ولكن لوجود الاختلاف والصراع فيما بعد موت الأربعة -رضي الله عنهم- بين أصحاب كل منهم كثر الخلاف والنزاع حتى كان كل فريق يفتي بعدم جواز تقليد غير إمامه، وربما صدرت من المشاحنات ما هو أكثر حتى فرقوا ما بينهم بأنفسهم واتخذ كل طائفة مسجدا يؤمونه للصلاة لوحدهم، وكان ذلك التفريق فيما يرضي أعداء الإسلام فوسعوا الشقة حتى كان ذلك في الحرم المكي أمام الكعبة المشرفة فجعلوا لكل طائفة مقاما يصلون فيه ولا يأتم بعضهم بإمام الآخرين، وأشياء كثيرة من هذه، كانت معلومة ومعروفة إلى أمد غير بعيد، وقد زالت، لكن المجافاة عند البعض -مع الأسف- باقية حتى عصرنا وهو الرابع عشر الهجري -العشرين الميلادي.
ولا داعي هنا للإيضاح بأكثر فإن ذلك مشهور ومعروف عند جميع العلماء والباحثين والمؤرخين سواء منهم المتعصبون والمنصفون، فقد نقل هذا الاختلاف بالإجماع وما تزال آثاره إلى اليوم، لكنها قلت الفرقة وتقاربت الشقة والحمد لله.
لهذا فقد كان المذهب الزيدي غير مرغوب فيه عند البعض كلما كان الحكم والسلطة في يد من يعارضه.
فصح لذلك أن يعتذر بعض الإخوان عن معرفة حقيقة المذهب الزيدي، وطالب الكثير منهم بنشر كتيب صغير عن (الزيدية) يتناوله الجميع من الباحثين والمؤرخين وبدون تطويل أو تعقيد.
ومع ما ذكر وجدت نفسي مضطرا لإجابة الرغبة ولنشر هذا الكتاب بعنوان السؤال وهو (من هم الزيدية؟).
ولا بد لنا أولا من توضيح ما يأتي -زيادة على ما تقدم-:
صفحہ 2