المرزباني: «ومنزلة قفر».
1 / 87
لما أتانا جمعُ قيس وواجهت … كتائب خرس بينهنَّ زفيفُ
فلما علت دعوى خميس بن عامر … وقد كلّ مولانا وكاد يحيف
هممنا به ثم ارعوينا حفيظة … فذلَّ بنا غاشٍ وعزّ حليفُ
١٦ - و(حميد بن طاعة السكوني (^١» قال:
ولما استقلَّ الحي في رونق الضحى … قبضن الوصايا والحديث المجمجما
وكان لموحٌ من خصاص ورقبةٌ … مخافةَ أعداء وطرفًا مقسما
ولما لحقنا لم يقل ذو لبانة … لهم ولا ذو حاجة ما تيمما
من البيض مكسال إذا ما تلبست … بعقل امرئٍ لم ينجُ منها مسلما
وقال لعمر بن الخطاب:
إنك مسترعي وإنا رعيةٌ … وإنك مدعوٌّ بسيماك يا عمر
لدى يوم شرٍ شره لشراره … وخير لمن كانت معايشه الخيرْ (^٢)
وقال:
ما إن رأينا مثلك ابن الخطابْ … أبرَّ بالدين وبالأحسابْ
بعد النبي صاحب الكتاب
١٧ - و(ابن الدمينة الخثعمي)، واسمه عبد اللّه، وله شعر كثير (^٣).
١٨ - و(يزيد بن ضبة) أمه ضبة (^٤)، وأبوه مقسم، وهو كثير الشعر، وهو مولى لثقيف، وهو الذي يقول:
_________
(^١) جعله الآمدي في ص ١٤٩: «الشكوى»، نسبة إلى «شكو» بفتح الشين وسكون الكاف، وهو أبو بطن.
(^٢) ا: «معائيشه». معائيش: جمع معيشة، وفيها شذوذان: همز الياء الأولى، وإلحاق الياء الثانية، وإلحاقها مذهب للكوفيين يجيزونه. وأثبت ما في ب.
(^٣) ديوانه مطبوع. وانظر الأغانى (١٥: ١٤٤ - ١٥٠).
(^٤) في ا: «ضنة»، بالنون، وفي ب: «ضنة» لكن أصلحت في النسخة فجعلت:
«ضبة» بالباء.
1 / 88
مشيُ البريّ مع المقارف تهمة … ويرى البريّ مع السقيم فيلطخُ
وهو الذي يقول:
صبا قلبي إلى هند … وهند مثلها يصبي
١٩ - و(ابن الطثرية (^١» وهو ابن عبيد بن عمرو بن الحارث بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم (^٢)، وهو الذي يقول:
ألا عتبت عليَّ وصرمتني … وأعجبها ذوو اللمم الطوال
فإني يا ابنةَ السعديَّ أربي … على فعل الوضيَّ من الرجالِ
٢٠ - و(ابن فسوة) وهو عتيبة بن مرداس الكعبي (^٣). وإنما قيل له ابن فسوة لأنه نزل بهم رجل من عبد القيس يقال له ابن فسوة، فكان يعير به، فقال له مرداس: أنا أشتري منك هذا الاسم بكبش. فاشتراه، فقال:
[أخو (^٤)] عتيبة:
حول مولانا علينا اسم أمه … ألا ربَّ مولى ناقص غير زائدِ
٢١ - و(ابن الهيجمانة العبسي) لم نعرفه، وذكر أن الهيجمانة بنت العنبر ابن عمرو بن تميم.
٢٢ - ومن شعراء ربيعة (ابن أم الحزنة العبدي)، وأم حزنة أمه، وهو ثعلبة بن حزن بن زيد مناة بن الحارث بن ثعلبة بن سليمة بن مالك بن عامر
_________
(^١) الطثرية: أمه، من بنى الطثر، بالفتح، وهم حي من اليمن، قال ابن خلكان:
«الطثرية بفتح الطاء المهملة وسكون الثاء المثلثة». وضبطها صاحب القاموس بالتحريك، والوجه الإسكان كما جاءت مضبوطة به في نسخة ليدن من الشعراء. انظر شرح الحيوان (٦: ١٣٧).
(^٢) كذا ورد في النسختين، وهذا النسب يخالف ما في كتب التراجم، فلعل في الكلام سقطا.
(^٣) في الأغانى (١٩: ١٤٣) وكذلك ألقاب الشعراء لابن حبيب ص ١٢٨ - ١٢٩ «عيينة». ويدل على صواب ما هنا قول ابن قتيبة في الشعراء: «هو عتيبة ويقال عتبة».
(^٤) التكملة من كنى الشعراء لابن حبيب ص ١٢٩.
1 / 89
ابن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصي بن عبد القيس.
وله شعر كثير.
٢٣ - و(عمرو بن مبردة)، عبدي (^١).
٢٤ - و(ابن الذيبة) وهي أمه، امرأة من فهم، واسمه ربيعة بن عبد ياليل، واسم الذيبة قلابة، فلقبت الذيبة، وهو الذي يقول:
إني لمن أنكرني ابن الذيبة … كريمة عفيفة منسوبه
٢٥ - و(شبيب بن البرصاء (^٢»، وهي أمه. وهو شبيب بن زيد بن جمرة (^٣) بن عوف بن أبي حارثة، وأمه القرضابة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة، وأختها عمرة بنت الحارث أم عقيل بن علفة (^٤). وهو الذي يقول:
قامت وأعلى خلقها في ثيابها … قضيبٌ وما تحت الإزار كثيبُ
وقال:
لا خير في العيدان إلا صلابها … ولا ناهضات الطير إلّا صقورها
تبيّن أدبار الأمور إذا انقضت … وتقبل أشباهًا عليك صدورها
٢٦ - وبعض (بني أم قرفة). وأم قرفة اسمها فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزاري، وأبو هم مالك بن حذيفة بن بدر تزوج ابنة عمه.
_________
(^١) ذكره المرزباني في المعجم ٢٤٠ وقال: «هو أحد بنى محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس … وهو إسلامي، أنشد عبد الملك بن مروان لما استبق بنوه فسبق مسلمة - وكان ابن أمة -:
نهيتكم أن تحملوا هجناءكم … على خيلكم يوم الرهان فتدر كوا»
(^٢) قال ابن دريد: «كان النبي ﷺ خطب البرصاء إلى أبيها:، فقال:
إن بها سوءا - وهو كاذب - فرجع فوجد بها برصا». وسماها ابن حبيب في ألقاب الشعراء ١٣٢ «أمامة بنت الحارث بن عوف».
(^٣) ويقال: «حمزة» ويقال: «خمرة». انظر حواشي الاشتقاق ١٧٦، وفي ألقاب الشعراء ١٣٢: «حيوة».
(^٤) في الأصل: علقمة»، وهو تحريف. انظر حواشي الاشتقاق.
1 / 90
٢٧ - و(ابن ميادة المري) من بني غيظ بن مرة، واسمه الرماح بن الأبيرد ابن ثريان (^١). كثير الشعر. وهو الذي يقول:
اعرنزمى مياد للقوافي … واستسمعيهنَّ ولا تخافي (^٢)
وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بحرة ليلي حيث ربّتنى أهلي
وهل أسمعنّ الدهر أصوات هجمةٍ … تطالع من هجل قريب إلى هجل (^٣)
يقال رببت الصبي أربه ربا فأنا رابٌ وهو مربوب، وربيته أربيه تربية فأنا مرب وهو مربى، وربته أربته تربيتًا فانا مربت وهو مربت. ويقال ربيت في بني فلان، وربوت فيهم، وتربيت، وتربّت، كله فصيح مقبول.
٢٨ - و(بشامة بن الغدير) وهي أمه، وهو بشامة بن عمرو بن هلال (^٤) ابن واثلة بن سهم بن مرة. كثير الشعر، وهو الذي يقول:
فإنكم وعطايا الرها … ن إذ جرت الحرب جلًا جليلا
كثوب ابن بيض وقاهم به … فسد على السالكين السبيلا (^٥)
٢٩ - وأخوه (أسعد بن الغدير) شاعر، وهو خال أبي سلمى (^٦) زهير ابن أبي سلمى الشاعر.
_________
(^١) في الأغانى: «أبرد بن ثوبان»، وفي المؤتلف: «أبرد بن ثريان»، وفي معجم البلدان: «والرماح ابن يزيد وقيل ابن الأبرد». وفي ألقاب الشعراء ١٣٢: «الرماح بن الأبرد بن مرداس».
(^٢) الاعرنزام: الاجتماع والتقبض. وفي الأصل: «أعز ترحى»، والصواب فيما أثبت كما صححت بذلك في ب. وفي ا: «واستسمعهن»، محرفة.
(^٣) في معجم البلدان (٣: ٢٦٠): «من هجل خصيب». وروى ياقوت هذين البيتين في خمسة أبيات قالها ابن ميادة حين استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك فاستقدمه وأقام عنده دهرا ثم اشتاق إلى وطنه.
(^٤) في الأصل: «ملاك»، والصواب ما أثبت. وانظر المؤتلف ٦٦، ١٦٣ والمفضليات (١: ٥٣ طبع المعارف):
(^٥) انظر شرح البيتين في المفضليات (١: ٥٨).
(^٦) أبو سلمى كنية زهير بن أبي سلمى، كما في كنى الشعراء لابن حبيب ص ١٣٢ من مصورة دار الكتب. وقد زاد الشنقيطي كلمة: «أبى» قبل «زهير» فلم ينتبه إلى ما ذكرت.
1 / 91
٣٠ - و(زميل بن أم دينار) أبوه أبير بن عبد مناف، من مازن ابن فزارة، وهو قاتل ابن دارة. وابن دارة اسمه سالم بن مسافع بن يربوع. هو دارة القمر، سمى دارة، شبه بدارة القمر لحسنه، وهو من بني عبد الله بن غطفان.
وزميل الذي يقول:
أبلغ فزارة أنى قد شريت لهم … مجد الحياة بسيفي بيع ذي الخلقِ
وقال:
أنا زميل قاتل ابن داره … وكاشف المخزاة عن فزاره
ثم جعلت عقله البكاره
٣١ - و(قعنب بن أم صاحب الفزاري (^١»، وهو الذي يقول:
لو كنت أعجب من شيء لأعجبنى … سعى الفتى وهو مخبوء له القدرُ
وهو الذي هجا الوليد بن عبد الملك فقال:
فقدت الوليد وأنفًا له … كثيلِ البعير أبى أن يبولا
٣٢ - و(ابن أم حزنة (^٢» وأم حزنة أمه، وهو ثعلبة بن حزن بن زيد مناة بن الحارث بن ثعلبة بن سليمة (^٣) بن مالك بن عامر بن الحارث بن [أنمار ابن عمرو بن] وديعة بن لكيز بن أفصى. شاعر، وهو الذي يقول:
نهيتكم أن تحملوا هجناءكم … على خيلكم يوم الرهان فتدركوا
٣٣ - و(بشر بن شلوة التغلبي) وشلوة أمه. وهو بشر بن سوادة (^٤).
وهو الذي يقول في يوم ذي قار، وكان مع الفرس:
_________
(^١) هو قعنب بن ضمرة، أخو بني سحيم بن عمرو بن خديج بن عوف بن ثعلبة [بن بهثة كما في ألقاب الشعراء ص ١٣٣. وقيل: أحد بني عبد الله بن غطفان، وكان في أيام الوليد ابن عبد الملك. انظر شرح التبريزي للحماسة (٤: ٢٤).
(^٢) هذا تكرار لما سبق في رقم ٢٢.
(^٣) كذا ضبطت في الأصل بالضم. وفي الاشتقاق ٢٩٢ بفتح السين.
(^٤) انظر المؤتلف ٦٠. وضبطت «شلوة» في الأصل هنا بالفتح. وقال ابن حبيب في ألقاب الشعراء ١٣٦: «أخو بنى مالك بن بكر بن حبيب».
1 / 92
لما سمعت نداء مرة قد علا … وابنيْ ربيعة في الغبار الأقتم
٣٤ - و(ابن الواقفية (^١) السدوسي) ينسب إلى أمٍ من أمهاته، وهو عبد الله بن عبد العزي كليب (^٢) بن الحارث بن سدوس، شاعر. قال:
أتاني عن أبي بكر ألوكٌ … يخب بها المبين والنذيرُ
وقال:
ألمَّ خيال العامرية موهنا … خيال بأعلى حضر موت غريبُ
أرى المرء أمسى للحوادث غاية … نوائبه تغتاله فتصوبُ
وقال يهجو ابن عنمة الضبي (^٣):
إن الشاعر الضبيَّ عبد … كزائدة النعامة مستعارُ
وقال يمدح الحوفزان (^٤):
لمن الديار بجانب الغمر … آياتهن كواضح السطرِ
يا حارِ أعطاك الإله كما … أثنى عليك أخو بني جسرِ
فلأنت أكسبهم إذا افتقروا … ولأنت أجودهم إذا تثري
٣٥ - و(ابن دغماء العجلى) أمه دغماء بنت مرة، أخت جعونة بن مرة، وهو الذي يقول لسويد بن حطان، وكان سويد الضبعي نزل في بني عجل
_________
(^١) في الأصل: «الرافقية» تحريف، وهي بالواو نسبة إلى بنى واقف، وهم بطن من الأنصار، وواقف لقب مالك بن امرئ القيس. انظر القاموس (وقف) والاشتقاق ٢٦٦. وانظر ابن قتيبة في المعارف ص ٥٠.
(^٢) كذا في الأصل. ولعله: «من بنى كليب بن الحارث بن سدوس».
(^٣) هو عبد اللّه بن عنمة بن حرثان بن ذؤيب بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد ابن ضبة. «وعنمة» بفتح العين المهملة والنون والميم. وفي ا: «غنمة» محرف. قال البغدادي: «الظاهر أنه من المخضرمين». الخزانة (٣: ٥٨).
(^٤) الحوفزان لقب له، واسمه الحارث بن شريك بن مطر، قالوا: «وإنما سمى الحوفزان لأن قيس بن عاصم اقتلعه عن سرجه بالرمح. وكل ما قلعته من موضعه فقد حفزته». الاشتقاق ٢١٥.
1 / 93
فانتسب إلى مرة أبي جعونة (^١) فقال: أنا سويد بن حطّان بن مرة، فقال ابن دغماء:
لعمرك ما أدرى وإني لسائل … سويد بن حطان يمتّ وما أدرى
سوى أنكم دربتم فجريتم … على دربة والضب يختل بالتمرِ (^٢)
فما أنتم منا ولا نحن منكم … دعاوة كذب أنتم آخر الدهر
فغضب جعونة خال ابن دغماء، فقال:
إن ابن دغماء الذي حدثته … بيض الدجاج لا يحسُّ له أب
إلا الرماد فإنها اعتركت به … بين الرماد وبين أمك تنسب (^٣)
٣٦ - و(عبد المسيح بن عسلة الشيباني)، أمه عسلة بنت عامر بن شراكة من غسان، إليها ينسبون (^٤) وهو شاعر، قال:
يا كعب إنك لو قصرت علي … حسن الندام وقلة الجرم
لصحوت والنمرى يحسبها … عم السماك وخالة النجمِ (^٥)
٣٧ - وأخوه (حرملة بن عسلة)، قال له المنذر بن ماء السماء: اهج الحارث بن أبي شمر. فقال:
ألم تر أني بلغت المشي … ب في دار قومي عفّا كسوبا (^٦)
_________
(^١) في الأصل: «مرة بن أبي جعونة»، وكلمة «بن» مقحمة.
(^٢) رواه الجاحظ في الحيوان (٦: ٦٢): «يحبل بالتمر»، وقال: «فجعل صيده بالتمر كصيده بالحبالة». والضب والعقرب يعجبان بالتمر عجبا شديدا.
(^٣) مما يزعم العرب أن بيض الطير يتولد حينا من التراب ومن الريح. قال الجاحظ في الحيوان: (٣: ١٧١). «والبيض الذي يتولد من الريح والتراب أصغر وألطف، وهو في الطيب دون الآخر. ويكون بيض الريح من الدجاج والقبج والحمام والطاوس والإوز».
(^٤) أما أبوه فهو حكيم بن عفير بن طارق بن قيس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بنى علي بن بكر بن وائل. انظر المؤتلف ١٥٧ وشرح الأنباري للمفضليات ٥٥٦ وما ورد من التحقيق في المفضليات (٢: ٧٨ طبع المعارف).
(^٥) انظر لفهم هذا البيت ما ورد في جو المفضليات. وفي الأصل: «والنمري يحسبه … عم السماك وخاله النجم»، وهو تحريف.
(^٦) رواية الخزانة (٤: ٢٣): «بلغت المشيبا … وفي دار قومي».
1 / 94
وأنَّ الإله تنصفته … بألا أعقَّ وألا أحوبا
وألا أكافر ذا نعمةٍ … وألا أخيبه مستثيبا
وغسان حيّ هم والدي … فهل ينسينهم أن أغيبا
فآثرْ بها بعض من يعتريك … فإن لها من معدٍّ كليبا
فانبرى عمارة بن العيف العبدي (^١) من سليمة بن عبد القيس، وهم حلفاء في بنى شيبان في بنى سعد، فقال:
لاهمّ إنَّ الحارث بن جبله … عقَّ أباه ظالمًا وقتله
وأىّ فعل سيّئ لافعله (^٢)
٣٨ - و(عتبان بن وصيلة) وهي أمه (^٣). وهو عتبان بن شراحيل بن شريك بن عبد الله بن الحصين بن أبي عمرو بن عوف بن مرة بن ذهل ابن شيبان.
٣٩ - و(عمرو بن الإطنابة) وهي أمه (^٤)، وهو الذي يقول:
_________
(^١) ينسب الرجز أيضا إلى «شهاب بن العيف»، وفي نسخة البغدادي من كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء: «عامر بن العيف». (انظر الخزانة ٤: ٢٣١).
(^٢) انظر رواية الرجز وتمامه في الخزانة.
(^٣) عتبان، بكسر العين، ووصيلة بفتح الواو. انظر الاشتقاق ٢١٦. وفي معجم المرزباني ٢٦٦: «عتبان بن أصيلة، ويقال وصيلة، الشيباني. وأصيلة أمه، وهي من بنى محلم».
وأورد من شعره قوله لعبد الملك بن مروان:
فبلغ أمير المؤمنين رسالة … وذو النصح لو يرعى إليه قريب
بأنك إلا ترض بكر بن وائل … يكن لك يوم بالعراق عصيب
فإن يك منكم كان مروان وابنه … وعمرو ومنكم هاشم وحبيب
فمنا سويد والبطين وقعنب … ومنا أمير المؤمنين شبيب
وللبيت الأخير قصة يتداولها الرواة.
(^٤) عمرو بن الإطنابة شاعر جاهلي. وأمه الإطنابة بنت شهاب بن زبان، من بنى القين ابن جسر، وأبوه عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. انظر المرزباني ٢٠٣ والكنى والألقاب لابن حبيب ١٣٩. وأصل الإطنابة سير يشد في وتر القوس العربية لتحزق به. الاشتقاق ٢٦٨.
1 / 95
قرت أحسابنا كرمًا فأبدت … لنا الضراءُ عن أدمٍ صحاحِ
ولم يظهر لنا عقراتِ سوءٍ … جمود القطر أو بكء اللقاح
في ختام نسخة (ا) نجز الكتاب والحمد للّه رب العالمين. نقلت جميعه من نسخة نقلت جميعها من خط أبى الفتح عثمان بن جنى، وصححها رضى الدين الشاطبى رحمهما اللّه.
وفي نسخة (ب): «قال في أصل هذا: نجز الكتاب … الخ»، وزاد:
ونجزت هذه النسخة في يوم الاثنين المبارك ١٤ صفر الخير سنة ١٣٠٠ بالمدينة المنورة. رحم الله كاتبها ومستنسخها والمسلمين أجمعين.
1 / 96