16

ثانيا:

لم تهتم الصحف بهذا الجوق كاهتمامها ببقية الفرق المسرحية الأخرى، وجميع الإشارات الواردة في الصحف عن هذا الجوق كانت من قبيل الإعلان عنه. هذا بالإضافة إلى أن الصحف لم تكتب تاريخا أو نقدا لجوق السرور، بالمقارنة بكتاباتها عن الفرق المسرحية الأخرى، والسبب في ذلك راجع إلى أن جوق السرور لم تطأ أقدام ممثليه أية خشبة مسرح من المسارح الكبرى الشهيرة، ومن المعروف أن الصحف كانت تهتم وتغطي عروض الفرق التي تمثل في المسارح الكبرى، مثل: دار الأوبرا الخديوية ومسرح الأزبكية ومسرح زيزينيا.

ثالثا:

كان جوق السرور يقدم عروضه المسرحية في القاهرة داخل مسارح وقاعات متواضعة وهزيلة ومجهولة! والدليل على ذلك أن الصحف كانت تجهد نفسها في وصف مكان العرض الخاص بهذا الجوق للقراء، فمثلا نجدها تقول عن أحد مسارحه: «الألدرادو بسكة الرويعي خلف أوتيل دوربان»، علما بأن «الألدرادو» في الأصل أحد المقاهي الشعبية.

48

ثم تصف مسرحا آخر قائلة: «في النصرية بجوار منزل سعادة قاسم باشا، أمام مدرسة المبتديان»، ثم تصف مسرحا ثالثا قائلة: «محل التشخيص في باب الشعرية أمام الملاحة بسوق الجراية»، وأخيرا تقول: «الملهى الوطني أمام السكاتنج رنج، بالقرب من الباب البحري لحديقة الأزبكية»، علما بأن هذا الملهى هو في الأصل معرض تجاري للسيدة «ونتر».

49

رابعا:

كان جوق السرور من الفرق التي ترتحل بمسرحها الخشبي في الأقاليم، وتمكث بها أعواما كثيرة لتقديم عروضها المسرحية لأهالي الأقاليم.

هذه الظروف في مجملها حكمت على جوق السرور بأن يكون من الأجواق المهملة، بالقياس إلى الأجواق المعاصرة له في أواخر القرن التاسع عشر، وهذا الإهمال أصاب أيضا النقاد والكتاب والمؤرخين المحدثين، فلم يلتفتوا إلى هذا الجوق التفاتا يعيد له حقه التاريخي، ومن التفت إليه من المحدثين كتب عنه عدة أسطر قليلة، واعتبره من الفرق الصغرى،

نامعلوم صفحہ