ملامتیہ صوفیہ اہل فتوہ
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
اصناف
ومن أصولهم اتهام النفس في جميع الأحوال، أقبلت أم أدبرت ، أطاعت أم عصت، وقلة الرضا عنها والميل إليها بحال. (8)
ومن أصولهم أن ما ظهر من أحوال الروح للسر صار رياء في السر، وما ظهر من أحوال السر في القلب صار شركا في السر، وما ظهر من القلب إلى النفس صار هباء منثورا، وما أظهره الإنسان من أفعاله وأحواله فهو رعونة الطبع ولعب الشيطان به. والذي يحقرها يكون في زيادة، ولا يزال يترقى في الأحوال حتى يعلو حال السر إلى حال الروح، والقلب لا يشعر بذلك، ويترقى حال القلب إلى حال السر والنفس لا تشعر بذلك، ويترقى حال النفس إلى حال القلب والطبع لا يشعر بذلك. فحينئذ يكون مكاشفا ينظر بعينه إلى ما يشاء، فيشاهده على ما هو عليه، وينظر بقلبه فيخبر عن مواضع الغيب. والروح والسر حصلا في المشاهدة، فليس لهما إلى القلب والنفس رجوع بحال. ومع هذا فظاهره ملازم للعلم، مظهر للتهمة، مخاطب لنفسه بأنها في حال الاغترار والاستدراج؛ لئلا يألفه فيسقط عن درجات الصديقين. وسئل بعضهم: ما صفة أهل الملامة؟ فقال: دوام التهمة، فإن فيها دوام المحاذرة، ومن قويت محاذرته سهل عليه رد الشبهات وترك السيئات. سمعت محمد بن الفراء
62
يقول: سمعت عبد الله بن منازل
63
يقول، وقد سئل: هل يكون للملامتي دعوى، فقال: وهل يكون له شيء فيدعي به؟ وسمعت عبد الله بن محمد
64
يقول: سمعت أبا عمرو بن نجيد وسألته: هل للملامتي صفة؟ فقال: نعم! لا يكون له في الظاهر رياء ولا في الباطن دعوى، ولا يسكن إليه شيء. قال: وسمعته يقول: [52ب] سألته مرة عن هذا الاسم، فقال: هو التزام ما به وصفت
خلق الإنسان من عجل ،
إن النفس لأمارة بالسوء ،
نامعلوم صفحہ