فلما ورد الكتاب على عمر قال: أتعرفون هذا الرجل قالوا: نعم يا أمير المؤمنين، له نجدة وبصيرة وعارضة شديدة وقد شهد مواطن كثيرة، قال: فالذي أنكره أنا أكثر من الذي أنكر وإن كنت أكره الشعر، أجبه يا مسلمة بن عبد الملك، قال: يا أمير المؤمنين دع عدوّ الله يمت بغيظه، قال لئن كافأناه بالسرور غيظًا وبالموعظة صدودًا ما أتصفناه، أجب الرجل كذا وكذا فأجابه مسلمة على لسان عمر، وهذا خطأ لأن مسلمة في ذلك الوقت كان ببلاد الروم ولعله غيره:
يا أيها الرجل المُهدي نصيحتَه ... إن المحاسنَ والتوفيق باللهِ
إن كان أمرٌ من السلطانِ تنكره ... فما عرى الدين والاسلام بالواهي
هذا الكتاب كتاب الله نقرأه ... مصدُق الوحي فينا آمرٌ ناهي
إذا نهانا وقفنا عند ناجزةٍ ... بعون ربي على طوعٍ وإكراهِ
فقد يزلُّ الذي يبغي الهدى رهقًا ... عند السويةِ وهو العالمُ الداهي
الملكُ يا عمرو ملكُ الله خالِقنا ... والحكمُ يا عمرو مردودٌذ إلى الله
فلما ورد الكتاب على عمرو قال: والله لا أحل ولا أعقد ولا أحل ولا أحرم حتى أتي هذا الرجل، فإن وافق فعله قوله كنت له صديقًا وسيفًا صقيلا، وإن أبى أذنت له بحرب، وانتميت له إلى صحب، فخرج في عدة من أصحابه، فلما قدموا على عمر استأذنوا عليه فدخلوا فقالوا: السلام عليك يا إنسان فقال: وعليكم يا ناس، قالوا: لا حكم إلا لله قال: لا حكم إلا لله، وأنا عبد من عبيد الل، وأنتم إخواني في الله، ابتليت برعايتكم في أرض الله، أيّكم عمرو؟ قال أنا عمرو، وأنت أمير المؤمنين حقًا، فأعزّك الله بالنصر، قال: فما الذي نقمتم؟ وما أخرجكم علينا؟ قالوا: تنصف المظلوم، وتجيب الضعيف، قال: لكم ذلك، قالوا: ما فعل إخواننا بالقسطنطينية؟ قتال قد بعثت اليهم بالزاد، وآذنتهم بالقفل، فخرج من عنده إنسان وهم يقولون: والله لا اختلف عليك منا اثنان ما دمت حيًا يا عمر.
- اليمن - // ١٧٥ - عمرو بن سنّة الخزاعي، يقول في عبيد الله بن زياد:
عبيدَ الله لا أخشاكَ إني ... أبى لي منصبي وأبى بياني
فمالك قد حليت بذكر عمرو ... كما حلي اللسان يهيذبان
ومن قوله:
لا عشت إن لم أتخذ بواقرا ... حمرَ القروعِ صيّبا خناجرا
١٧٦ - عمرو بن عامر الحارثي، يعرف بابن هند من أهل نجران، أنشدني أحمد بن زهير عن دعبل له:
أرقتُ للوعةِ همّ سَرى ... فبتُ أَراعي النجومَ المثولا
إذا قلتُ ولتْ تداعت لها ... غياطلُ تؤيسني أن تزولا
١٧٧ - عمرو بن قُراد الزيادي الحارثي من أهل نجران، أنشد له أحمد بن زهير عن دعبل:
هلكت قَنانٌ غيرَ أن شِرارَها ... بقيت وأولُها لئامُ المنصبِ
قصبٌ تهزهزه الرياحُ كأنهم ... عند الهياج نعامُ وادٍ مجدبِ
سرِقون حينَ يُكَشَّفون لسوءَةٍ ... قَصِفون في عقدِ الأمورِ الغيّبِ
١٧٨ - عمرو بن يزيد بن هلال بن سعد بن عمرو بن سلمان النخعي كوفي أنشد له دعبل في إبراهيم بن الأشتر يعاتبه:
أبلغ لديك أبا النعمان معتبةً ... فهل لديكَ لمن يرجوكَ معتتبُ
في شعر له.
١٧٩ - عمرو بن الحضين بن النعمان بن عمرو بن حُظَيَّان بن وابش بن دهمة بن شاكر بن ربيعة بن مالك الهمداني، له شعر.
١٨٠ - عمرو بن دويرة البجلي، سحمي كوفي، أخبرني أحمد بن أبي خيثمة، عن دعبل بن علي، وذكر أبو طالب بن سوادة عن محمد بن الحسن الجعفري عن الحسن بن يزيد القرشي عن أبي بكر الوالبي قال: كان لعمرو بن دويرة السحمي أخ قد كلف بابنة عم لهما، وكان أبوها يبغضه ويأباه، فشكاه إلى خالد القسري، فحبسه ثم أطلقه بعد مدة، فلم يلبث أن تسور الجدار عليها، فأتى به أخوتها خالدًا ومعهم جماعة يشهدون أنهم وجدوه في منزلهم، وادعوا عليه السرق فسأله، فصدَّقهم، ليدفع الفضيحة عن الجارية، فأراد خالد قطعه، فرفع عمرو أخوه إلى خالد رقعة فيها:
أخالد قد والله أُوطِئتَ عشوةً ... وما العاشقُ المظلومُ فينا بسارقِ
أقرَّ بما لم يأته المرءُ إنّه ... رأى القطعَ خيرًا من فضيحةِ عاتِقِ
1 / 27