12

31

والسبب في إثارة هذا الأمر أنه قبل اكتشاف هذا النص كان الاعتقاد السائد أن السيدة «منيرة المهدية» هي أول ممثلة مصرية مسلمة تعتلي خشبة المسرح عام 1915.

32

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت «لطيفة عبد الله» هي أول ممثلة ومؤلفة مسرحية مصرية، فلماذا لم تأخذ حظها من الشهرة التاريخية كما أخذتها منيرة المهدية، التي جاءت بعدها بسنوات، واشتهرت فقط بالغناء والتمثيل، وليس لها أي نشاط في التأليف؟! وهذا السؤال يؤدي بنا إلى سؤال آخر يقول: إذا كنا قد وجدنا ست إشارات صريحة كتبتها صحف القرن التاسع عشر عن الممثلة «لطيفة عبد الله» ... فلماذا لم يتنبه الكتاب والنقاد والمؤرخون المحدثون إلى هذه الممثلة المؤلفة، والكتابة عنها؛ كي تأخذ حقها التاريخي المسلوب؟!

والإجابة عن هذين السؤالين تتمثل في أن الممثلة والمؤلفة «لطيفة» كانت بطلة «جوق السرور» ... وهذا الجوق كانت له ظروف خاصة، تختلف عن ظروف بقية الفرق المسرحية الأخرى التي عملت في أواخر القرن التاسع عشر، وإذا تعرفنا على هذه الظروف سيتضح لنا لماذا أغفل الكتاب والنقاد والمؤرخون المحدثون الحديث عن شخصية «لطيفة عبد الله».

جوق السرور

ظهر هذا الجوق في حي بولاق الشعبي بالقاهرة في أواخر القرن التاسع عشر، وهذا الحي كان مشهورا بالحانات والمواخير والمقاهي الشعبية، وكان ميخائيل جرجس يملك فيه حانة مشهورة بتختها الموسيقي، فزين له البعض تكوين فرقة مسرحية تدر عليه بعض المكاسب المادية، وبالفعل أنشأ الفرقة، وبنى لها في بولاق مسرحا خشبيا.

33

بدأ إقبال الجمهور يزداد على هذه الفرقة منذ بدايتها؛ لأن الساحة الفنية كانت خالية من الفرق العربية الصغرى؛ مما جعلها تعرض مسرحياتها في بعض أقاليم الصعيد، مثل ملوي وديروط وسوهاج عام 1889.

34

نامعلوم صفحہ