إدغار :
وا حرباه! «سمعت بأذني صوت النذير يعلن طلبي»، ولكني نجوت من كيدهم بما وفقت إليه من مخبأ في جوف شجرة. ضاقت بي الأرض فما لي فيها من مخرج في مرفأ إلا وهو ممنوع، ولا مطمأن إلا وهو مخفور، أقيمت عليه رواقب أشد ما تكون يقظة للقبض علي، وليجدر بي الآن - وفرصة الاختفاء سانحة - أن أعمل لصيانة نفسي، ولعل من الحكمة أن أتنكر على أسوأ صورة، وأحط حال تملك الفاقة أن تردي فيها الإنسان وتدنيه زراية به من الحيوان. سألطخ وجهي بالأوحال، وأستر كشحي بالأسمال، وأرسل شعري عقائص معقدة، وأواجه بالعري والتجرد أعاصير السماء وبلاياها. وإن لي لقدوة في هذا الريف، وأسوة من متسولي مارستان بدلام الذين يسيرون في الأرض يصيحون ويغرسون في أعضادهم العارية - أخدرها البرد وأهمدها - إبرا وشظايا ومسامير وأشواكا، ويردون الديار على هذه الصورة البشعة متنقلين من زورة خاملة إلى زورة، ومن قرية فقيرة إلى أخرى، ويغشون مضارب الرعاة، ومساكن الصناع، يستدرون الحسنة بالدعوات، أو يقتسرونها باللعنات - المسكين تورليجود والمسكين توما - هذا هو اسمي الجديد. أما إدغار فلم يعد مني في شيء. (يخرج.)
المنظر الرابع
أمام قصر غلوستر، وكنت في المقطرة على حاله (يدخل لير والبهلول وأحد الأمناء.)
لير :
إني لدهش كيف يغادرون قصرهم فجأة، ولا يردون إلي الرسول بجواب.
الأمين :
فيما علمت لم تكن عندهم ليلة أمس نية هذه المغادرة.
كنت :
تحية لك يا مولاي الجليل.
نامعلوم صفحہ