وهو أن العذر للمتسائلين معروف ومقبول، ذلك لأن الذي درج عليه كثير من المسلمين لقلة أسفارهم وعدم احتكاكهم بالآخرين، وجمودهم على تقليد إمام معين لهم فهم لا يعرفون إلا مذهبهم، ولا يسألون عن غيرهم، وأيضا فإن علماءهم لا يقرؤون عليهم خلاف غيرهم، ولا يكتبون ذلك في مؤلفاتهم، وإنما يكتبون عن إمامهم وعن رأيه واستنباطه وفقهه في المسائل الدينية والعقائدية وعن أدلته وعن حكمه في المسألة دون أي التفات لما عند غيرهم.
وعندما انفتح المسلمون بعضهم على البعض الآخر، وتيسرت أسباب المعرفة، وتذللت طرق المواصلات، ووقع التعرف من بعضهم على بعض أكثر وأكثر في أماكن الحج إلى بيت الله الحرام واجتماعاتهم وندواتهم العامة؛ عندما صار ما ذكر احتاجوا لمعرفة مؤلفات الآخرين وأقوالهم وآرائهم، وعند ذلك كثر سؤالهم عن الزيدية.
هذا هو ما كان الشأن عليه في العهود الماضية، وقد تغير ما هم عليه غالبا في العهد الحاضر الذي تميز بالانفتاح على التراث الإسلامي الذي أنعم الله سبحانه فيه بحفظ ما أنزله على خاتم المرسلين نبي الرحمة والرأفة.
صفحہ 3