فأقنعتني حجتها، وبدأت أعود نفسي على أن أراك يوما زوجة ليونيل.
إلى أن جاء يوم خيل لي فيه أني اكتشفت سر قلبك، وعلمت أنك لا تحبين ليونيل بل المركيز روجر.
فتنهدت مس ألن تنهدا طويلا، وأخذ يدها برفق فقال لها: أصغي إلي يا ابنتي؛ فإنك ما زلت لا تحبين ليونيل؛ فإن التضحية التي سألتك إياها ليست عظيمة، وهي أنه يجب عليك أن تبعدي عنك ليونيل وتعينيه على شقائه.
قالت: ولكنك دعوتني إلى أن أفتكر بأني سأكون امرأته. - هو ذاك يا ابنتي، غير أن ذلك حدث حين كنت أتوهم أن ليونيل سيجهل سر مولده مدى حياته. - ألعله علمه؟
فأجابها بلهجة تدل على أنه يكتم سرا، فقال: إنه قد يعلمه، وقد يجيء يوم يرد فيه المركيز ثروته وأتعابه إلى ليونيل، وذلك يسهل عقد زواجك بروجر الذي تحبينه.
قالت: إذا كان ذلك، فثق أنه لا يمضي شهر حتى يصبح ليونيل لا يفتكر بي.
وبعد هنيهة خلت مس ألن في غرفتها، وكتبت إلى ليونيل ما يأتي:
إنك إذا كنت تحبني حقيقة أيها الحبيب وكان هذا الفراق لم ينسك من تحب فافعل ما أطلبه إليك.
إننا سنجتمع بحضور أمك وعمي، وستجد مني فتورا في مقابلتك لم تتعوده، فلا تحزن فإني أحبك، ولكن هناك أسبابا تقضي علي أن أتكلف هذا الفتور حرصا على هنائنا.
ورجائي أن تكون هذه الكلمة كافية لاطمئنانك؛ فإني أحبك بملء جوارحي، وستقف قريبا على الحقيقة.
نامعلوم صفحہ