وقال العلامة يحيى بن أبي بكر العامري في الرياض المستطابة ما لفظه: ثم في زمن المعتمد والمعتضد والمقتدر إلى المستعصم آخر ملوك العباسيين تحوز أهل البيت إلى بلدان لا يقدر عليهم فيها مناوؤهم، مثل جيلان وديلمان وما يواليها، ومثل نجد اليمن كصنعاء وصعدة وجهاتها، واستوثق أمرهم وقاموا بالإمامة بشروطها قاهرين ظاهرين، قام منهم نحو بضع وعشرين إماما أولهم وأولاهم بالذكر الهادي يحيى بن الحسين إلى أن قال: كان مولده بالمدينة ومنشؤه بالحجاز وتعلمه به وبالعراق وظهور سلطانه باليمن سنة 280ه، وكان جاء إلى اليمن وقد عم بها مذهب القرامطة والباطنية فجاهدهم جهادا شديدا، وجرى له معهم نيف وثمانون وقعة لم يهزم في شيء منها، وكان له علم واسع وشجاعة مفرطة...إلى آخر ما قال.
هذا ونرجو الله سبحانه أن يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفق إلى جمع كلمة المسلمين، وأن يوحد صفوفهم حتى يكونوا معتصمين بحبله المتين، ونسأله أن يرحم السلف الصالحين وإيانا والمؤمنين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، آمين.
صفحہ 83