مالية مصر من عهد الفراعنة إلى الآن
مالية مصر من عهد الفراعنة إلى الآن
اصناف
عدد البلاد الآهلة. (ج)
عدد الأنفس التي دفعت الجزية عند فتح العرب لمصر. (د)
ما يستهلكه أهل مصر من الغلال. (أ)
لقد سبق لنا القول بأن عدد الأفدنة المزروعة الآن هو 5615700، وعدد السكان 12718255 نسمة، أي باشتراك رجلين وربع رجل في الفدان الواحد تقريبا. غير أن عدد السكان في الأزمان الغابرة كان يفوق بلا ريب عددهم في زمننا هذا، والدليل على ذلك أن عدد البلاد في الوقت الحاضر هو 3818، بينما كان في الزمن القديم 10000، وقد ذكر قدماء المؤرخين هذا العدد باعتباره الحد الأدنى، ولدينا أيضا دليلان آخران على زيادة كثافة السكان في تلك الأزمان، وهما إنتاج القطر واستهلاكه كما سنبين ذلك فيما بعد.
وبناء على ما تقدم نرى أننا نكون قد أصبنا كبد الحقيقة إذا قدرنا للفدان الواحد ثلاثة أشخاص، وبضرب هذا العدد في 6 ملايين عدد الأفدنة ينتج 18000000 نسمة، وهو عدد سكان القطر في ذلك العهد. (ب)
إن عدد البلاد الذي أورده قدماء المؤرخين تغير كثيرا، وهذا أمر يمكن إدراكه بسهولة، وهاك ما قاله هؤلاء المؤرخون:
روى هيرودوت في الكتاب الثاني الفقرة 177 أنه في مدة حكم أمازيس كان بمصر عشرون ألف بلد آهل بالسكان.
ومن رأينا أن هذا العدد مبالغ فيه ولا يتصوره عاقل، لا سيما أن مصر لم تكن عند زيارة هيرودوت لها بهذه الحال التي وصفها، وإنما يروي روايته هذه عن حالتها في زمن سابق لعصره بآماد طويلة، وقد تناقلت أخبارها الأجيال جيلا فجيلا إلى أن اتصلت به، ومن المعتاد أن الروايات التي تنقل بهذه الكيفية لا تخلو من المغالاة.
وقال ديودور في الكتاب الأول الفقرة 31:
كانت مصر في العهد القديم كثيرة السكان، وهي من هذه الوجهة كانت متفوقة كثيرا على جميع الأمم المعروفة في ذلك العهد، ولا يظهر حتى في أيامنا هذه أنها تقل عن الأمم الأخرى من جهة كثرة السكان، ففي الأزمان الخالية كان يوجد بها أكثر من ثمانية عشر ألف بلد، عدا كثير من البلدان الكبيرة، ويمكن الاطلاع على البيان الخاص بذلك المودع في السجلات المصرية بدار المحفوظات (الدفترخانة). وفي عهد بطليموس لاغوس كان يوجد أكثر من ثلاثين ألف بلد، وهذا العدد الكبير لا يزال باقيا إلى الآن، ومجموع عدد السكان كان يبلغ في العصور القديمة سبعة ملايين نسمة، وفي أيامنا هذه لا يقل عن ثلاثة ملايين، وبواسطة هذا العدد الكبير من الرجال تمكن ملوك مصر القدماء من القيام بهذه الأعمال العظيمة المدهشة؛ لكثرة الأيدي التي اشتغلت في ذلك، وتركوا لذرياتهم من بعدهم تلك الآثار الدالة على قوتهم وجبروتهم. ا.ه.
نامعلوم صفحہ