قال: نعم. وهي حكاية هندية؛ فإن ملك النور يحبك كثيرا يا مس ألن، ويريد أن تكوني سعيدة في عائلتك الجديدة.
فقالت له بلهجة المتهكم: أحق ما تقول؟
قال: نعم. وقد خشي أن تتمادي في أطماعك؛ فأرسلني إليك كي أسديك نصيحة، وهي نصيحة أخ صادق، فائذني لي أن أفترض هنيهة أنك تدعين توبسي، وأنك ابنة ناثائيل النوري.
قالت: أتم حديثك، فإنك ترى أني مصممة على أن أسمعه بجملته.
قال: وإذا صح هذا الافتراض، فإن أصحابك يسرهم أن يعقد هذا الزواج الذي يعده لك السير روبرت فالدن. - مع السير ليونيول؟ - نعم. وهو يحبك بملء جوارحه. - ولكن إذا خطر لي أن أطمع بأحسن من هذا الزواج، وأردت أن أكون يوما مركيزة؟ - أتريدين الزواج بالمركيز دي إسبرتهون؟
فقطبت حاجبيها لهذه المفاجأة وقالت: لنفترض أن هذا الاسم يوافقني. - ولكن لا يوافق رجال الطائفة على الإطلاق، وليس من فائدتك أن يكونوا من أعدائك.
فاتقدت عيناها ببارق من الغضب وقالت: أيطمع أولئك الذين تدعوهم أصحابي أن يحكموا على قلبي ومستقبلي ويزوجوني بما يشاءون؟ - كلا. فإنهم يتركون لك الخيار فلك أن تتزوجي بمن تريدينه ما خلا المركيز. - وإذا أردت أن أكون مركيزة، وأن أتشح بوشاح اللوردية، فماذا يكون؟
فوقف عثمان وقال: يكون أن ملك النور ورعاياه يشهرون عليك حربا عوانا لا رحمة فيها ولا إشفاق.
فنظرت إليه بعينين تتوهجان من الغضب وثارت في قلبها الأحقاد، فقالت: حسنا فإن توبسي النورية تقبل هذه الحرب، وإني أقاتل جموعكم وحدي غير هيابة من ملككم ورعاياه، فقد ذكرت الآن أيام حداثتي، وذكرت نبرات صوتك التي وصلت إلى مسمعي كالصدى البعيد، وعرفتك حق العرفان؛ فأنت هو جان دي فرانس.
فكتف عثمان يديه، وجعل ينظر إليها بملء السكينة، ومضت في حديثها فقالت: نعم. أنت هو جان دي فرانس، أي إنك نوري مثلي وابن الطائفة الممقوتة التي قدر لي نكد الطالع أن أكون منها، وأنا خلقت لأكون من بنات الملوك.
نامعلوم صفحہ